القاهرة 05 ابريل 2022 الساعة 09:21 ص

حاورته: هبة البدري
صاحب نبرة صوت مميزة لدى الملايين، تحدى الصعاب كلها وحارب من أجل تحقيق حلمه الذى راوده منذ الطفولة، ليصبح أول مذيع هواء من أصحاب الهمم، قدم خلال مشواره الإذاعي عشرات البرامج الشهيرة منها "سيرة ومسيرة" و"مع الصحابة" و"قطوف من السيرة". وأصبح أول رئيس لإذاعة القرآن الكريم من ذوي الهمم، ولم تكن حياة الإعلامي والإذاعي رضا عبد السلام سهلة على الإطلاق، فقد مرَّ بالعديد من الصعاب طوال مراحل حياته ولكنه لم يستسلم ولم تقف تلك الصعاب بينه وبين بلوغ حلمه، ومن ثم كان لنا هذا الحوار ..
1. فى البداية.. حدثنا عن النشأة؟
ولدت فى محافظة المنوفية وكانت لحظة الميلاد سببًا فى صدمة الجميع، فالجميع رأى طفلا دون ذراعيين أو على وجه الدقة يعانى من ضمور الذراعين. وقال الوالد منذ لحظة ولادته: "يا رب أنت اللي خلقته وأنت الكفيل به". ونحن أسرة متماسكة وعلاقتى بأخوتى قوية هم السند ويمنحونى القوة لأن الأسرة المترابطة تمنح الإنسان قوة.
2. ما دور الوالدين في حياتك.. وكيف التحقت بالتعليم؟
والدى علّمنى الكتابة بالقدم، وعندما جاء سن دخول المدرسة صُدمنا بقرار عدم السماح بدخول ذوي الهمم المدرسة، لكن والدي أصرَّ على إلحاقي بالمدرسة ورأى ذلك حقَا لي، وفوجئ الوالد برفض المدرسة قبولى بالتعليم لتضيع سنة دراسية كاملة من عمرى، وعاد الوالد مرة أخرى للمحاولة فذهب إلى وكيل الوزارة وطلب منه إلحاقي بالمدرسة، قائلًا له:"إن لم تقبله بالمدرسة سوف أضربه بالنار فى ميدان عام، لأن ابني دون تعليم كأنه ميت". وتم قبولى بالمدرسة وتدربت على الكتابة بالفم حتى أصبحت فى خلال عامين من أفضل الخطوط فى المدرسة.
3. لماذا درست الحقوق ثم عملت بمجال الإعلام؟
تخرجت في كلية الحقوق وعملت فى مكتب محاماه، ولكن لم يرضني العمل في هذا المجال،. فطالما أردت العمل في مجال الإذاعة لأنني أمتلك صوتًا ولغة يؤهلاني لهذا، ذهبت إلى الأستاذ عبدالوهاب مطاوع لكى يساعدني على العمل في الإذاعة، وبالفعل رشّحني إلى الإذاعى فهمي عمر الذي قابلنى باستهجان وقال كيف تعمل مذيعًا وأنت تعاني ضمورًا في الذراعين وكلّفني بالتدريب لمدة 3 شهور ثم عملت عامين بإذاعة وسط الدلتا، وظللت أسعى عامين كاملين وقدمت مرة أخرى في الاختبارات، وقابلت الأستاذ حلمى البُلُك رئيس لجنة اختيار المذيعين ورئيس شبكة صوت العرب فى ذلك الوقت وتحدثت إليه، وكتبت أمامه بأسناني واختبرني، والحمد لله اجتزت الامتحانات كلها بنجاح لافت، وقبلنى مهنئأ وكتب الإعلامى حلمى البُلُك حينها بخط يده يقبل مذيع هواء فى إذاعة القرآن الكريم.
4. مَن هم كبار الإذاعيين الذين عملت معهم؟
تتلمذت على يد مجموعة من الإذاعيين مثل الأستاذ عبد العال هنيدي هذا العلم الكبير وأحمد رضوان، ومجموعة من كبار الإذاعيين بإذاعة القرآن الكريم مثل الدكتور فوزى خليل والدكتور عبدالخالق محمد عبدالوهاب.
5. ما أهم البرامج التي قدمتها عبر إذاعة القرآن الكريم؟
قدّمتُ الكثير من البرامج الجماهيرية والبرامج الحوارية، مثل "سيرة ومسيرة" الذي يُعد من أهم البرامج في تاريخ الإذاعة إذ حاورتُ من خلاله عددًا كبيرًا من علماء الدين والمفكرين فى العلوم والفكر والفلسفة حول حياتهم وفكرهم.
6. لك مؤلّفات شاركت بها في معرض القاهرة الدولي للكتاب.. حدثنا عن أهم الموضوعات التي تقدمها من خلال هذه الكتب؟
كتابي الأول عنوانه "نقوش على الحجر" ويعرض سيرتي الذاتية والمشكلات التى يتعرض لها المعاق في مصر، والكتاب الثاني "علماء ومواقف بين ثوابت الدين وعواصف السياسة"، والكتاب الأخير صدر منذ عام بعنوان "إضاءات العقل وهدايا النقل".
7. هل كنت تتوقع أن تتولى رئاسة إذاعة القرآن الكريم.. وماذا عن شعورك ورد الفعل جماهيريًّا أو من زملاء الإذاعة؟
لا لم أكن متوقعًا رئاسة إذاعة القرآن الكريم. ولكن رد فعل الناس فى مصر مبهر وأبكاني، وتم اختيارى بناءً على تاريخي الإذاعي والمهني. وقد اتخذت مجموعة من القرارات أهمها أن من يعمل فى البرامج ينبغي أن يكون متخصصًا في المجال أو أستاذًا جامعيًّا فقط، وذلك لرفع مستوى البرامج المقدمة للمستمع.
8. حدثنا عن كيفية التغلب على الصعاب.. والتصالح مع النفس؟
نظرة الناس كانت من الصعاب التى لا بد من تجاوزها والتجاهل لمن لا يفهمك ولا يقدرك، وفى أثناء العمل كنت أجد من يضع أمامى العراقيل ولكننى كنت أبحث دائما عن الوسيلة لتجاوزها. الإيمان بالله والعزيمة والإصرار إلى جانب التنشئة والأسرة لهما دور كبير فى تحقيق التصالح مع النفس. وفى رأيى الإنسان عديم الإرادة والعزيمة هو المعاق الحقيقي.
9. أخيرًا.. ماذا عن خريطة البرامج فى شهر رمضان المبارك؟
الخريطة الرمضانية لهذا العام تضم العديد من البرامج مثل: "رمضان عبر العصور" ومضمون البرنامج حول شهر رمضان المبارك منذ دخول الإسلام مصر إلى الآن، و"الصالحون فى رمضان"، و"بين السائل والفقيه" لمدة ساعة يوميًّا ليكون ضيف هذه الفقرة عالم من علماء الفقة بدار الإفتاء أو من علماء الأزهر الشريف. بالإضافة إلى إذاعة خارجية يوميًّا لنقل صلاة العشاء والتراويح من المساجد الكبرى.
|