القاهرة 22 يناير 2022 الساعة 01:45 ص
كتبت: إنجي عبد المنعم
صدرت عن دار "إبهار" للنشر و التوزيع رواية "مربعات أكاتشي" للروائي محمد سامي البوهي، وهي العمل الثاني عشر له بعد ثلاثيته الأخيرة (الحلاج - العارف - الفارض)، حيث ينتقل بنا إلى أدغال أفريقيا لينقل لنا تجربة واقعية.
وصرح "البوهي" لــ «مصر المحروسة» أنه يوضح من خلال روايته نماذج من تعامل المسلمين في أفريقيا بطرق مختلفة، فيروي وكيف كان يتعامل المتشددون دينيًا في أفريقيا -الذين كانوا يحكمون تلك المناطق عن طريق "المحاكم الإسلامية"- مع غير المسلمين حتى أنهم كانوا يلجؤون إلى قتل النساء الجميلات أحيانًا بدعوى أنهم مصدرًا للفتنة، وعلى الجانب الآخر يروي لنا قصة جزيرة نائية في الجنوب الإفريقي يعبد أهلها طائرات الأمم المتحدة لأنه مصدر للوهبة الإلهية عندما تلقي لهم الطعام من حين لآخر، لكن الحملة التطوعية استطاعت أن تغير وجه الحياة في تلك القرية التي دخل أهلها الإسلام قانعين.
ويبين الكاتب على لسان بطل الرواية الصحفي "يوسف" الذي ينتمي إلى عائلة مصرية متشددة دينيًا، فجده كان مجاهدًا في أعالي جبال تورا بورا في أفغانستان ضد السوفييت، وعاد لينشر الفكر المتشدد الجهادي في مصر، فيتمرد عليه بطل الرواية ويسافر للعمل في الكويت في الصحافة، ولكنه يتحول من النقيض إلى النقيض، من إنسان أجبر على الإلتزام الديني إلى إنسان ماجن يجرب الانحراف بكل أشكاله، حتى يتقابل مع أحد الدعاة بالمصادفة ويتطوع معه في الدعوة ويسافر إلى أفريقيا كمتفرج، ولكنه يتفاجأ بأنه يعيد اكتشاف نفسه مرة أخرى، ويتعرف على الله من خلال الدعوة الوسطية للإسلام، وكأنه يقوم بعمل إعادة صياغة لأفكاره ويسلم بقلبه قانعًا لا مجبرًا.
كما نجد قصة رومانسية موازية لأحداث الرواية تجمع البطل بطبيبته في الكويت ولكنها تنتهي بالفشل في النهاية بسبب زواجه من امرأة من اختيار جده، حيث كان يعتقد أن الحب يعني الزواج، ولكنه حينما تزوج لم يجد الحب لذلك وجده مصادفة مع طبيبته ولكن بعد فوات الأوان، تتناول الرواية عدد من القضايا الفكرية ومحاور فلسفية ودينية واجتماعية وتاريخية، وتتناول حقب زمنية مهمة عشناها جميعًا.
وأشار البوهي عن اختيار اسم الرواية بـ "مربعات أكاتشي" إنه اسم طفل أفريقي يمثل "روح البطل" الذي كان يلعب لعبة المربعات على المحيط مع الأطفال، ومن خلال تجسيد شخصيته داخل الرواية وجد أن حياة البشر الطبيعية تشبه مجموعة من الأفكار في هيئة مربعات، ومن يشذ عنها يتطرف بفكره، كما أن البطل حرم على نفسه مربعات الشيكولاتة التي أعطتها له والدته وهو صغير ووعدته بالعودة إليه مرة أخرى، ولكنها رحلت ولم تعد.
يذكر أن الكاتب محمد سامي البوهي، مدرس لغة ودراسات إسلامية، عمل في الراي الكويتية، وفي العرب اليوم اللندنية، وله أربع مجموعات قصصية، منها: رائحة الخشب، لوزات الجليد، وثمان روايات، منها: الحلاج، أوطان بلون الفراولة، الأسماك تضيء أيضاً، سيكترما، الفارض.
|