القاهرة 28 ديسمبر 2021 الساعة 11:14 ص
كتب: عصام محمد حسين
احتلت الممارسات الشعبية العلاجية جزءًا من ثقافة المصريين التقليدية، إذ يعتبر كل من الحجامة والكي من طرق العلاج التي قد يلجأ إليها الناس لمداواة مرضاهم، وقد تختلف دوافع المرض في اللجوء إلى الحجامة أو الكي، فمنهم من يلجأ إليها من منطلق اعتقادي أو ثقافي، ونحن نتناول هاتين الطريقتين من طرق العلاج من زاوية المعرفة التقليدية المتوارثة، والتي دخل على بعض أجزائها الممارسات الطبية الحديثة والمعتقدات، ولكي تخرج الممارسة الشعبية بشكل خاص لنتعرف على العلاج الشعبي كجزء من المعارف الشعبية.
ويُقصد بالمعارف الشعبية هذه الحصيلة من القواعد العلمية الشعبية في الطب والزراعة وبعض الحرف المختلفة، وفي قواعد السلوك الاجتماعي والأخلاق، أي ذلك العرف التجريبي إزاء الطبيعة وإزاء المجتمع البشري ذاته، ويتجه أفراد المجتمع إلى تلك الممارسات العلاجية انطلاقًا من كونها تؤدي وظيفة وتشبع حاجاتٍ ملّحة من خلال ظروف هذا المجتمع وواقعه، وما يزال هناك كثيرون من أفراد المجتمع المصري يتعاملون مع هذا النوع من العلاج حتى الآن لمواجهة مشكلاتهم الصحية في ضوء التجارب والخبرات المستمدة من البيئة.
وتحوز دراسة العلاجات الشعبية أهمية كبيرة خصوصًا في مجتمعنا المصري الذي يتعرض لتغييرات كثيرة وعلى فترات ليست بالبعيدة، ويرجع ذلك إلى زيادة الهجرات من الريف إلى المدينة، وكذلك من مدينة إلى أخرى سعيًا وراء الرزق، وكلٌّ ينتقل بعاداته وتقاليده من مكان إلى آخر ولا تلبث أن تتغير العادات شيئا فشيئا وينتج عن هذا مجتمع جديد ذو مفاهيم وعادات جديدة.
ويلعب التعليم دورًا مهمًّا في حياة الأمم والشعوب وكذلك وسائل الإعلام المرئية والمسموعة بمختلف أنواعها، وخصوصًا الفضائيات والإنترنت الي لعبت دورًا فعالًا في تغير الثقافات، ونحن لا ننكر أن الأصل ما يزال موجودًا ومحتفظًا ببعض قيمه في المجتمعات الريفية، وتظهر أهمية دراسة المعارف الشعبية وتتبلور في ضوء التغيرات التي يتعرض لها مجتمعنا.
|