القاهرة 15 يونيو 2021 الساعة 11:10 ص
حاورتها: روفيدة خليفة
• عروض الأراجوز مثل فنون الأداء الحديثة تعتمد على تفعيل دور المتفرج في العرض
قصة طويلة، يمكن اختصارها تحت عنوان "حكاية معافرة"، قررت السفر إلى أوروبا فور تخرجها من أكاديمية الفنون، واحتاج الأمر لثماني سنوات، حتى استطاعت تحقيق حلمها، حصلت على درجتين للدكتوراه في الدراما وفنون الأداء، من جامعتي كولن وحلوان وجامعة برلين الحرة بألمانيا، عملت كباحثة مسرحية منذ وصولها لألمانيا، ونشر لها عدد من الكتب والأبحاث العلمية باللغة الألمانية، كما قدمت دورات تعليمية عن المسرح المصري في الجامعات الألمانية، لطلاب المراحل الجامعية المختلفة، وبعد اتقانها للغة الألمانية، بدأت في احتراف الترجمة المتخصصة، في مجال المسرح، هذا بجانب نشاطها في مجال التبادل الثقافي العربي/ الأوروبي، وعملها كمنسقة ثقافية دولية، وأخيرا حصولها على جائزة الحكومة الألمانية للترجمة عن ترجمة كتاب "مسرح ما بعدالدراما".. إنها الباحثة الدكتورة مروة مهدي التي كان لنا معها هذا الحوار..
• حصلت على 2 دكتوراه حدثينا باختصار عن كل منهما؟
كانت رسالة الدكتوراه الأولى تحت عنوان "المتفرج المفترض في مسرح برتولدت بريشت"، واعتمدت فيها على فكرة القارئ المفترض للناقد الألماني فولفجانج ايزر، واشتغلت على نظريات التأويل والتلقي، وسحب آليات الاهتمام بالقارئ إلى عالم المسرح، ومن ثم بالمتفرج، اهتم بريشت في أعماله المسرحية والتنظيرية بالمتفرج، وتعمد تغير منظور النقد، والتعامل مع المتفرج باعتباره مركز العملية المسرحية، وحصلت على الدرجة العلمية عام 2009، تحت إشراف مشترك بين مصر وألمانيا، من جامعة كولونيا تحديدا.
بعد تواجدي في ألمانيا، وعملي في الجامعة كباحثة، أدركت غياب المعلومات عن المسرح العربي والمصري، ومن ثم قررت عمل رسالة دكتوراه بالألمانية عن المسرح المصري، وكانت تحت عنوان "العلاقة بين اللاعب والمتفرج في المسرح المصري التقليدي"، وتحت إشراف إيريكا فيشر ليشته، في جامعة برلين الحرة، التي أعمل بها منذ 2007. وحصلت منها على الدرجة العلمية عام 2015، ثم تمت طباعتها في كتاب "المسرح المصري"، ليكون أول مرجع علمي عن المسرح العربي بالألمانية.
• في رسالتك المتفرج المفترض في مسرح"برتولد بريشت" كنت تحاولين الوقوف على جوهر العملية المسرحية، ودراسة خصوصية التلقي في العملية المسرحي، فما هو جوهر العملية المسرحية؟
تتكون العملية المسرحية من محورين أساسين: اللاعب والمتفرج -اللاعب هنا هو كل عناصر اللعب المسرحي- ومن ثم ينشأ العرض المسرحي من داخل لقائهما في نقطة مكانية ولحظة زمانية (هنا والآن)، وتطور المسرح منذ العصور القديمة وحتى الآن، من داخل تغيير طبيعة العلاقة بين هذين المحورين، حيث تركز اهتمام المسرح الكلاسيكي على الدراما، أي على ما يقوله اللاعب وما يوجهه للجمهور من خلال حبكة درامية، وظل الاهتمام بالنص كوسيلة أساسية للعب لسنوات طويلة، وفي المدارس المسرحية الكلاسيكية المختلفة، أي تركز الاهتمام على محتويات خشبة المسرح: نص، ممثل، مخرج...إلخ، حتى بدأ بريشت في تحويل زاوية الكاميرا في تجاه المتفرج (في مقابل الاهتمام بالقارئ في الأدب)، وبناء عليه برزت ما سمي بنظريات التأويل والتلقي، بمعنى أن جوهر العملية المسرحية يتطور ويتغير، وينشأ من داخل طبيعة التعامل مع فن المسرح، وطرق تناوله، على مستوى الإبداع والنقد.
• وماهو دور المتلقي أو المتفرج في العملية المسرحية؟
المتلقي هو جزء لا يتجزأ من العملية الفنية عموما، وبالتالي يعتبر المتفرج المحور الأساسي في فن المسرح، وبدونه لا وجود للعملية المسرحية برمتها، يعمل المسرح من خلال المتفرج ويتوجه إليه في كل خطوة يخطوها، تطور المسرح عبر تاريخه من خلال حضور المتفرج داخل العملية الإبداعية، أي أن العملية المسرحية لا تتم، إلا إذا تمت مشاهدتها من قبل المتفرج.
• دائما تبحثين عن الطرق والآليات التي تجعل من الفن أداة تغيير للعالم فما هي تلك الآليات؟
تبقى الإجابة على سؤال وظيفة الفن -عموما- مفتوحة، ولكل مبدع اجابته الخاصة، والتي تتطور مع تطور مشواره الإبداعي، من ناحية أخرى، أثبت تاريخ الفن أنه وسيلة فعالة لتغير العالم، وأكد أيضا على كون الفن جزءا لا يتجزأ من مسيرة البشرية، يتأثر بالعالم ويؤثر فيه، الفن هو آلية البشر لممارسة الحياة ولتحسين ظروف العالم، ومن ثم، يكون الدور الأساسي للمبدع، البحث المتواصل والدؤوب عن طرق ووسائل فنية وإبداعية، لجعل العالم أفضل، كل حسب وسائطه الفنية وطبيعة الفن الذي…