القاهرة 09 مارس 2021 الساعة 08:54 ص
جمال عاشور
في بداية القرن العشرين سيطرت فرقة "إسكندر فرح"، على الساحة الفنية في "مصر"، وأصبحت من أهم فرق المسرح الغنائي الذي تعاظم دوره ونجومه، بالرغم من وجود فرق عربية غيرها وأخرى أجنبية.
وربما ما أثر في نجاحها وساعد على تألقها مشاركة الشيخ سلامة حجازي في عروضها، وانجذاب الجمهور المصري وإعجابه بالغناء والطرب بصفة عامة وبصوت الشيخ بصفة خاصة.
وحاولت بعض الفرق العربية منافسة فرقة "إسكندر فرح" لجذب الجمهور نحو التمثيل المسرحي، كذلك نافس بعض المطربين والمنشدين الشيخ سلامه حجازي، لكن الشيخ سلامة كان يتفوق عليهم جميعا خاصة خلال الاحتفالات العامة والحفلات والمناسبات الخاصة القليلة التي كانت تجمع معظم المطربين في مباراة فنية واحدة مثل احتفالات عيد الجلوس الكبير على العرش، والتي كانت تقام كل عام في حديقة الأزبكية.
وإذا كان صوت الشيخ سلامة حجازي من أهم عوامل نجاح فرقة "إسكندر فرح" فإن العامل الثاني هو وجود مسرح ثابت للفرقة، وهو المسرح المقام بشارع عبد العزيز الذي أقيم بأرض علي باشا شريف رئيس مجلس الشورى في ذاك الوقت.أقيمت مكانه سينما ا "أولومبيا" وهي موجودة حتى الآن.
وقد شهد هذا المسرح أمجاد الفرقة في القرن التاسع عشر، والذي أعادت الفرقة عليه عروضها المسرحية الناجحة بالإضافة إلى عروضها الجديدة خلال فترة تألقها من يناير عام 1900 وحتى فبراير عام 1905، تلك التي شارك في تقديمها نخبة من الممثلين المتميزين وفي مقدمتهم: "وردة ميلان، أحمد فهيم، ملكة سرور، محمود حبيب، إبراهيم رجب، أمين الأزهري، محمود حجازي، الشربيني".
وتضم قائمة المسرحيات التي قدمتها الفرقة: "أبو الحسن المغفل" لمارون النقاش، "الاتفاق الغريب"، و"أنيس الجليس" للقباني، و"البرج الهائل" لأسكندر ديماس وهي من تعريب فرح انطون، و"شارلوت" تأليف خليل كامل، و"عايدة" لسليم خليل النقاش، "عظة الملوك" لبشاره كنعان، و"العفو القاتل" لسليم ميخائيل فرنيني، و"غانية الأندلس" لخليل كامل، و"محاسن الصدف" لمحمود واصف، و"الغيرة الوطنية"، و"اللص الشريف" لطانيوس عبده.
ولم تقتصر عروض فرقة إسكندر فرح على مدينتي القاهرة والإسكندرية فقط، بل قدمت أيضا بعض عروضها ببعض المدن الأخرى ومن بينها طنطا، المنصورة، رأس البر، المنيا، كما أن الفرقة كانت تخصص بعض لياليها المسرحية كتبرع منها للأعمال الخيرية لدعم بعض الجمعيات الأهلية والمدارس.