القاهرة 04 مارس 2021 الساعة 10:44 ص
حققت المنظومة التعليمية فى مصر على مدار عقود مضت سواء على مستوى مرحلة التعليم ما قبل الجامعي، أو التعليم الجامعى بعضا من أهدافها - سواء على مستوى الشكل أو المضمون- ؛ وإن كانت ضلت طريقها فى أوقات كثيرة بعدم انتهاجها أو تضمينها مبادىء فلسفة العلم فى جوهرها؛ والتى تتمثل فى"الإيمان بالإنسان ودوره دائما وأبدا"، بحسب أطروحات لودفيج فيورباخ فيلسوفً الأنثروبولوجيا الألماني المشهور بكتابه "جوهر المسيحيّة".
اعتماد الفلسفة كنهج فى إدارة كافة مناحي الحياة فى مصر؛ وتحديدا كونها أداة لتغيير العالم ضمن رؤية القائمين على تطوير منظومة تعليمنا ظلت محل توجس لسنوات؛ وهو ما كان له أثره البالغ على تراجع أداءات الطالب المصري من حيث مستوى تفكيره وتصوراته للمشكلات وأوجه الحياة؛ ويكفى أن أستشهد هنا بغياب تدريس مادة الفلسفة فى مرحلة الدراسات العليا بكليات العلوم الاجتماعية والانسانية فى عدد كبير من جامعات مصر رغم توجه العالم نحو الدراسات البينية.
ما علاقة الفلسفة بجامعة القاهرة؟! سأقول لكم..
يوم الاثنين الماضى، تشرفت بلقاء الاستاذ الدكتور محمد عثمان الخشت، أستاذ فلسفة الأديان والمذاهب الحديثة والمُعاصرة، ورئيس جامعة القاهرة منذ أغسطس 2017 وحتى يومنا؛ وذلك برفقة الأستاذة الدكتورة عواطف عبدالرحمن أستاذة الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، و عدد من الباحثات العزيزات؛ وذلك لتقديم نسخة من بحوث ورشة "تطبيق علم المستقبليات على الأفراد" التى نظمتها و أعدتها لنا أستاذتنا العزيزة عواطف عبدالرحمن وشاركنا فيها منذ شهرين بالكلية على مدار يومين؛ وأثناء لقائنا الكريم برئيس جامعة القاهرة تفضلت أستاذتنا العزيزة بتقديمنا إليه؛ وتحدث كل منا عن رسالته بمرحلة الماجستير؛ والدكتوراة؛ بل وتصوراتنا البحثية المستقبلية طوال اللقاء الذى امتد تقريبا لساعة ونصف الساعة، وظل الدكتور محمد الخشت يستمع إلينا بحرص الفلاسفة وبذهن مفكر يتشوق لمعرفة ما يدور فى عقول الجيل الجديد من أبنائه الباحثين فى مجال الإعلام.
بعد أن انتهى كل منا من تقديم نفسه وبحوثه؛ بدأ رئيس الجامعه يتحدث إلينا عن فلسفته التعليمية التى ينتهجها فى إدارة جامعة القاهرة؛ وما لفت انتباهي فى حديث الدكتور الخشت هو مدى حرصه على ربط علوم المستقبل بخطته التطويرية؛ التى جنينا بعضا من ثمارها ـ نحن ـ الباحثين منذ أن تولى منصبه حتى اليوم؛ وهى خطة مازالت قيد البحث والاستمرارية عن تقديم كل ما يخدم مجتمعنا الجامعى؛ منها مثلا تأكيده على انتهائه من بعض المشروعات الجديدة التى ستعمل على تحويل جامعة القاهرة من جامعات الجيل الثالث بامتلاكها أكبر منصة تعليمية فى الشرق الاوسط، وببنية تحتية تكنولوجية ساهمت فى ربط الطالب الجامعى بمناهجه ومقرراته التعليمية وبمجتمعه الجامعى؛ لتصبح جامعة من الجيل الرابع وهو ما سيجعل جامعتنا المصرية العريقة تقترب مما تسير إليه أكبر وأعرق الجامعات فى العالم؛ وهى رؤية تعبر عن نهج فلسفى مستقبلي يؤمن به رئيس جامعة القاهرة؛ وكشفت عنه كلماته أثناء لقائنا به؛ وكيف ينظر إلى تجديد المنظومة التعليمية كفعل عملي وأداة لتغيير العالم.