القاهرة 23 فبراير 2021 الساعة 09:01 ص
كتب: إبراهيم حمزة
بادرة نادرة مبهرة من الناشر المثقف الأستاذ أيمن محمد عيد، الذي تطوع – كناشر – لتحمل نفقات طباعة كتاب "فؤاد حجازي.. ابتسامة في هجير الحياة" الذي أعده الكاتبان: إبراهيم حمزة وفرج مجاهد، وشارك فيه عدد كبير من المبدعين والباحثين منهم: إبراهيم رضوان، عبير طلعت، دكتور محمد المخزنجي، الكاتب رجب سعد السيد، الكاتب محمود عرفات، د. نشوى أحمد حلمي، سمير الفيل، محمد عبد الحافظ ناصف، ناصر العزبي، فاتن شوقي، د. مصطفى الضبع، د. أمجد ريان، الإعلامي هشام علوان، محمد عطية محمود، د. رانيا عبد الهادي، شعبان يوسف، وفرج مجاهد وإبراهيم حمزة.
يقع الكتاب في 272 صفحة من الحجم المتوسط، صدر عن دار الإسلام بالمنصورة على نفقة صاحب دار النشر وأحد أبناء فؤاد حجازي المخلصين، وجاء في مقدمته:
(يضم هذا الكتاب بعضا من نفثات من طرح المحبة المثمرة في نفوس عشاق وتلاميذ وأصدقاء فؤاد حجازي، كتابات نُشرت في ملفات وبعضها لم ينشر وجميعها محبة لإبداع وإنسانية هذا الزاهد المتعفف فؤاد حجازي، تم إعداده قبل رحيله الموجع بوقت طويل، لكن لم يطبع ثم مات، "مات باقتدار وفخار مقالشي لحد" كما يقول صلاح جاهين، وحين مات صارت المنصورة بلا بيت يأوينا بلا شاي نشربه بلا قلب يحتوينا، صرنا غرباء بلا فؤاد يقينا هجير الحياة).
يبدأ الكتاب بمجموعة منتقاة من أقوال كاتبنا الكبير، جمعها المعدان من بطون كتبه العديدة، مثل أقواله:
"من المستحيل أن يبقى الحال كما هو عليه". من مجموعة "الزمن المستباح " صـ10
"خبرتي أنك إذا استسلمت لهم في أمر، فسوف يطالبون بالمزيد، أما إذا لم تفرط في حقوقك واستقلالك، فسوف يحترمونك". عن الأمريكان يتحدث في مجموعته "تعظيم سلام" صـ 5
"القصة ليست وسيلة لتقديم المعلومات، كما يعتقد هؤلاء السادة، أن أقدم معلومة تحت مسمى قصة فمعنى هذا أنني أخدع الطفل". أوراق نقدية صـ 142
"ديمقراطية تسمح بالرقابة الشعبية، وحل القضية الوطنية: هل ستكمل الثورة إنجاز هاتين المهمتين، التي عجزت مصر عن إتمامهما منذ ثورة عرابي حتى اليوم؟! أم سنكون في حاجة إلى ثورة جديدة؟!". كتاب "الجنود يصفقون لحاملي الكتب" تعليقًا على ثورة يناير2011م
"كان ما يغيظ حقّا أن الصخور تمنع رؤية البحر، لكنها لم تمنعنا من أن نشير بأيدينا إلى الجنوب ونقول: مصر من هنا". ص81 من "الأسر يقيمون المتاريس" دار الشروق
"الشيء الوحيد المؤكد، أنه لا شيء مؤكد». رواية "رجال وجبال ورصاص"
وقد بدأ محتوى الكتاب بقصيدتين أولهما للشاعر الكبير إبراهيم رضوان، والثانية للشاعرة عبير طلعت، يقول رضوان:
آه يا فؤاد يا حجازي صوتك باين
في كل قلب هَدِيتُه للحريه
عمرك ما كنت في يوم فراغ أو خاين
ولا يوم حلمت بغير (خلاص النيّه)
يحمل الكتاب حوارًا ممتدًا مع حجازي، تقول مقدمة الحوار:
لم أر في حياتي رجلًا متجردًا زاهدًا زهد فؤاد حجازي، بساطته آسرة، روحه الشفافة الهفهافة، ضحكته الأخاذة الرقراقة البهية المعدية للآخرين، كرمه الحاتمي، قططه التي يحرص على شراء طعام لها، عصافيره التي يضع الماء على سور البلكونة لتشرب، محبوه الذين جعلوا شقته الطيبة مثله مزارًا سياحيًّا فى حي الشيخ حسنين بالمنصورة الجميلة، المخزنجي وهو يقول "عمنا وتاج راسنا "، سيد حسن وهو يقول: "فؤاد حجازي لا يحتاج مناسبة للاحتفال به، في مؤتمر محلي كنا مجموعة من الضيوف على مائدة نأكل الفطير والعسل، فجاء وزير سابق كان راعيًا للمؤتمر، ووضع يده على كتفي في ود واستأذن للخروج دقائق والعودة، كان الكلام موجهًا للعم فؤاد، خرج الوزير، فقلت له: أول مرة يضع وزير يده على كتفي، بقيت من أهل الخطوة، رد العم فؤاد: وأنا أول مرة يستأذن مِني وزير، تعليقاته أثناء تناول الطعام دائما مرحة بسيطة، كنا في مؤتمر بالمنصورة، وكان "فؤاد حجازي" أمينه، وقد جاء السادة المحترمون في عز الصيف كل متلفع ببدلة كاملة غامقة باكية مختنقة بكرافت قاتل، وصعد الأمين العام – فؤاد حجازي – للمسرح، يرتدى قميصًا خفيفًا بنصف كم، قال كلمته، قامت الدنيا ولم تقعد، يومها تكلم أحدهم قائلا: يكفي أن فؤاد حجازي من عام 1981م لم يعتقل!!.
أليس الأصل هو الاعتقال، والاستثناء هي الحرية؟! انتهى الرجل وبقى العم فؤاد، وسيبقى.
ويكتب عنه القاص دكتور محمد المخزنجي: "فؤاد حجازي.. ياه.. إنه رجل نادر الرقة والتعفف والصلابة والإنسانية في الوقت ذاته".
ويكتب عنه الأديب رجب سعد السيد قائلا: "لا يستقيم تأريخ لمسيرة مؤتمر أدباء مصر بغير ذكر مشاركات فؤاد حجازي المؤثرة، وذلك منذ دورة انعقاده الأولى في فبراير 1984 بمحافظة المنيا في صعيد مصر، وكان يحمل اسم (مؤتمر أدباء الأقاليم)، وأتوقف في هذه العجالة عند توصية واحدة، هي أول توصية في قائمة توصيات المؤتمر، على مدى تاريخه، وأعتقد أنها أول توصية من نوعها تصدر عن تجمع فئوي في مصر، وهي الخاصة برفض كل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني في إسرائيل".
وتستكمل الشهادات عبر شهادات المبدعين: محمود عرفات، شريف صالح، سمير الفيل وغيرهم، ثم يتوقف الكتاب عند محطة المسرح فى حياة فؤاد حجازي، ثم الرواية عبر كتابات للمبدعين: د. مصطفى الضبع، هشام علوان، فاتن شوقي، د. أمجد ريان، شعبان يوسف، د. رانيا عبد الهادي، ومقالات متعددة للكاتب فرج مجاهد.
يبقى أن نقول: إن الكتاب الذي أصدره على نفقته الخاصة الناشر المثقف أيمن محمد عيد، وهو مسئول دار نشر بمدينة المنصورة، قد تم توزيعه فى مؤتمر السرد الذي عقد يوم 25 أغسطس 2019م والذي شارك فيه معدا الكتاب وآخرون وقدم المؤتمر الكاتب الكبير محمد خليل.. تحية لكل من نطق بكلمة حق تحيي ذكرى كاتب كبير بقيمة فؤاد حجازي.