القاهرة 16 فبراير 2021 الساعة 09:22 ص
كتبت: سماح عبد السلام
في معرضة "تجليات القاموس البصري"، الذي أقيم أواخر 2020 بمركز الجزيرة للفنون، والمتاح حاليًا أونلاين فى إطار مبادرة وزارة الثقافة "خليك في البيت.. الثقافة بين إيديك"، عمل الفنان التشكيلي الدكتور مصطفى الرزاز على إعادة تدوير وإنتاج أفكار قديمة ولكن بطرق حداثية.
فقد دأب الرزاز منذ بداية رحلته الفنية التى تجاوزت النصف قرن على تقديم العديد من التجارب الفنية البنائية منها والرمزية والتعبيرية والمفاهيمية، ومن ثم أصبح لديه زخم إبداعي وإيقونات أساسية يستدعيها فى تجاربه الأخيرة ولكن بصياغة جديدة في إطار رسالة فنية يربط خلالها الماضى بالحاضر.
قام الرزاز بإحضار أعمال من مراحل مختلفة وأخذ أجزاءً منها ثم قام بإجراء معالجة لها بأسلوب جديد فأصبح بها أطياف من المراحل السابقة. كما تداعت الذكريات لديه على سطح كل لوحة لتكسبها دورة حياة جديدة، ومع الوقت ثقافة الإنسان تتغير وتتطور كما أصبحت عناصره الأثيرة أكثر تماهيًا وحميمية وحلقت في دوائر جديدة على أعماله السابقة، إذ تداخل التعاطف البيئي مع رواسب التراث وتحليق الخيال.
وبمتابعة معارض الرزاز نجده يجمع بين مجالي النحت والرسم حيث يرسم طوال الوقت، بعض هذه الرسوم يتحول لرسم أو نحت. كل مجال يتم معالجته بالطريقة التي تناسبه. لكن النحت والتصوير يخرجان من عائلة واحدة. عندما ينظر المتلقي على لوحة يجد جزءًا منها يدخل على النحت، ثمة تجانس بين المجالين إذن داخل العمل الواحد.
كما ينفذ الرزاز منحوتاته بخامة البرونز حيث يعُد الخامة باعتبارها خامة صامدة.
نلحظ كذلك أن طبيعة أعماله الأخيرة تغلب عليها الألوان الدافئة بينما تحضر الألوان الباردة بنسبة مكملة. وإن كان يرسم ويختار الألوان بصورة تلقائية حسب المشاعر دون حسابات. حيث إن الحالة هي التي تفرض اللون.
كما تتسم تجربته بالبحث والتجريب والمغامرة كونه باحثًا وفنانًا في الأساس وفي نفس الوقت لديه فكرة اختبار النفس، ومدى القدرة على الإنجاز والتجديد. ورغم أنه يرسم عناصر محدودة مثل النبات والحصان والمرأة على مدار السنين، إلا أن رهانه الأساسي يكمن في عدم التكرار لأي شكل أو دور أي عنصر في عمل ثان.