القاهرة 11 فبراير 2021 الساعة 04:31 م
حاورته: إنجي عبد المنعم
للمتحف الآتوني على ضفاف نهر النيل بالمنيا تأثير ملموس وحقيقي على العديد من الفنانين التشكيليين الشباب الذين استهواهم الفن الآتوني، وقد طٌرِحت فكرة إنشاء المتحف قبل نحو 40 عامًا وتحديدًا عام 1979 في محافظة المنيا تنفيذًا لاتفاقية التوأمة التي وُقعت بين مدينة المنيا ومدينة هلدسهايم الألمانية؛ ليكون أحد أهم جوانبها الثقافية لعرض الفكر الديني لأخناتون وفترة التوحيد وسرد قصة مدينة "أخت أتون" تل العمارنة كونها جزءًا من محافظة المنيا وعاصمة مصر في ذلك الوقت.
ومن الفنانين الشبان الذين تأثروا بالمتحف الفنان التشكيلي والنحات "حسام مصطفى" الذي أبدعت أنامله منحوتات مستلهمة من التراث والفن الآتوني.
حسام مصطفى خريج كلية الفنون الجميلة جامعة المنيا دفعة 2016 ويعمل حاليا معيدا في الكلية، شارك في معظم الأنشطة الطلابية الفنية في خلال فترة دراسته الأكاديمية، له العديد من المشاركات الفنية منها: معرض "كاريكاز" نحت بأتيليه الإسكندرية 2016، معرض "ذات" في متحف محمود سعيد بالإسكندرية 2016، مهرجان "ضي 2" للشباب العربي، معرض "جائزة آدم حنين لفن النحت 3"، صالون "نوت" للنحت في دوراته 2 و 3 و 4 على التوالي، المعرض الصيفي الأول للشباب بالمؤسسة الثقافية الإيطالية المصرية بالإسكندرية، وشارك في ملتقى سيناء للفنون في شرم الشيخ، ولديه مقتنيات لدى بنك CIB التجاري الدولي ومقتنيات خاصة لدى بعض الأفراد. ويشارك حاليا الفنان بعمل نحتي جديد بصالون "نوت" الرابع للنحت وكان لـ "مصر المحروسة" معه هذا الحوار..
بداية تشارك بصالون نوت لثالث مرة على التوالي.. فماذا تمثل لك مشاركتك بالصالون؟
• أنا مدين لصالون "نوت" بالفضل في ظهوري مؤخرًا، كما أقدر فكرة الصالون نفسها وهي تسليط الضوء على الفنانين الموجودين خارج نطاق القاهرة وهذا شيء يُحترم جدًّا، كما أكن تقديرًا خاصًّا لصاحب الفكرة الفنان مراد فخر الدين رحمه الله مالك الجاليري، ومن بعده استكملت إدارة الجاليري متمثلة في الأستاذة مها فخر الدين تنظيم الصالون بشكل سنوي.
ما هي فكرة العمل المشارك؟
• نحن كبشر نمر بالكثير من الأزمات والصدمات وخيبات الأمل، ولها تأثير على حياتنا العملية والخاصة؛ فخيبة الأمل شعور ينتاب الإنسان عندما يعيش تجربة الفارق بين ما كان يأمله ويظنه ويطلبه، وبين ما تحقق على أرض الواقع، بحيث يكون ما تحقق أقل مما كان يأمله أو مختلفا كلية مع ما ظن أنه سيكون، أو فشلًا كاملًا في تحقيق ما كان يأمله؛ ومن ثم اتخذت "خيبة الأمل" بطلًا في تجربتي الحالية بأسلوب تعبيري.
للبيئة تأثير واضح في تجربتك.. فما هي العوامل التي أثرت في تجربتك الفنية؟
• حقا، تأثرت ببيئتي في "المنيا" واستلهمت منها العديد من العناصر التراثية التي أثرت تجربتي ولازلت استمد منها الكثير بأسلوب خاص بي، فقد تميزت المنيا فنيا أثناء الفترة الآتونية خلال حكم أخناتون، وظهر هذا التأثير في منحوتاتي مثل حلول الوجه وفورم الدماغ المسحوبة للخلف، مع إضافة أسلوبي كخطوط وحلول جديدة مع نزعة تعبيرية,
ما هي الخامة التي تعمل بها؟ وكيف تتعامل معها عادة وكيف تساهم في جمالية منحوتتك؟
• الطين الأسواني هي الخامة الأساسية في التشكيل حاليًا لدى أغلب النحاتين، وهي خامة سهلة مطيعة وبسيطة تساعد على إظهار كل ما يريد الفنان من إظهاره في العمل، ولكن في نفس الوقت فهي خامة غير مستدامة ولذلك يتم عمل "اسطمبة" ويتم صبها بخامة الفايبر جلاس لأنها أقوى وتعيش مدة أطول.
تناولت اللون الذهبي دلالة للدموع.. فما دلالة ذلك الاختيار؟
• اللون الذهبي له دلالة وهي إظهار قيمة الدموع وأنها شيء قيم جدا ولا تخرج إلا في المواقف الغالية والصعبة على الإنسان.
يسعى كل فنان لأن يقدم رسالة.. فما هي رسالتك؟
• دائما أسعى وراء التجربة والبحث محاولًا إظهار قيم الحضارة المصرية والبيئة الخاصة بنا في أعمالي بشكل معاصر.
كونك فنان شاب فهل تؤيد من وجهة نظرك فكرة الفن للفن، أم الفن للمجتمع؟
• الفن للمجتمع، فأنا أبحث وأجرب وصولًا للقيم التي يجب إيصالها للمجتمع المحيط بي، بالإضافة لأن الفنان هو صورة للمجتمع الذي يعيش فيه ونبضه الذي يعبر عنه. لابد أن يخرج الفنان من صومعة نفسه لمحاكاة المجتمع وتحقيق المرجو من فنه، وإيصال رسالة حية واعية للجمهور والمتلقي
ما هو دور النقد ومواكبته للفن التشكيلي؟
• يلعب النقد الفني دورًا كبيرًا في تطوير الفنون وإظهار المميز منها، وأتمنى أن نجد اهتمامًا أكثر من النقاد بالحركة التشكيلية المصرية والكتابة النقدية عن التجارب الشبابية الحديثة لكي نرتقي ونقدم كل ما هو جديد بأسلوب سليم وبوعي فني ونقدي.