القاهرة 05 يناير 2021 الساعة 08:36 ص
كتب: أكرم مصطفى
تحل هذه الأيام ذكرى مولد الكاتب الكبير "إحسان عبد القدوس"، حيث وُلِد في ا?ول ا?يام عام 1919، كما تحل ذكرى رحيله في يناير أيضا، حيث غاب في الحادي عشر من الشهر نفسه بعد 71 عامًا، سنة 1990.
ا?حسان عبد القدوس ليس مجرد كاتبٍ موضوعه الا?ثير هو الحب، فقد أعاد تعريف علاقة الرجل بالمرأة كما لم يفعل كاتب آخر في تاريخ السرد العربي، عبر جوانب لم يستطع غيره أن يخوضها ويكشف ا?عماقها الشائكة.
استطاع ا?حسان أن يجعل من اسمه ختمًا على المشاعر الا?نسانية المركّبة كافة، والا?فكار الخطرة المحظورة، المسكوت عنها وغير المعتادة، والأهم أنه جعل من اسمه قرينًا للحرية المطلقة في تناول العديد من الأسئلة التي يخشى كثيرون مجرد الاقتراب منها في النفس الا?نسانية والمجتمع المحافظ معًا. أما عبقرية ا?حسان الحقيقية، فهي أنه فعل ذلك عبر لغة سهلة وبسيطة وحيوية، جذابة وشديدة الا?متاع، جعلته أحد أكثر الروائيين مقروئية في تاريخ الا?دب العربي، وا?وصلت ا?دبه لجميع فئات وشرائح القراء على اختلاف ا?ذواقهم وا?عمارهم وطبقاتهم الاجتماعية وا?طيافهم الثقافية والفكرية.
عاش ا?حسان حياةً ثريةً، فهو خريج الحقوق الذي وجد ضالته في دنيا الا?دب والصحافة والفن، ليصبح الكاتب الصحفي المرموق منذ شبابه المبكر، وصاحب الآراء والكتابات والمواقف السياسية المهمة، من قبل حتى ا?ن يصبح الروائي الشهير وربما الا?كثر رواجًا في تاريخ الا?دب المصري المعاصر.
ومنذ البداية المبكرة، تنقّل ا?حسان بين عالمين مختلفين، وربما متناقضين، بمهارة الماشي على حبل، فبين بيت جده لا?بيه "الشيخ رضوان" حيث البيئة المتدينة الملتزمة صاحبة القيم الريفية التي تعود جذورها لا?حدى قرى زفتى بالغربية في دلتا مصر، وبين عالم الفن والثقافة الذي كانت ا?مه السيدة "روز اليوسف" ا?حدى رموزه ونجماته في قاهرة مطلع القرن العشرين، وجد ا?حسان نفسه يتحرك بين السو?الين الكبيرين اللذين ظل يناقشهما في ا?عماله كافة: عالم الالتزام المغلق وعالم التحرر غير المشروط، عالم المُثل وعالم الواقع، خاصة واقع الطبقات البورجوازية في قاهرة الفن والثقافة والتحرر.
ومنذ ا?صدر كتابه القصصي الا?ول "صانع الحب" عام 1948، قبل ا?ن يبلغ الثلاثين من عمره، حتى وفاته، لم يتوقف ا?حسان يومًا عن طرق المواضيع الشائكة في قصصه ورواياته، التي ما لبثت ا?ن تلقفتها السينما ومن بعدها الدراما التليفزيونية، لتصبح عناوين ا?عماله علامات في وجدان الناس عبر ا?عمال شديدة الجماهيرية والتا?ثير، مثل "لا ا?نام"، "في بيتنا رجل"، "الوسادة الخالية"، "النظارة السوداء"، "ا?نف وثلاث عيون"، "لا تطفي? الشمس"، "ا?نا حرة"، "بئر الحرمان"،"الرصاصة لا تزال في جيبي"، "لن ا?عيش في جلباب ا?بي"، "العذراء والشعر الا?بيض"، وغيرها الكثير.
وا?دراكًا منها با?همية اسم ا?حسان ومنجزه الا?بداعي الكبير، ا?قدمت "الدار المصرية اللبنانية" على ا?عادة طبع ا?عماله القصصية والروائية كمكتبةٍ متكاملة، لتكون متوفرة ا?مام القراء الا?عزاء كافة، في طبعات جديدة ا?نيقة وعصرية، تتيح لمحبيه ولمن يودون التعرف عليه من الا?جيال الجديدة الا?لمام بمشروعه الا?دبي الثري من جوانبه كافة.