القاهرة 02 يناير 2021 الساعة 05:26 م
كتبت: عبير عبد العظيم
• الوزارة أعدت خطة بديلة لنشر الوعي بين جموع المصريين بما تملكه من مخزون إبداعي
• 84 ألف نشاط إلكتروني وواقعي وعشر مبادرات إبداعية وأكثر من 1800 عرض مسرحي و100 معرض للكتاب و19 منشأة ثقافية تعليمية
عاش العالم عام 2020 تحت وطأة ظروف خاصة، اجتياح جائحة كورونا في شتى بلدان العالم أوقفت الحركة وشلت التواصل بين البلاد، وعلى الرغم من هذه الظروف التي عاشها العالم ومن بينها مصر إلا أن أجهزة الدولة سعت إلى تحقيق مشروعاتها فى ظل اتخاذ التدابير الاحترازية
وإيمان وزارة الثقافة بأهمية الحراك الفكري والإبداعي الذي يخدم القوة الناعمة المصرية، قرر المسئولون القيام بدورهم رغم الظروف والجائحة، فتم عقد العديد من المهرجانات الفنية والأدبية والمؤتمرات الثقافية.
جاء عام 2020 ليؤكد قدرة مصر على التصدي للتحديات وتجاوز الأزمات فرغم القيود التي فرضتها جائحة كورونا على جميع دول العالم نجح الوطن من خلال وعي أبنائه في التعايش مع الفيروس المستجد.
تعليق النشاط الثقافي خلال عام 2020 استمر لمدة قاربت أربعة أشهر، منذ مارس وحتى يوليو ولكن تم استئناف الفعاليات الإبداعية وفقا للتدابير الوقائية التي أقرتها الدولة، فكانت وزارة الثقافة هي الأولى في المحيط العربي والأفريقي والعالمي التي أعدت خطة بديلة لاستكمال رسالتها التنويرية ونشر الوعي بين جموع المصريين بما تملكه من مخزون إبداعي فقدمت 84 ألف نشاط إلكتروني، وحققت مبادرة "خليك في البيت.. الثقافة بين إيديك" 34 مليون زائر منذ أطلقتها وزير الثقافة في إطار السعي لتخفيف آثار جائحة كورونا على المصريين.
وقدمت المؤسسات الثقافية الرسمية أكثر من عشر مبادرات إبداعية كان لها مردود كبير في الشارع الثقافي إلى جانب إقامة 1753 ليلة عرض مسرحية شهدتها مسارح الدولة، وتم استخدام تقنية "الهولوجرام" كواحدة من أهم العروض التي شهدتها دار الأوبرا المصرية، وأتاحت وزارة الثقافة عددا ضخما من إصداراتها على الموقع الإلكتروني على الإنترنت، للاطلاع والتحميل مجانًا للمتابعين وبلغ عدد الأنشطة الفعلية التي قدمتها قطاعات الوزارة أكثر من 35 ألف نشاط خلال الربع الأول من العام وبعد العودة التدريجية لإقامة الأنشطة في الأماكن المفتوحة وفق الإجراءات الاحترازية في يوليو استفاد منها مليون و300 ألف شخص، إلى جانب تقديم 49 ألف نشاط ما بين مسرحيات وندوات وأمسيات فنية وفكرية وأفلام تسجيلية وعروض المبادرات شاهدها 5 ملايين مواطن في مصر والعالم.
افتتحت الوزارة أكثر من 19 منشأة ثقافية وتعليمية في مختلف أقاليم مصر، فيما أقامت قطاعات الثقافة 100 معرض للكتاب في عدة المحافظات، ما بين قصور وبيوت ومكتبات ومسارح ومبان إدارية منها: مبنى الرقابة على المصنفات الفنية بشارع القصر العيني، ومنفذ بيع إصدارات هيئة الكتاب بمساكن عين شمس، وقصر ثقافة توشكى بأسوان، قصر ثقافة حاجر العديسات بالأقصر، ومسرح ليسيه الحرية بالإسكندرية، مكتبة مصر العامة بفاقوس في الشرقية، قصر ثقافة وادي النطرون، سينما ومسرح السادات بالمنوفية.
وخلال عام 2020 تم إعادة افتتاح معهد الموسيقى العربية بعد عمليات الإحلال والتجديد والتطوير على أحدث النظم، افتتاح متحف الفنون الشعبية، افتتاح مدرسة الفنون ومدرسة أكاديمية الفنون للتكنولوجيا التطبيقية الأولى من نوعها في مصر.
أولت الوزارة اهتمامًا بالغًا بالكتاب وبكيفية وصوله الى المواطنين كافة في كل مكان ودعمًا لصناعة النشر في ظل جائحة كورونا وتحقيقًا للعدالة الثقافية كمحور من محاور استراتيجية التنمية المستدامة مصر 2030، نظمت الوزارة من خلال قطاعاتها أكثر من 100 معرض للكتاب على رأسها الدورة 51 من معرض القاهرة الدولي للكتاب بمركز مصر للمعارض الدولية بمشاركة 900 دار نشر عربية ومصرية وأجنبية من 40 دولة حول العالم شغلت 808 أجنحة وتخطى عدد زواره 3.8 مليون زائر واختيرت السنغال ضيف شرف الدورة وجمال حمدان شخصيته.
وتتابعت معارض الكتب على مستوى الجمهورية خلال العام حيث تنوع توزيعها ما بين الجامعات مثل جامعة الأزهر، وجامعة الإسكندرية، وجامعة الوادي الجديد، وجامعة أسيوط، وجامعة سوهاج وبني سويف وبين مدن ومراكز المحافظات مثل المنصورة وقنا والأقصر ولأول مرة منذ فترة طويلة ينظم معرض للكتاب بساحة دار الأوبرا.
وصلت معارض الكتب لأول مرة إلى (24) قرية في الصعيد مقسمة على (4) محافظات هي (5) قرى بأسيوط في مركز شباب قرية التمساحية، ديروط الشريف، مركز شباب الشيخ نجيب، أبنوب، النخيلة، (6) قرى بالمنيا هي منشأة زعفرانة، أطسا البلد، بردنوها، أبو قرقاص، أبوان ودهمرو، (6) قرى بسوهاج هي بندار الكرمانية، الصلعا، طهطا، شطورة، طما وأم دومة.
وخلال عام 2020 قامت وزارة الثقافة بتنفيذ عشر مبادرات ومشاريع فكرية وفنية وفقا للتوجهات الاستراتيجية للدولة المصرية، منها: مبادرة "صنايعية مصر" للتدريب المهني، الهدف منها صون الهوية والحفاظ على ملامحها المتفردة وإعادة الحرف التقليدية والتراثية المصرية إلى دائرة الضوء، إلى جانب إحياء وتأهيل جيل جديد من المبدعين في هذا المجال حيث يقوم بتنفيذها صندوق التنمية الثقافية في مركز الفسطاط للحرف التقليدية.
تقدم للمشاركة في مبادرة صنايعية مصر 430 شخصا، تم اختيار 43 فنانا وحرفيا منهم تراوحت أعمارهم بين 18 و40 سنة وتم تدريبهم وتخريجهم كدفعة أولى بالمبادرة على مجالات الخزف، النحاس، التطعيم بالصدف، الخيامية، قشرة الخشب وفنون الحلي. بعد المقابلة الشخصية اللازمة وأشرف على تأهيلهم نخبة من كبار المتخصصين بكليات الفنون المختلفة، والحرفيين المتميزين بمركز الحرف التقليدية بالفسطاط، كما تم تعميمها في المحافظات من خلال قصور الثقافة شملت المرحلة الأولى منها 13 محافظة حيث تم تنظيم 26 ورشة تدريبية بواقع ورشتين في كل محافظة.
ومبادرة "ابدأ حلمك" خاصة بالورش المسرحية، أقامتها فرقة مسرح الشباب بالبيت الفني للمسرح بالمجان، لتنفيذ خطة دعم واكتشاف المواهب الفنية التمثيلية الشابة الجديدة من خلال اختبارات القبول للمتقدمين، ضمن استراتيجية وزارة الثقافة لضخ دماء جديدة شابة من الفنانين حيث تخرج منها ثلاث دفعات نتج عنهم 230 فنانا، كما تم إطلاق المشروع من خلال الهيئة العامة لقصور الثقافة في الأقاليم وتم تخريج الدفعة الأولى من الورشة بأسيوط، حيث تقدم للاشتراك فيها 700 شاب وفتاة وقع الاختيار على 53 متدربا بواقع 24 فتاة و29 شابا، وجار العمل على تخريج الدفعة الأولى من الورشة من أبناء محافظتي الشرقية والفيوم.
ومن بين المبادرات أيضا التي أقيمت في 2020 مبادرة "ذاكرة المدينة" التي تهدف إلى توثيق الهوية المعمارية للمناطق التراثية في مصر وترصد الأحوال الاجتماعية لأبنائها في الماضي وذلك من خلال الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، بدأت بمنطقة جزيرة الزمالك وتحمل قيمة تاريخية مميزة مع توالي اختيار ما بعدها من مناطق ذات طبيعة مماثلة.
ومبادرة "حكاية شارع" وهي مشروع يقوم عليه الجهاز القومي للتنسيق الحضاري ويهدف إلى توثيق حكاية أسماء الشوارع من خلال لوحات تذكارية توضع في بداية الشارع تم الانتهاء من تركيب 150 لوحة.
ومبادرة "عاش هنا" وهي إحدى مبادرات الجهاز القومي للتنسيق الحضاري وتهدف إلى التعريف بالرموز الوطنية والأماكن التي عاشوا بها وتم الانتهاء من تركيب 430 لوحة وتم إدراج أسماء أبطالنا من شهداء القوات المسلحة والشرطة المصرية في المبادرة تقديرا لبطولاتهم وتضحياتهم المشرفة.
إلى جانب مبادرة "المؤلف مصري" وتهدف إلى إنتاج عروض مسرحية مصرية خالصة لم يسبق تقديمها لدعم وإثراء المسرح المصري بما يساهم في ترسيخ الهوية الوطنية وتم إنتاج 10 عروض مسرحية قصيرة وتصويرها بشكل احترافي.
إلى جانب مبادرة مسابقة الصوت الذهبي والتي تحويلها إلى مشروع قومي لاكتشاف المواهب، مما يبرز استراتيجية تحقيق العدالة الثقافية حيث تجسد التكامل بين القطاعات بزيادة قيمة جوائز المسابقة وتحويلها إلى مشروع ثقافي قومي لاكتشاف وصقل المواهب الواعدة في مختلف مجالات الإبداع يطوف محافظات مصر بالتعاون بين كل من صندوق التنمية الثقافية ودار الأوبرا المصرية والهيئة العامة لقصور الثقافة وتهدف إلى اكتشاف ورعاية شباب الموهوبين في مجال الغناء حتى سن 30 سنة.
و مبادرة "اضحك - فكر – اعرف" المسرحية على اليوتيوب وتهدف إلى تقديم أعمال عالمية بالأسلوب الإبداعي المصري ومشاركة عظماء ورموز المسرح بها تثرى فعالياتها وتم تدشين فعاليات برنامجها الذي ينفذه البيت الفني للمسرح ممثلاً في فرقة مسرح المواجهة بالتعاون فرقة المسرح القومي.
سلسلة علاقات ثقافية بالتعاون بين كل من قطاع العلاقات الثقافية الخارجية والمجلس الأعلى للثقافة وهي عبارة عن سلسلة ندوات تأتي ضمن خطوات توطيد الأواصر بين مصر ومختلف الدول وإلقاء الضوء على فعاليات وأنشطة التبادل الثقافي مع شعوب العالم، وكل أمسية من السلسلة تستضيف سفير الدولة المحتفى بها للتعريف بثقافة دولته مع التركيز على الصلات الثقافية التي تجمع بلده بمصر على مدار التاريخ.
والمبادرة التشكيلية "الفن للخير" لدعم صندوق تحيا مصر في مواجهة كورونا وهى أحد نماذج اصطفاف أبناء الوطن في مواجهة التحديات بالتبرع بقيمة لوحات أكثر من 100 فنان تشكيلي لصالح صندوق تحيا مصر، وينظم المبادرة قطاع الفنون التشكيلية بهدف دعم الصندوق وتخصص بالكامل للمستشفيات الحكومية للمساهمة فى مواجهة فيروس كورونا المستجد وتداعياته.
وعلى المستوى الخارجي والدولي نجحت وزارة الثقافة في تسجيل النسيج اليدوي بالصعيد على قوائم الصون العاجل للتراث الثقافي غير المادي بمنظمة اليونسكو وذلك عبر جهود وزارتي الثقافة ووزارة الخارجية وهو الملف الخامس الذي تم تسجيله بعد (السيرة الهلالية والتحطيب والأراجوز والممارسات المرتبطة بالنخلة).
كما شاركت ونظمت الوزارة من خلال قطاعاتها في عدد من الفعاليات الفكرية والفنية الدولية حيث شارك الهيئة المصرية العامة للكتاب في معارض نيودلهي، الدار البيضاء، مسقط، الشارقة الدولي للكتاب، كما نظمت أكاديمية الفنون المؤتمر العلمي الثاني بعنوان المرأة الأفريقية أيقونة القارة السمراء "أون لاين"، كما شارك البيت الفني للمسرح بعرض "أنا كارمن" في المهرجان الدولي النسائي للمونودراما بالجزائر وحصل على جائزة أفضل عرض به، وشارك عرض "حريم النار" في فعاليات المهرجان الدولي للمسرح التجريبي في دورته الـ27، كما نظم المجلس الأعلى للثقافة عددا من الندوات واللقاءات الفكرية أون لاين شارك فيها أدباء ومفكرون من دول عربية وأجنبية، واستضافت مسارح الأوبرا المصرية عددا من الفرقة الأجنبية الزائرة.