القاهرة29 ديسمبر 2020 الساعة 07:55 م
كتبت: نهاد المدني
ضمن فعاليات الدورة الثالثة عشرة للمهرجان القومي للمسرح المصري برئاسة الفنان يوسف إسماعيل، أدلى المخرج طارق الدويري بشهادته في المحور الفكري "150 سنة مسرح" متحدثا عن تجربته الفنية والإبداعية، بمقر المجلس الأعلى للثقافة، وأدارت اللقاء الناقدة ليليت فهمي.
تحدثت الناقدة ليليت فهمي في كلمتها قائلة: "أعتبر نفسي من الأوفر حظا لأنني تعلمت على يد أساتذة أجلاء ولأني مشاركة في محور (150 سنة مسرح) في ظل الاحتفاء بالمسرح المصري، وإدارتي للقاء المخرج الكبير طارق الدويري شرف كبير، وتجربته هي تجربة فنان باحث عن الحرية وبها كم كبير من الصدق العظيم فيما يقدم".
ثم استهل المخرج "طارق الدويري" حديثه قائلا: "في كل عروضي أتعامل مع القضايا وأفككها وأبحث عن الحقيقة وكل تجربة كنت أبحث من خلالها عن (السؤال) وليس (الإجابة)، وبعد عودتي من الخارج اكتشفت تواجد الحركة المستقلة في المسرح وكنت قد سمعت عنها من مسرح الجامعة، وهذا الحراك لابد أن ينبع من فرق مسرحية مختلفة".
وأكد أن مركز الهناجر للفنون لا يوجد به شكل من أشكال الوصاية على الإبداع خاصة أنه خرج من عباءته كم كبير من المخرجين القادرين على المنافسة دوليا، أما عن تجربة "المحاكمة" وقت الثورة فقال: "تجربتي في المحاكمة وقت الثورة كانت جيدة وكان هناك حماس من اللجنة الفنية بالمسرح القومي برئاسة الفنان يوسف إسماعيل، وتمت الموافقة عليه لأن توابع الثورة كان بها روح مختلفة وكانت هناك حالة من الحراك الحقيقي، وكانت الحالة ثورية وكل هذه العوامل أدت لنجاح التجربة".
وعن تجربته في الإخراج بالبيت الفني للمسرح قال الدويري: "للأسف يتحول الممثلون الذين يعملون به لموظفين، والإخراج يرتبط بالعلاقة الجيدة مع الإدارة من عدمها، أما عن تجربتي مع محمد أبو السعود فهي تجربة خاصة ومميزة وثرية بالنسبة لي، وأثرت كثيرا في مسيرتي وأعتز بها".
وأضاف الدويري: "على الفنان أن يبحث عن طرق سحرية للتواصل مع الجمهور، فإشكالية أي فنان هو كيف يصل للناس دون أن يخاطب الوعي المباشر فقط، وكيف يقول ما يجب أن يقال في ظل وجود سلطة رقابية طوال الوقت، وكيف تقدم صورة جمالية للجمهور مثل القصيدة واللوحة، وأرى أن الفن ليس وظيفة ومهنة، وتحويله لمهنة يعد جريمة، ومشكلة الهيئات الرسمية إنهم لم يستطيعوا الحفاظ على استقلال الناس، والمستقلون يحافظون على الحرفة والصناعة، والأمل في الأجيال الجديدة، فهناك حالة إفساد في الوسط الفني يتحول خلالها الفنان لمشخصاتي فقط".
تحدث أيضا المخرج طارق الدويري عن والده الكاتب الكبير رأفت الدويري قائلا: "دائما هناك صراع الابن الذي يحاول دائما ألا يصبح نسخة أو تابعا لوالده، والحمد لله انتصرت وقدمت نفسي للوسط بعيدا عن والدي، ودعوني أقول لكم إن والدي تم اغتياله معنويا وشاهدته حزينا قبل رحيله بشكل لم أكن أتخيله، حتى أنه مات ولم يشعر به أحد، وكنت أتوقع أن يكون مسرح الطليعة في مقدمة من يقومون بتكريمه، وكان مسرح الطليعة شعلة تنوير وبه حراك حقيقي لكنه فقدها حاليا".
واختتم حديثه قائلا: "تكرم الفنان محمد دسوقي مدير مسرح الهناجر ، بطلب تكريم والدي، وتوصلنا لعمل مسرحي من أعماله بعنوان (المسيرة الوهمية للتفاهة) وهي مسرحية عن مسيرة والدي، ونعمل عليها منذ عام ونصف وستقدم على مسرح الهناجر قريبا".
يذكر أن فعاليات الدورة الثالثة عشرة من المهرجان القومي للمسرح المصري برئاسة الفنان يوسف إسماعيل، تقام في الفترة من 20 ديسمبر 2020 إلى 4 يناير 2021، وتحمل اسم دورة "الآباء"، ويحتفل المهرجان خلالها بمرور 150 عاما على المسرح المصري.