القاهرة 22 ديسمبر 2020 الساعة 10:17 ص
حاورتها: هبة الورداني
تُعرف الأديبة الفرنسية "سوزان برنار" قصيدة النثر بأنها: "قطعة فنية موجزة بما فيه الكفاية، موحدة، مضغوطة، كقطعة من البلور".
وحوارنا اليوم مع الشاعرة آيات عبد المنعم بمناسبة صدور أول ديوان نثر لها "وحدي أستطيع عبور الحكايات".
آيات عبد المنعم ولدت بالقصيم بالمملكة العربية السعودية، حاصلة على ليسانس آداب قسم علوم الاتصال والإعلام، عملت معدة برامج في قناة أزهري الفضائية، متزوجة.. وأم لثلاثة أطفال...
متى بدأت الكتابة وكيف كانت البدايات؟
بدأت الكتابة في مراحل متقدمة جدا من الطفولة كنت في الصف الثالث أو الرابع كمرحلة أولى بدأت من خلالها في تأليف بعض القصص وإضفاء بعض الحياة على كل ما هو مادي.. حتى أنني لم أكن أستطيع الكتابة بشكل متقن؛ فبدأت في تسجيل القصص على شريط كاست ثم مع الصف الأول الإعدادي وتزامنا مع وفاة والدي بدأت أنتهج الكتابة كمرحلة وملمح جديد من التعبير عن النفس عما يسعدني أو يحزنني وتطور الأمر تدريجيا من خواطر لشعر فصحى وعامية وصولا إلى قصيدة النثر الأثيرة لي..
بالطبع تخلل كل هذه المراحل تنوع في القراءات وحرص عليها من أدب عالمي، لشعر، لقصة، لرواية.
ما هي الموضوعات التي تتناولينها في كتابة نصوصك الشعرية؟
أبرز ما أتعرض له من خلال نصوصي هي المشاعر الإنسانية تواترها تباينها.. فأحاول رصد وتكثيف حالة شعورية بالفقد مثلا أو الخذلان أو الحب وغيرها.. وحتى في النصوص التي تتعرض لقضايا كبرى وهم عام أكون حريصة على تناولها من زاوية المشاعر الإنسانية.
تكتبين قصيدة النثر، رغم ما يلاحقها من معارك وعدم اعتراف البعض بها؟ ألا تشغلك هذه المعارك؟ ولماذا اخترت قصيدة النثر؟
قصيدة النثر هي حبي الكبير وعالمي اللامتناهي كما أحب أن أصفها، حقيقي فخورة جدا بممارسة هذا المزيج الرائع من فنون الأدب.. النثر بحريته وتمرده مع الشعر بلغته بالغة العذوبة والمرصعة بالخيال الجامح والصور المتتالية، كما أجد في رحاب قصيدة النثر ما يعبر عن روحي وأفكاري المسترسلة برقة وصدق وحرية تستوعبها قصيدتي.. قصيدة النثر دون غيرها.. ولهذا فلا أنشغل بهذه المعارك إطلاقا.
أكثر قصيدة كتبتيها وتعتزين بها؟ وماذا تقولين فيها؟ (بين حرفين)، (في الطريق شفاء)، (أمنية واحدة مساء كل عيد)، (قلب أبيض)، (لأني اصطفيتك)..
أحبهم جميعاً وكل منهم جزء عزيز مني من لحم ودم وروح.
ما هي أهم أدواتك التي تعتمدين عليها في قصائدك؟
أعتمد على التكثيف وتسليط الضوء على بؤرة الإحساس بما يستشعره المتلقي كأحد حالاته أو تجاربه الحياتية.. من خلال الوضوح أحيانا أو الرمزية أحيانا مع الحرص على استدعاء الموروث الديني والإنساني دائما.. كما أحرص وبشدة على وحدة البناء للقصيدة.. وربما للديوان بشكل ما لا يشعر المتلقى بالخروج عن الدفقة الشعورية الواحدة.
كونك زوجة وأما، ما هي المعوقات التي تقابل المرأة المبدعة؟
الحقيقة أني عاشقة للحياة بكل ملامحها وتقلباتها.. أحب أن أكون حقيقية جدا بين كوني شاعرة أو أديبة أو أما.. الأطفال من السهل حشدهم للاهتمام باهتماماتك أو على الأقل تقبلها واحترامها، أحيانا أجد صعوبة لكن ليست استحالة وعندما يكبر الاطفال يتفهمون أكثر وأكثر ويستوعبون فكرة "إن ماما وبابا بيكتبوا"، الحمد لله الموضوع عندي مقدر جدا وأطفالي وزوجي وأمي وعائلتي داعمين لأقصى حد.. بل أحيانا يشاركونني في التفاصيل بين عنوان أو مفردة أفضل من غيرها.. هم جمهوري الأول ويسألونني دائما ما الجديد ويشجعونني دوما على الكتابة.
أعتقد أن كل شيء بحاجة لتنظيم للوقت والتعاون وهما أمران من أساسيات حياة أو تحقيق المعادلة الصعبة.
هل للمرأة الشاعرة مكانة وسط هيمنة الشعراء الذكور؟
المرأة كشاعرة وأدبية متحققة طبعا في الوسط والساحة الأدبية لها دور فعال ووجود حقيقي ملموس.. وفي النهاية العمل الأدبي وجودته هو ما يفرض نفسه وبقوة، أنا لا أعتقد بوجود قلم نسوي وقلم ذكوري.. لكن أعتقد بوجود كتابة جيدة أو لا.