القاهرة 08 ديسمبر 2020 الساعة 10:11 ص
بقلم: علي سرحان
السياحة في مصر تعاني من الركود كما في كل الوطن العربي جراء فيروس كورونا الذي عطل حركة السفر، لكن المستثمرين في القطاع متفائلون بالعودة المرتقبة للسياح، تنظر الدولة المصرية فى ظل أزمة فيروس كورونا المستجد عودة الحياة لقطاع السياحة خلال الفترة المقبلة وذلك عبر ضوابط وخطوات مشددة تحمي المواطن المصري أولاً والسائح الأجنبي، هذا بجانب رفع درجات الإجراءات الاحترازية.
أثرت تلك الأزمة على العاملين بقطاع السياحة، على رغم من تأهب شركات السياحة للعمل مع كافة الإجراءات الاحترازية، ومن جانب قطاع السياحة قدم العديد من المقترحات في سبل عودة السياحة بصورة آمنة في ظل استمرار جائحة كورونا بمصر وحول العالم مثل تدريب عدد من الشباب ليكونوا سفراء في مدنهم يستقبلون السياح.
حيث ازدهرت مدينتا الأقصر وأسوان قبل جائحة كورونا وشهدت حالة من الانتعاش السياحية مما أكد ذلك عودة الرحلات النيلية بين الأقصر وأسوان بصورة مميزة وذلك لانفرادها باحتوائها على العديد من المعابد المصرية القديمة ومئات المقابر التي شيدها ملوك وملكات ونبلاء ونبيلات مصر القديمة قبل آلاف السنين لكن كل تلك المعالم السياحية باتت خالية، ولكن في الحقيقة أن الأقصر تنتظر سياحا لن يأتوا قريباً وترتقب عودتهم، لقد أثرت تلك الجائحة بالسلب على ركود السياحة وعلى الحرفيين بالأقصر وأصحاب الفنون الفطرية صانعي التحف والألباستر علي غرار آثار قدماء المصريين وباعة التحف والهدايا، وكذا أصاب السوق السياحي حالة من الانتفاضة والخوف من المستقبل المجهول حيث كانت السياحة مصدرهم الرئيسي، ولا أحد يعلم مصير ذلك المستقبل، ولكن كان يجب على الدولة ومؤسساتها في ظل تلك الظروف التي تمر بها البلاد اتخاذ العديد من الإجراءات لدعم الشرائح الفقيرة، وحماية الاقتصاد جنبا إلى جنب مع الإجراءات الصحية من أجل الحد من الوباء والقضاء عليه.
كان ممن تأثر بتلك الجائحة هم المرشدون السياحيون أصحاب اللغات المتعددة، لقد أثرت بالفعل على سبل العيش لديهم لأنها تمثل مصدرا رئيسيا لدخلهم.
لذلك تشجع الدولة ومؤسساتها السياحة الداخلية، من أجل التوعية بأهمية التاريخ والحضارة المصرية القديمة، هذا بالإضافة إلي أن وزارة السياحة والآثار لديها من الخطط التي تعالج أية آثار سلبية لأزمة فيروس كورونا التي تجتاح العالم على القطاع السياحي.
وعلى الرغم من تلك الأحداث فإن العاملين بالقطاع السياحي واثقون من عودة السياحة متأثرين بقول الملك رمسيس الثاني بأن "مصر أرض لا تبور ونور يخبو ولكن لا ينطفئ" إلا أن الأزمة هذه المرة أصعب بكثير من سابقاتها، حيث ترتبط بفيروس يتنقل من بلد إلي بلد آخر دون رادع ودون أن يعلم متي يتخلص منه العالم.