القاهرة 26 نوفمبر 2020 الساعة 12:57 م
شهدت الفترة من ديسمبر 2019 إلى يونيو 2020 توتراً على صعيد العلاقات (الصينية _الأمريكية) لحظة ظهور فيروس "كوفيد 19" المعروف إعلامياً بـ "كورونا" لأول مرة في ووهان، ومن ثم تفشيه حول العالم، وسط اتهامات أمريكية للصين بعدم التعامل بشفافية في هذا الملف الصحي الخطير فضلاً عن اتهام مؤتمر في ووهان بتسريب الفيروس.
ومن المعروف أن العلاقات (المصرية- الصينية) ذات جذور تاريخية تمتد لآلاف السنين، ومستمرة فى كل المجالات؛ حيث عاشت الصداقة (المصرية الصينية) رمزا للعلاقات الدولية المتميزة وهو ما تجلى بشكل بارز عندما أضاءت مصر، يوم 2 مارس الماضي، ثلاثة من أشهر معالمها الأثرية بألوان علم الصين (قلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة، ومجمع معابد الكرنك بمحافظة الأقصر، ومعبد فيلة في أسوان جنوبا) تضامنا مع الصين في مواجهة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، فى الوقت الذي حققت فيه العلاقات (المصرية الصينية) تطورا وقفزة كبيرة نحو الأمام بتوجيه من الرئيسين عبد الفتاح السيسى، وشي جين بينج منذ عام 2014، عندما أقامت الصين ومصر شراكة استراتيجية شاملة.
فى الوقت نفسه، نحتفل هذا العام أيضاً بمناسبة مرور 64 عاماً على العلاقات الدبلوماسية بين مصر والصين، والتي تجلت فى 31 مايو 1956 وبدأها الرئيس جمال عبد الناصر والرئيس الصيني الأسبق "ماوتسيتنج" والممتدة حتى الآن فى علاقات متينة وقوية تؤكد عمق الحضارة المصرية الصينية، وتعمل من أجل المصالح المشتركة بين البلدين على كافة المستويات وفي إطار من الاحترام المتبادل، وهو ما له انعكاساته على الخطاب الصحفي المصري فى أوقات الأزمات.
وبمتابعة الصحف المصرية كل من بوابة الأهرام ممثلة عن الصحف القومية، وبوابة الوفد ممثلة عن الصحف الحزبية، وموقع المصري اليوم ممثلاً عن الصحف الخاصة، خلال تلك الفترة من ديسمبر 2019 إلي يونيو 2020 والتي شهدت توتراً على صعيد العلاقات (الصينية _الأمريكية) لحظة ظهور فيروس "كوفيد 19" المعروف إعلامياً بـ "كورونا" لأول مرة في ووهان، ومن ثم تفشيه حول العالم لتحديد مواقفها واتجاهاتها من اتهامات الأمريكية للصين بنشر الفيروس من خلال استقراء وتحليل المعالجات التي قدمتها لتلك الاتهامات لوحظ ما يلي:
اتسمت مواقف الصحف المصرية (قومية – حزبية – خاصة) من الصين بالإيجابية فى ظل اندلاع أزمة الاتهامات الأمريكية لها بنشرها فيروس كورونا "كوفيد19"، وذلك من خلال المعالجات الخبرية القريبة من التحليل والتفسير. كما اقتصرت معالجتها على دعم الموقف الحضاري المشترك بين البلدين، واتخاذ موقف سلبي من اتهامات الولايات المتحدة الأمريكية للصين.
وفيما يتعلق بمصادر الأخبار، نجد أن صحيفة الأهرام اعتمدت على مراسلتها بالولايات المتحدة الأمريكية وهي الصحفية سحر زهران، ووكالة أنباء الشرق الأوسط (أ. ش. أ) فى نقل أخبارها عن الصين فى ظل متابعة تداعيات أزمة اتهام الولايات المتحدة الأمريكية، بينما اعتمدت كل من صحيفتي الوفد والمصري اليوم على وكالات الأنباء دون الإشارة لوكالات بعينها فى استقاء معلومات أزمة اتهام الولايات المتحدة الأمريكية للصين بنشرها فيروس كورونا.
وفيما يتعلق بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوقف العلاقات مع منظمة الصحة العالمية، اكتفت صحيفة الأهرام بنقل تصريحاته أن "بكين تتحكم بمنظمة الصحة العالمية؛ لذا "قررنا وقف العلاقات مع منظمة الصحة العالمية "، وأضاف ترامب "لأنهم فشلوا في القيام بالإصلاحات اللازمة والمطلوبة، نحن ننهي اليوم علاقتنا بمنظمة الصحة العالمية ونعيد توجيه هذه الأموال إلى احتياجات أخرى ملحة في مجال الصحة العامة في العالم، وأشار ترامب إلى أن "الصين انتهكت حقوق الملكية الفكرية واتفاقية التجارة"، مؤكدا "الصين تجسست طوال سنوات لسرقة اختراعاتنا، واليوم أتحرك لحماية أسواقنا المالية من الصين"، بينما اكتفت صحيفة الوفد بتصريحات الرئيس الأمريكي؛ حيث ذكرت أن الرئيس الأميركي يرى أن منظمة الصحة العالمية حاولت أن تخدم مصالح الصين، خلال أزمة كورونا، كما أنها لم تشكك ولم تحقق فيما صدر عن بكين، رغم عمل الصين على إخفاء حقيقة الوضع، وفيما يتعلق بموقف صحيفة المصري اليوم اكتفت بنقل تصريحات "ترامب" التي قالها فى مؤتمر صحفي أعلن خلاله قطع العلاقات مع منظمة الصحة العالمية وهو ما عنونته بـ: "ضللت العالم حول كورونا بضغط من الصين".
اعتمدت الصحف المصرية خلال فترة الأزمة على الخبر عن الفنون التحريرية الأخرى كالمقال، والتحقيق الصحفي، والحديث الصحفي، والمقال الصحفي.
وفيما يتعلق بمتابعة تداعيات أزمة انتشار فيروس كورونا فى الصين، اهتمت صحيفة الأهرام بمتابعة أخبار اللجنة الوطنية للصحة في الصين؛ حيث ذكرت: "للمرة الأولى.. الصين لا تسجل وفيات أو إصابات أو حالات مشتبه بإصابتها بـ «كورونا»، أما صحيفة الوفد اهتمت بمتابعة تطوير الصين لمضاد حيوي لفيروس كورونا، كما اهتمت صحيفة المصري اليوم بمتابعة أخبار الشركات الصينية التي بدأت فى تطوير لقاح ضد فيروس "كورونا" حينما نشرت بعض الأخبار بشكل متتابع؛ أبرزها كان: "شركة صينية: مقتنعون 99% بأن لقاحنا ضد «كورونا» سيكون ناجحًا.
لا تعتمد الصحف المصرية على الكوادر الصحفية المتخصصة فى الشئون الصينية؛ ولذلك فهي تعتمد علي وكالات الأنباء الخارجية بشكل أساسي.
فى الوقت نفسه؛ وفي إطار متابعة الصحف المصرية بالشأن الصيني، نجد اهتماما واضحا من قبل صحيفة الأهرام بنشر البيانات الرسمية التي تصدر عن وزارة الخارجية الصينية المتعلقة بمصر مثل: "المتحدث باسم الخارجية الصينية: قفزة كبيرة في العلاقات مع مصر ومستقبل مشرق للعلاقات الثنائية"، وكذلك أنباء الحزب الشيوعي الصيني مثل: "الصين تكتب فصلا مهما في تاريخ التخفيف من الفقر العالمي"، وكذلك صحيفة الوفد والتي ركزت على متابعة أنباء قطاع التكنولوجيا وهو ما تمثل فى الخبر التالي والذي عنونته بـ: "48 مليار دولار عائدات كبرى شركات الإنترنت الصينية"، بينما تجاهلت صحيفة المصري اليوم نشر الأنباء المتعلقة بالقضايا العامة التي تخص الصين.