القاهرة 21 نوفمبر 2020 الساعة 02:16 م
كتبت: إنجي عبد المنعم
صدرت رواية "إيزادورا" للكاتب والمخرج المسرحي مجدي محفوظ عن دار المعارف، وتتحدث الرواية عن قصة حب مأسوية تعرضت لها تلك الفتاة الإغريقية إبنة حاكم الإقليم الخامس عشر في مصر العليا مدينة خمنو والتي سماها الإغريق فيما بعد (هيرموبوليس).
وبدأت أحداث الرواية عام 130 قبل الميلاد حيث قرية الشيخ عبادة حالياً والتي شيد فيها قصر الحاكم على الضفة الشرقية لنهر النيل حيث كان يتجمع الناس من كل أقطار مصر للإحتفال بالإلهة جحوتي ( خمنو ) وكان يوم مشهود، وهنا التقت ايزادورا مع حابي الفتى المصري وكان حارساً في المدينة، وبدأت قصة الحب بينهما وظلت مستمرة لثلاث سنوات إلى أن علم والداها بذلك فقرر حبسها في القصر على الضفة الشرقية للنهر، لتعاني إيزادورا من هذا فتقرر أن تلتقي بحابي ولكن للمرة الأخيرة، فتعبر النهر وتلتقي بحابي وتودعه وتلقي بنفسها في ماء النهر وتودع الدنيا، ويحزن والداها فيسجل لها تلك المرثية المدونة في مقبرتها على الجدار كتبت باليونانية (أيتها الصغيرة الجميلة.. أيتها الطيبة البريئة.. والزهرة الناضرة.. التي ذبلت في ربيع العمر.. يا ملاكي الطاهر الذي رحل دون وداع) .. وتظل إيزادورا "شهيدة الحب" كما أٌطلِق عليها.
وعن الرواية يقول مجدي محفوظ: "لم أكن أدرك كل هذا الإحساس عندما شاهدتها للوهلة الأولى، منذ خمسون عاماً مضت على زيارتها، نقش في ذاكراتي كل ما شاهدته من حولي، باًحثاً عن أسرارها وحكايتها التي شغلت الكثير لتفتح نوافذها للباحثين والكتاب والمحبين في كل مكان، جدران مقبرتها يحكي نبض قلبها وعشقها الأول، اقتربت منها وبخطى سريعة لأستمع إلى من يسردون هذه الملحمة العظيمة ليبوح الصمت من ذاكرة التاريخ في مقبرتها التي لم يتبقى منها إلا قصة عشق أبدية وجسد مسجي في انتظار الحبيب، حالة من الترقب والدهشة حينما تطأ قدماك مرقدها، فيأخذك الخيال لماض بعيد وفاجعة أب مكلوم على فقد صغيرته، يتجرع آلام الفراق الأبدي، من أجل فوارق البنى الاجتماعية وهواجس العظمة، لكن الحب لا يعرف الفوارق الاجتماعية، لتتمرد وتحتج وتكتب نهايتها وتترك (حابي) يكتوي بآلام الفراق، وهكذا تعرف عليها الجميع فكانت رمزاً لهم كلما أرادوا أن يعبروا عن حب صادق فلابد أن تذكر تلك الفتاة".
وأضاف: الرواية مقتبسة من قصة حقيقة وهي "إيزدورا" ومقبرتها في منطقة تونة الجبل جنوب محافظة المنيا ومازالت المومياء موجودة في مقبرتها للأن في المقابر الجنائزية بتونة الجبل، مشيرا أن الدكتور طه حسين كتب عنها وكان يذهب لزيارة منطقة تونة الجبل ومازالت له إستراحة هناك حتى الآن.
مجدي محفوظ كاتب ومخرج مسرحي وعضو اتحاد كتاب مصر، ومشرف عام الأنشطة المسرحية بأطفال الشارقة، حاصل على شهادات الابتكار من المركز الدولي للتربية الابتكارية بألمانيا، قدم العديد من الأعمال لمسرح الطفل والمسرح المدرسي، كما شارك في العديد من اللجان والمهرجانات مُحكمًا ومُشرفًا ومُنسقًا، حاصل على جائزة النيل للأعلام، والعديد من الجوائز المسرحية الأخرى.