القاهرة 16 يوليو 2020 الساعة 02:31 م
جائحة كورونا عجلت ببعض القرارات ضمن الإجراءات الاحترازية لمواجهتها كان لها وسيكون بالغ الأثر خلال الأيام والشهور القليلة المقبلة؛ منها على سبيل المثال قرار غلق المقاهي في الساعة العاشرة مساءً، وهو قرار سيساهم علي أن يلتئم شمل الأسرة المصرية مرة أخرى بعد أن تفكك الشمل طوال عقود مضت فتجلت أثاره في سلوكيات الأبناء بالشوارع والميادين.
حالة التفكك الأسرى داخل مجتمعنا انعكست أيضاً على ممارسات رواد مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك، تويتر، انستجرام" خاصة الفئات العمرية بين 16 و24 عاما ممن يقضون فترات أطول على وسائل التواصل الاجتماعي، وهي الفئة الأكثر نشاطاً على مواقع التواصل الاجتماعي في المجتمعات ذات الكثافة السكانية مثل مصر، في الوقت الذي لا تقدم فيه تلك المواقع مدونة قيم مما جعل الأمر يحتاج لمراجعة ممارسات المصريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي كتقدير موقف.
المدارس والمنابر والجمعيات الأهلية لا تنشغل بمثل هذه الأمور المتعلقة بسلوكيات الأطفال و المراهقين المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة في ظل المستجد من الإحصائيات التي تشير إلي تراجع معدل الخصوبة وأن كل دولة تقريبا ستسجل تقلصا في عدد سكانها بحلول نهاية القرن، ومن المتوقع أن تشهد 23 دولة، من بينها إسبانيا واليابان، تناقص عدد سكانها إلى النصف بحلول عام 2100، وهى إحصائيات تستشرف ملامح تطور المجتمعات والدول في العقود القادمة وسلوكيات أبنائها ومنهم من يجلسون الآن على مواقع التواصل الاجتماعي يعيثون فيها فساداَ!.
آن الأوان أن تتشكل ثقافة المصريين من خلال المؤسسة الثقافية الرسمية والجمعيات الثقافية الأهلية، خاصة ما يتعلق بسلوكياتهم ومنظومة قيمهم، واتجاهاتهم، ونظرتهم للمستقبل.
آن الأوان أن لا نترك الأمور تسير كما كانت من قبل تعرضنا لجائحة جاءت كدرس للعالم والبشرية لعلهم يعيدون النظر مرة أخري في نظرتهم للحياة والإنسانية، ومنها إعادة شمل الأسرة كما كانت، والتوجه نحو الطبيعة والبيئة بالشكل اللائق كما كان في عهود سابقة وأجيال كانت تعي ذلك من قبل.