القاهرة 25 يونيو 2020 الساعة 01:20 م
هل فكرت يوما ما فى التخطيط لمستقبلك .. ولو على مستوى المستقبل القريب "5 سنوات"؛ الإجابة لا.. لماذا؟ لأني ولدت فى الثمانينيات عندما كانت الحكومة تنتهج الخطة الخمسية والعشرية نهجاً اقتصادياً واجتماعياً، ولم أسمع عن المستقبل إلا عبر وسائل الإعلام خلال السنوات القليلة الماضية - وتحديداً من خلال مشروع رؤية مصر 2020 _2030 -.
إذاً كيف يخطط الإنسان للمستقبل على نحو فردي؟! تعالوا معاً نستعرض كيف نخطط لحياتنا مستقبلياً، ودعني أفكر معك بصوت عال وأقول لك:" أنه كلما خططنا لمستقبلنا كلما تحرك المجتمع نحو المستقبل".
قبل سنة من الآن كنت لا أفكر فى مستقبلي بالمرة، تاركاً أمري كما نقول -أهي ماشية بالبركة- إلى أن جاءت الدكتورة عواطف عبد الرحمن أستاذة الصحافة، وسألتني :" ماذا تعد لمستقبلك؟" حقيقة ارتبكت، وحاولت ان أجيب عن السؤال متمتماً بأشياء غير مرتبة -ضبابية- ، فما كان منها إلا أنها طلبت منى أن أقرأ ورقة بحثية عن التخطيط لمستقبل الأفراد، وهى ورقة تطورت لورشة عمل قصيرة عن استشراف مستقبل الأفراد، لحقتها بقراءة كتابها الذي صدر مؤخراً تحت عنوان "بوابات التفكير المستقبلي" عن المكتبة الأكاديمية، فتكونت لدى رؤية عن مستقبلي والتخطيط له على المستوى الفردي؛ من حيث:" الجانب الوظيفي والمهني، والصحي، والأسري، والسياسي، والمجتمعي"، و كيفية الاستعانة بالسيناريوهات المناسبة سواء السيناريو "الاستطلاعي، المعياري" سواء خلال المستقبل القريب – خمس سنوات، أوالمستقبل المتوسط حتى خمسة عشر سنة، أو المستقبل البعيد خلال خمس وعشرين سنة بحسب تصنيف مينيوستا للمستقبل.
ما الهدف الرئيسي للدراسات المستقبلية إذن؟، أترككم مع إجابة الدكتورة عواطف عبد الرحمن عن هذا السؤال فى كتابها، قائلة :" إن غاية الدراسات المستقبلية هو توفير إطار زمنى طويل المدي لما قد نتخذه من قرارات يومية ذلك أن ما نتخذه من قرارات آنية وتصرفات راهنة سوف يؤثر بصورة أو بأخرى على مستقبلنا ومستقبل أولادنا من بعدنا، فعلينا إذن أن نتخذ قراراتنا اليوم آخذين فى الاعتبار النتائج والتداعيات المحتملة لهذه القرارات على مدى زمنى طويل وليس فقط على المدى القصير والمتوسط. وإذا تم ذلك فإننا قد شاركنا بشكل إيجابى فى صنع المستقبل فالدراسات المستقبلية تساعدنا على التحكم فى المستقبل كما تساعدنا الدراسات الاستشرافية للمستقبل على اكتشاف المشكلات قبل وقوعها وإعادة اكتشاف أنفسنا ومواردنا وطاقاتنا ثم بلورة الاختيارات المتاحة".
إذا كيف نستعد كمواطنين على مستوى الأفراد للمستقبل حتى نساير ما تشهده الدولة المصرية من تحول فى إطار رؤيتها الاستشرافية المستقبلية، الإجابة أن نتمرن على وضع سيناريو مستقبلى نختاره لأنفسنا ولو على مستوى المستقبل القريب، ونمرن أنفسنا عليه فى تخطيط حياتنا على المستوى الشخصى والمهني، ثم ننطلق بعد ذلك لكى نكون جزءاً فاعلاً يتشارك فى تطور خطط الدولة الاستراتيجية المستقبلية كلاً فى تخصصه ومجال عمله وهو الأمر الوحيد الذى يجعلنا فاعلين ضمن الحراك الذى يشهده مجتمعنا فى كافة المجالات.
للنقاش : hossam.eldamarany2020@yahoo.com