القاهرة 26 فبراير 2020 الساعة 09:38 م
كتبت : نهاد المدني
ضمن فعاليات مهرجان إبداع للعروض المسرحية الذي تنظمه وزارة الشباب والرياضة في دورته الثامنة؛ قدم فريق التمثيل بجامعة الفيوم العرض المسرحي "جسر آرتا " على مسرح وزارة الشباب والرياضة من تأليف الكاتب اليوناني جورج ثيوتوكا، ومن إخراج أحمد السلاموني.
وتدور فكرة العرض الرئيسية حول طرح كثير من الأسئلة حول مبدئي التضحية والواجب وأيهما أهم .. حيث تدور أحداث العرض حول شخصية قائد لفريق بناء يقوم بتشييد جسر ليحمى المدينة مما سوف تتعرض له من عواصف قادمة، لكنه كلما شيد الجسر وانتهى منه، يفاجأ بانهياره الجسر بدون أي سبب مفهوم أو منطقي! ثلاث مرات يقوم ببناء الجسر ويراه ينهار، مما سبب له حزن كبير، وفى أحد الايام عند مكان بقرب الجسر حيث يتواجد مع رفاقه الذين يعملون معه فى البناء يظهر له "شبح" ويساومه من أجل بناء الجسر أن يقتل زوجته ليحمي الجسر من الانهيار، فيصرخ فى الشبح أن يغير رأيه بعيدا عن زوجته الطيبة، لكن الشبح لا يرد عليه إلا بكلمات قليلة ويترك حرية الاختيار .. فيعانى الرجل معاناة كبيرة بين أن يضحى بزوجته الطيبة والتى تحبه حبا كبيرا، وبين إتمام بناء الجسر الذى سوف يحمي وطنه من عواصف كبيرة قد تطيح به، ثم يقبل الأمر من أجل الوطن، ويأتى بزوجته أمام رجال المدينة، ويأمرهم بإنزالها البئر بحجة ما، وبعد ذلك يأمرهم بإغلاق البئر عليها، وبعد هذا تم العمل فى الجسر، وينتهي العمال من بناء جسر "آرتا" الذى ظل صامدا ولم ينهار في هذه المرة.
وهنا تحدث المفارقة كعادة الشعوب التي تنسى التضحيات، فيتهم العمال رئيسهم بالقسوة، لأنه ضحى بزوجته الجميلة الطيبة، ويلومونه بشدة على ما فعل!
ويبقى السؤال التضحية من أجل الوطن، التضحية بكل غالى ورغم أن الجسر ملك لكل الناس كما يقول رئيس العمال فى حواره مع "القوة الخفية"، إلا انه يضحى بزوجته الطيبة التى تحبه، وتطرح نهاية العرض التساؤلات بداخل كل منا، هل يمكن ان نضحى بمن نحب من أجل قيمة أعظم؟!
والجدير بالذكر ان هذاالجانب من الأسطورة يتماهى مع القصةالأسطورية للمصريين القدماءالذين كانوا يزينون فى كل عام فتاة عذراء يختارونها من بين أجمل بنات مصر ويلقونها فى النيل حتى لا ينقطع فيضانه، وتذهب الأسطورة إلى أن المصريين لم يتوقفوا عن هذه العادة إلا عندمادخل المسلمون مصر فى القرن السابع الميلادى فأبطلوا تقديم هذا القربان البشري.
شارك في بطولة العرض فريق منتخب المسرح بجامعة الفيوم وهم : حسام ابراهيم، دينا السواح، احمد عبد الحميد، مروة فتوح، عبد المنعم سيد، خالد شريف، رحمة محمد، مريم عادل، احمد صلاح الدين، مراد مروان، عمرو محمد، اسامة جمال، المعتصم بالله محمد، هارون علي، جورج مجدي.
إعداد محمد كسبان، إعداد موسيقي محمود صلاح حامد، ديكور هادي جمال، استعراضات حسام كامل، مخرج منفذ أحمد صلاح حامد.
يذكر أن جوائز العروض المسرحية بمهرجان "إبداع" تقدر بمبلغ 716.000 جنية، يتنافس عليها 32 عرضاً مسرحياً، وتضمنت لجنة التحكيم الفنانة سهير المرشدي ، الفنان فتوح احمد ، المخرج تامر كرم والمخرج فهمي الخولي، ومن المقرر استمرار فعاليات العروض المسرحية لمهرجان "إبداع" فى دورته الثامنة حتى العاشر من مارس المقبل.