القاهرة 01 فبراير 2020 الساعة 01:05 م
كتبت : نهاد المدني
ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال51 بقاعة المقهى الثقافي بمبنى بلازا 1 عقدت ندوة تحت عنوان "ظواهر ثقافية واجتماعية".. في احتفالية الناقد الراحل إبراهيم فتحي، وأدار الندوة الشاعر زين العابدين فؤاد، للتحدث عن منهاج وفكر ونضال الكاتب والمفكر والناقد الأدبي إبراهيم فتحي.
بدأت الاحتفالية بعرض فيلم تسجيلي عن الراحل الكبير إبراهيم فتحي، تناول الفيلم أحد التكريمات له، بالإضافة إلى مجموعة متعددة من شهادات المثقفين له.
وقالت الناقدة اعتدال عثمان: إن كتابات إبراهيم فتحي تركزت على أعمال عدد كبير من الكتاب مثل إبراهيم أصلان وجمال الغيطاني، وغيرهم من كبار الكتاب، وأشارت إلى أن منهج النقد التطبيقي لدى إبراهيم فتحي تميز بكونه منظومة متكاملة لها قواعدها لكي يبلور من خلالها لغة الكاتب، وأضافت أن "فتحي" كان حريصا على ربط النص بواقعه الثقافي والسياسي، وأنه رفض المتغيرات العالمية وتأثيرها على رؤية العالم لدى الكتاب، وساعده في ذلك ثقافته الواسعة بالإضافة إلى إتقانه لغات عديدة مثل الإنجليزية والفرنسية والألمانية.
وقال القاص سعيد الكفراوي: إن الكاتب الراحل إبراهيم فتحي يعد أحد المثقفين وحراس الضمير والقيم النبيلة، وكان يتخذ في كتاباته معيار الحكم العادل، وصاحب ميزان عادل وصريح، وصاحب جرأة نقدية أيضًا، حيث كان يمتلك رؤية فنية تختلق الممكن والصحيح، ويعد الصوت الأنقى الذي راقب واكتشف وأعاد القيمة الإبداعية لما يسمى بجيل الستينيات، وأضاف الكفراوي، أن الكاتب الراحل إبراهيم فتحي كان واحدًا من أصحاب الفضل عليه في الكتابة، حيث كتب عن الجماعة المهمشة هؤلاء أهل القرى والريف، وتناول العديد من القضايا الإنسانية عن هؤلاء المهمشين، من خلال فن القصة القصيرة الإنسانية، موضحًا أن فتحي كان مهتمًا بالكتابة منذ الصغر ويمارسها بقصد اكتساب الثقافة، وكان على رأس النقاد والكتاب التنويريين، الذين ساندوا ودعموا الجيش المصري في هزيمة 67، وهو أول من أنشأ هو وأصدقاؤه جمعية "كتاب الغد"، التي صدر عنها مجموعة متنوعة من الإصدارات الأدبية، كان من بينها المجموعة القصصية لمحمد إبراهيم وغيرها، وأشار "الكفراوي" إلى أن "فتحي" كان من أوائل طلاب الثانوية العامة، والتحق بكلية الطب إلا أن حبه وشغفه بالأدب دفعه إلى ترك المجال الطبي والالتحاق بكلية الآداب.
وقال الكاتب إبراهيم عبد المجيد أن إبراهيم فتحي كان منفتحا على الرؤى الفلسفية في الأدب وكتاباته، وأضاف أنه لم يهتم بجانب اللغة في الأدب فقط، ولكنه اهتم أيضا بلغته النقدية التي اتسمت بالسلاسة والحيوية، إضافة إلى أنه كان حريصا على بيان الفروق الجوهرية بين السياقين الغربي والعربي.
وقال الدكتور أنور مغيث، إن كتابات إبراهيم فتحي تركزت على طبيعة السلطة في مصر كونه مناضل شعبي، وأشار خلال فعاليات الندوة أن "فتحي" كان مهتما للغاية بترجمة كتب كبيرة في الفلسفة، كما أنه تناول الكتابات الماركسية بشكل معتدل وبطريقة مختلفة تماما عن باقي شباب جيله، وأضاف أن تراث إبراهيم فتحي هو نضال الاشتراكيين في العالم كله من أجل السعي وراء تحرير الإنسان.
وتحدث الدكتور حسين حمودة الناقد الأدبي عن كتاب إبراهيم فتحي والذي يحمل عنوان "نجيب محفوظ بين القصة القصيرة والرواية الملحمية"، وأشار إلى عدد من القيم التي ضمها الكتاب مثل صوت الناقد والمفكر والمؤرخ الأدبي، وتناول التنظيرات النقدية حول فن القصة القصيرة، كما أشار الكاتب إلى أن لروايات نجيب محفوظ استقلاليتها الفكرية، وأوصى الكتاب أنه لا يجب خلط أفكار "محفوظ" الفنية بتصريحاته خارج الفن، وأشار "حمودة" إلى أن كتابات إبراهيم فتحي كانت تتميز بطابع سخرية لطيفة، وأنه عندما تم سؤال نجيب محفوظ عن أهم الكتب التي كتبت عنه كانت إجابته كتاب إبراهيم فتحي.
والجدير بالذكر أن فعاليات الدورة الـ51 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، قد انطلقت الأربعاء 22 يناير الجاري، على أن تستمر حتى 4 فبراير المقبل، تحت عنوان "مصر أفريقيا.. ثقافة التنوع"، وتحل السنغال ضيف شرف هذه الدورة، وجرى اختيار العالم المصري الدكتور جمال حمدان شخصية المعرض هذا العام.