القاهرة 31 يناير 2020 الساعة 10:47 م
كتبت: إنجي عبد المنعم
أقيم اليوم الجمعة بقاعة ملتقى الإبداع على هامش محور على مائدة السرد ندوة لمناقشة الكاتب الروائي فكري داود وروايته "خلخلة الجذور" مع الأدباء والنقاد داليا الدسوقي، أسامة ريان، ومحمد علام.
وتدور أحداث الرواية حول حياة بعض الناس في قرية من قرى مصر، حيث يؤرخ الكاتب الحقبة الزمنية لهذه القرية في الفترات قبل 52 وأثناء 52 وفترة ما بعد الاشتراكية، ولكن بأسلوب خاص بعيد عن كتابة التاريخ ودون أن يلتزم الكاتب بالقيد التاريخي البحت.
وتحدث أسامة ريان عن الخط السردي الخاص بالرواية في تغيير الكاتب للأعراف السائدة في القرى حتى استطاع أن يخلق عوالم شخصيات تخدم الفكرة الرئيسية للرواية، ومن خلالها رسم العالم المعاصر للقرية وتلاشت الجذور الأساسية والمعرفة للقرية بعد أن تخلخلت بسبب اهتمام أهالي القرية بالأمور الاستهلاكية، مؤكدًا أن الرواية تتنبأ بالمستقبل القروي وكيف سيحكم التطور على القرية بالبعد عن أصلها الزراعي بسبب تبوير الأراضي الزراعية واستخدامها كعامل راسمالي، مشيرًا أن الرواية تعد من أهم ما طُبع مؤخرًا.
وتحدثت داليا الدسوقي عن الوجود النسائي في الرواية حتى أنها وصفت ذلك الحضور بالطغيان الذي يحرك الرواية ويملؤها بالأحداث، مشيرة لأن الكاتب يقصد بهذا الحضور أن النساء -شخصيات نساء القرية- هن السبب الرئيسي في حدوث تلك الخلخلة، ودللت على ذلك بمثال من الرواية يتجسد في الشخصية المحورية أحلام وشخصية وداد الداية، وكيف استطاعتا تغيير شكل القرية وخلخلة -على حد وصف الروائي نفسه- أخلاق القرية.
ثم تطرقت في الحديث عن الصورة الحية في العمل والتي تظهر بشكل تقني برع الكاتب فيه، حتى أن القارئ يستطيع التخيل بكل سهولة ويسر وكأنه يشاهد فيلمًا سينمائيًا، مؤكدة أيضًا أن الرواية تعد علامة فارقة في تاريخ الأدب المصري الحديث.
ومن جانبه تحدث محمد علام عن الضرورة الكتابية التي جعلت الكاتب يستخدم بعض من العادات والتقاليد في القرية في البداية على الرغم من أن جميع تلك العادات والتقاليد قد هدمها الكاتب نفسه بعد أن أصاب التخلخل المشار إليه القرية وجذورها، فنراه يستخدم مفردات يصنع منها الحدث كدفع الدية وختان الإناث وحالات زواج القاصرات، وأيضًا مفهوم التشاؤم عند العديد من الناس الذين يخافون أن يطلقوا على أبنائهم أسماء لها طابع وصفي جميل خوفًا من الحسد، وأهم من كل ذلك هو تصوير الباعة في مشاهد الاحتفالات الدينية في القرية كما يتضح للقارئ في وصفة لاحتفالية المولد النبوي. والعديد من الصور الأخرى.
وتقام فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب خلال الفترة من 22 يناير إلى 4 فبراير في «مركز مصر للمعارض الدولية»، وتحل دولة السنغال ضيف شرف المعرض كأول دولة من أفريقيا تشارك كضيف شرف، واختير المفكر والجغرافي الراحل الدكتور جمال حمدان شخصية عام المعرض، وتشارك في الدورة الحالية 900 دار نشر بزيادة قدرها 25% عن الدورة السابقة فضلًا عن 99 توكيلًا، ويبلغ إجمالي عدد الأنشطة المقرر إقامتها على مدار أيامه 925 فعالية، ويشارك فيها 3502 مشارك، ويبلغ عدد الدول المشاركة 38 دولة.