القاهرة 14 يناير 2020 الساعة 11:56 ص
حوار: سماح ممدوح حسن
هى "نهلة كرم" القاصة والروائية المصرية الشابة، تخرجت فى كلية الإعلام جامعة القاهرة عام 2010. من مواليد 1989. صدر لها روايتان (المقاعد الخلفية، وعلى فراش فرويد) ومجموعتان قصصيتان (أن تكون معلقا فى الهواء، والموت يريد أن أقبل اعتذاره). رشحت روايتها "على فراش فرويد" لجائزة ساويرس مرتين. وهذا العام فازت روايتها "المقاعد الخلفية" بالجائزة- فرع الشباب.
تم ترجمة إحدى قصصها من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية، ضمن مشروع "كتاب القاهرة Book of Cairo" فى ربيع عام 2019 الصادر عن دار النشر البريطانية Comma Press.
- كنت قد سألت عن أهمية الجوائز وكنتِ مرشحة لجائزة ساويرس، أما اليوم وأنتِ الفائزة بالجائزة، فى البداية مبارك فوز روايتك "المقاعد الخلفية" بجائزة ساويرس. أود البدء بسؤال عن أهمية الجوائز للكاتب، وهل صحيح أن كثيرًا من الأعمال الحائزة على جوائز مختلفة يكون فيها بعض التحيز من قبل لجان التحكيم أو ليست بالرواية الأفضل؛ لكن لها قدرًا من الحظ الحسن؟
أولاً.. شكرًا لك، ثانيًا الجوائز مهمة بالطبع لأي كاتب؛ لأنها تسلط الضوء على كتاباته وتشجع القراء على قراءة أعماله، لكن في النهاية أنا أنظر إلى الجوائز على أنها رزق مثل أي رزق آخر، فقد تكون الجائزة أن أستيقظ ذات صباح على رسالة قارئ لا أعرفه يخبرني أنه قرأ عمل من أعمالي وأعجبه، وقد تكون الجائزة فرصة سفر لبلاد أخرى تنمي خبرتي وتفتح عيني على عالم آخر وتحفزني على مزيد من الكتابة.
وبالنسبة للتحيز لذائقة لجنة التحكيم، فهذا طبيعي جدًا، كلنا لدينا تحيز تجاه نوع الكتابة الذي نحبه، وفي النهاية يدخل في المسألة بعض من الحظ.
- كنتِ مرشحة واليوم فائزة بجائزة تُعد اليوم من أهم الجوائز الثقافية المصرية "جائزة ساويرس" ما الذي تغير؟ أقصد ما هي أفكارك المقبلة للكتابة والجوائز؟
بالتأكيد الجائزة تحمس وتحفز الكاتب، لكن الجوائز ليست الأساس؛ لأن الكاتب يبدأ بالكتابة أولا، ثم تأتي الجوائز ثانيا لتكون محفزة، بالإضافة إلى أن هذه الجائزة بالذات تحفز القارئ على اقتناء "الرواية" وقراءتها. لكن الحماس بعد الفوز بالجائزة لا يكون لوقت طويل، الفرحة بالجوائز تأخذ وقتها ثم تخبو، لكن ما يدوم هو العمل، مشروعك الذى تعمل عليه. وأنا بالفعل أمتلك مشروع "رواية" بالنسبة لي مهمة للغاية، سواء ترشحت للجوائز أو لم تحصل على جائزة، فسأكون سعيدة بالرواية لذاتها. بالتأكيد سأسعد بالجائزة لكن الرواية هي من تسعدني أكثر، لذا فسوف أعمل عليها لتخرج في أجمل صورة.
- هل الجوائز مهمة للمبدع أم أنه دائما ما يكتفي بجائزته من حب القراء؟
كما أخبرتك الجوائز مهمة بشكل عام، وبالنسبة لي أعتبر نفسي محظوظة مع جائزة ساويرس، فرغم أنني لم أفز بها حتى الآن، إلا أن ترشحي لها 5 مرات بأربعة كتب - منهم رواية "على فراش فرويد" التي رشحت مرتين عامين متتالين بلجنتي تحكيم مختلفتين- يعزز وجودي في الوسط الأدبي ويساعد أعمالي على الوصول إلى عدد أكبر من القراء، فقد يقرأ قارئ بالصدفة خبرًا عن القائمة القصيرة ويقرر أن يشتري الأعمال المرشحة لها ليعرف هل تستحق فعلاً الترشح أم لا، وقد يتكرر اسم عمل أمام القارئ في أكثر من مكان فيستفزه الأمر لقراءة هذا العمل، وهكذا فالترشح بالنسبة لي مفيد في حد ذاته بعيدًا عن الجائزة.
- لنهلة كرم، روايتان (المقاعد الخلفية، وعلى فراش فرويد) أيضا لكِ مجموعتان قصصيتان (أن تكون معلقا فى الهواء، والموت يريد أن أقبل اعتذاره) أي العملين كان له الحظ الأوفر من النجاح؟ وهل تعتقدين، بما أننا فى زمن الرواية كما يقال، أن الروايات أكثر تأثيرا على القارئ من القصص القصيرة؟
بالنسبة لي كانت رواية "على فراش فرويد" لها الحظ الأكبر من النجاح والشهرة والقراءة، ولها مكانة كبيرة في قلبي لأنها قدمتني إلى جمهور كبير ليس في مصر فحسب بل في الوطن العربي، فرغم أنها نُشرت عام 2014، إلا أنني حتى الآن تأتيني رسائل من قراء من المغرب وتونس والعراق وليبيا أيضًا يخبرونني فيها أنهم قرأوها وأعجبتهم.
وبالنسبة للروايات والقصص لا أعرف لماذا حقًا نحن في زمن الرواية، على الرغم من أن رتم الحياة السريع من المفترض أن يدفع القراء نحو القصص القصيرة التي يسهل قراءتها، لكني أعتقد أن الأمر يرجع إلى بعض الكتابات الصعبة أو غير المفهومة التي أبعدت القراء عن هذا النوع من الكتابة، لأنني قابلت عددًا من القراء كانوا يخبرونني أنهم سعداء بقصصي لأنها سهلة ومفهومة، وكأن الأساس أن تكون القصص صعبة وغير مفهومة.
- فى روايتك المقاعد الخلفية، تحدثت عن العلاقة بين (الفتى والفتاة) ما قبل الزواج، وأيضا الخوف من الارتباط كما فعلت البطلة سارة. أيضا رواية على فراش فرويد، تناولت العلاقة بين الرجل والمرأة، والمجتمع المكبل بالتابوهات، لماذا تجذبك هذه الفكرة؟ أقصد تناول العلاقة بين الرجل والمرأة؟ وهل مشروعك القادم يسير فى نفس الاتجاه؟
أحب الكتابة عن العلاقات الإنسانية بوجه عام؛ لكن مشروعي القادم سيكون مختلفًا عن علاقات الحب، ربما يكون به ذلك لكن لن يكون الموضوع الأصلي حول هذا المفهوم.
لا أعلم إن كان هذا السؤال يعتبر مزعجا بالنسبة لكِ، لكن سوف أسأله على أي حال: هل قصدتِ يوما من كتاباتك عن الموضوعات التى تعتبر محرمة التناول كما العلاقة بين الرجل والمرأة، هل قصدت ضمان الانتشار؟ أم أن هذا فقط هو ما كنتِ تودين حكيه؟
كنت صغيرة حين كتبت "على فراش فرويد" وكنت أخشى نشرها أصلاً، لكن رأي أستاذي مكاوي سعيد، الله يرحمه ورأي أستاذ صنع الله إبراهيم، هو ما شجعني على نشرها، وبصراحة لم أتوقع أن تحقق انتشارًا أصلا وفوجئت بذلك، ولو أنني أقصد الكتابة عن هذه الموضوعات لتحقيق الانتشار لم أكن لأنشر مجموعتين قصصيتين أوأهتم بكتابة القصص أصلاً التي لا تجذب القراء، ولم أكن سأختار لواحدة منها عنوان قد ينفر كثيرين مثل "الموت يريد أن أقبل اعتذاره".
- "الموت يريد أن أقبل اعتذاره" المرة الأولي التى قرأت فيها هذا العنوان كانت بعد وفاة والدي، مما أثر فيِ كثيرا، فهل الكاتبة أيضا خطت العنوان بدافع مماثل؟
بدأت كتابة هذه المجموعة أصلاً بقصة "سماء لا تجيب أحدًا" بعد وفاة والدي بشهرين، وكنت أبكي وأنا أكتبها، وهو الأمر الذي تكرر مع قصة شجرة ليمون بكيت كثيرًا وأنا أكتبها وحدي الساعة الربعة فجرًا، ويبدو أن المجموعة كلها كانت محاولة للتخلص من شعور الحزن والشعور باللاجدوى من الحياة كلها ذلك الشعور الذي يصاحب موت شخص عزيز علينا.
- هل هناك عمل جديد لنهلة كرم قريبا؟
هناك رواية أعمل عليها لكن لا يمكنني التحدث عن عمل لم ينتهِ أو يصدر.