القاهرة 03 يناير 2020 الساعة 04:42 م
أكرم مصطفى
في بداية نشاطه في العام الجديد يستضيف بيت الشعر بالأقصر د.عوض الغُباري رئيس قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب جامعة القاهرة، حيث يناقش خصائص و جماليات أدب مصر الإسلامية على مدى ألف مائتي عام، وذلك يوم الموافق 2 يناير 2020 ، وقام بتقديم الأمسية الشاعر حسين القباحي مدير بيت الشعر بالأقصر والذي بدأ مرحبًا بجمهور بيت الشعر وبضيف الليلة الدكتور عوض الغباري مشيرًا إلى أهمية الموضوع التي يطرحه بيت الشعر حيث هذا الحراك الثقافي والزخم الأدبي الذي كان يميز فترة هامة من تاريخ مصر وهذه الفترة هي التي أعقبت الفتح الإسلامي لمصر وامتدت حتى نهاية الفترة العثمانية و تمثل قرابة الألف و مائتي عام وللأسف الدراسات الأدبية أغفلت جزءًا كبيرًا وهامًا منها و تجاهلتها الدراسات الأدبية في مجملها و سقطت من اهتمام الشعراء و الأدباء بحكم جائر عليها بالركاكة و الضعف . ثم قرأ طرفًا من سيرة الضيف الدكتور عوض الغباري رئيس قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب جامعة القاهرة وهو واحد من القامات الفكرية الرفيعة في مصر حيث أسهم بالكثير من الكتابات النقدية خاصة في مجال أدب مصر الإسلامية وصدر له الكثير من الكتب منها على سبيل المثال لا الحصر: دراسات في أدب مصر الإسلامية- كتاب مقامات السيوطي- كتاب منهج البحث عند المصريين - مصر في الرحلة النابلسية - الشيخ محمد عبده - بنت الشاطئ - مقدمة ديوان ابن سناء الملك- نقد الشعر في مصر الإسلامية - دراسة في أزجال الشيخ خلف الغباري. ثم بدأ الدكتور عوض الغباري حديثه معربًا عن سعادته بهذه الزيارة إلى الأقصر ومشيدًا بتجربة بيت الشعر بالأقصر و بمبادرة سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة في إنشاء بيوت الشعر العربية و دعم و مساندة المشاريع الثقافية في مصر و بخاصة مكتبة جامعة القاهرة منتقلًا للحديث عن موضوع الندوة، حيث كانت مصر مواكبة لحركة الإسلام من 20 هجرية و1220 هجرية هذه العصور كان جزء كبير منها مواكبًا لعصور الظلام في أوربا حين كان العلم العالمي علماً عربيًا خالصًا ويمكن تسمية العصور الوسطى بالعصر الإسلامي لما أسهمت فيه الحضارة العربية والإسلامية. ومنذ العصر الفرعوني ومصر متفاعلة مع الحضارات الأخرى وقد حافظت مصر على شخصيتها المستقلة طوال الأزمان وكان لها إبداعها ومنجزها الفني الذي تطبعه بروحها، ثم انتقل بالحديث عن أهم القامات الإبداعية في مصر الإسلامية ومنهم ذو النون المصري والذي أسس التصوف المصري والعربي وكان بعده ابن الفارض، متحدثًا أيضًا عن أعظم المكتبات التي كانت في مصر وهي دار الحكمة أو دار العلم، مؤكدًا على أن الأدب المصري شهد عطاءات كبيرة في العصر الإسلامي كاشفًا عن شخصية مصر الإسلامية ومن الأدباء الذين شهدتهم مصر في هذه الفترة و منهم البهاء ابن زهير وابن الفارض و ابن منظور المصري ومن بعدهم البوصيري مستشهدًا بنماذج من شعرهم، مستكشفًا بذلك عمق الروح الدينية في الشعر المصري والتي أصلها ابن الإصبع المصري في كتابه هذه الروح التي تستلهم من القرآن الكريم والشاعر المصري محب لطبيعة مصر ويتعزى بها من مخاطر الأيام كما تحدث أيضًا عن ابن نباتة المصري وعن الشعر الفاكهي وما يميز الشخصية المصرية مختتمًا حديثه عن الأدب الشعبي كالزجل ورائده الشاعر خلف الغباري وزجله المرتبط بالحياة المصرية، ومقامات السيوطي والسير الشعبية.
|