القاهرة 26 نوفمبر 2019 الساعة 10:35 ص
حوار: أمل زيادة
هو كاتب وصحفي شاب، تخرج في كلية التربية قسم التاريخ بجامعة الأزهر، عمل بالعديد من المواقع، يعتز بكونه كاتباً ويعتبره اللقب الأهم والأفضل.. التقت "مصر المحروسة" الكاتب الشاب محمد حسن الصيفي؛ ليحدثنا عن كتابه الساخر "أفكار ميني جيب".
حدثنا عن كتابك "افكار ميني جيب"؟
أفكار ميني جيب، هو مجموعة أفكار مختمرة داخل عقلي منذ سنوات، أتاح لها الكتاب الظهور بتلقائية والتعبير عن نفسها، الكتاب يحمل موضوعات مختلفة بين نقد بعض الظواهر على مواقع التواصل، وبين بعض ذكرياتي الخاصة، أو حتى بعض الآراء النقدية عن الفن، لكن الرابط الوحيد بينهم جميعًا هو الاستفزاز الذي جعل هذه الأفكار تسيطر على عقلي وتتسابق أثناء الكتابة وتحتل مواقعها بالقوة داخل الكتاب.
لماذا تكتب بالعامية.. هل تجدها أقرب للقارئ؟
لا أكتُب بالعامية، بالأساس أنا أكتب بالفصحى وميولي أدبيّة، لكن المصادفة هي التي فرضت عليّ أن يكون كتابي الأول بالعامية، واخترت العامية المدعمة ببعض الكلمات الفصيحة ربما لكونها تتناسب مع الأفكار المطروحة داخل الكتاب واستهداف شريحة أوسع من القٌراء.
أشرت إلى أن الكتابة مهنة صعبة ومخيفة؟ فهل هي حقاً مهنة صعبة ولماذا؟
الكتابة مهنة البحث عن الفقر والمتاعب، صعبة لأنها بطبيعتها متعبة وشاقة ومجهدة، وصعبة أكثر لأننا في مصر، وبالتالي هي مهنة غير معترف بها مثل ال dj أو مصور الأفراح
وصعوبتها تكمن في داخلها في صناعة نفسك بنفسك، والتزامك تجاه ما تكتب، والصبر على القراءة بانتظام والكتابة والقراءة عن الصنعة نفسها من حيث السرد وتكوين الجمل وخلافه، وصعوبتها خارج نفسك في النشر والتسويق والمعيشة في بلاد ووسط أهل وأقارب وأصدقاء لا يعترفون بما يطلق عليه كاتب؟ فدائما ما أواجه بسؤال أعجز عن إجابته وهو "أيوه يعني بتشتغل إيه برضه"؟
الكتابة تحدي مع النفس والمحيطين بنا؛ لكنها تظل مهنة محببة لكل هاوِ.
لماذا تكتب؟
أكتب لأني أحب الكتابة، لا أريد تغيير العالم ولا حتى تغيير نفسي، ولا أميل لاستخدام الكلمات الرنانة؛ فهي باعثة على السخرية، أقرأ يوميًا حوارات للكتاب على مستوى العالم ويظل هذا
السؤال منبعا من منابع السخرية الخام، أحب الإجابة بكلمات بسيطة، ولا أحب ادعاء عمق مزيف، أنا أكتب فقط لأني أحب الكتابة ولا أجد نفسي أفعل شيئا في الحياة يمتعني ويخفف عني الأعباء اليومية إلا الكتابة.
هل من الممكن أن تختلف رؤيتك لما كتبت بعد مرور فترة من الزمن ولماذا؟
في الأغلب تختلف الرؤية، في كل يوم معرفة جديدة وخبرات أوسع يحصل عليها الكاتب، ومراجعات لمواقف وبلورة للوعي الشخصي بشكل أكبر، وبالتالي من الطبيعي اختلاف الرؤية، لكن في العموم لا أكتب عن شيء أو موضوع لا أرضى عنه، حتى لو تطور أسلوبي في الكتابة أكثر وتخطى مرحلة ما كتبت.. أظل راضيًا عن الفكرة والموضوع حتى لو كانت الصياغة ضعيفة.
لماذا اخترت هذا العنوان؟
هبط العنوان على رأسي بعد عشرات العناوين التي رأيتها غير معبرة، وحده "أفكار ميني جيب "الذي ظل صامداً معي حتى انتهيت من الكتابة ورأيته الأنسب، فالكتاب يحمل أفكاراً سريعة وقصيرة وكاشفة. ومن هنا شعرت أن العنوان هو الأفضل.
ما هي أبرز السلوكيات الغريبة التي رصدتها على مواقع التواصل؟
أرصد يوميًا عشرات التصرفات الغريبة، لكن ربما أقرب ما رصدته هو سلوك الشخص المتلصص الذي لا يشارك في لحظات الفرح أو الحزن ولا يكتب أي تعليق رغم كونه متابعًا لكل حرف أكتبه، وبالتالي هو متلصص ولا أفهم ما الداعي لهذا التصرف في هذا الفضاء الواسع، إن كنت لا تحبني فلماذا تحتفظ بوجودي في لائحة أصدقائك من الأساس!
ما الدافع لكتابة هذا الكتاب؟
لم أفهم السؤال على النحو الأفضل، لكن الدافع هو التعبير عن أفكاري على نطاق واسع، نطاق حقيقي خارج مواقع التواصل، وهو حلم قديم استمر معي منذ الطفولة حتى تحقق.
سيستمر الغلاء، الحسد ممنوع، وسط البلد، سبتمبر حكايات الدفا والبرد، سكرين شوت. حدثنا عن كل عنوان من العناوين السابقة؟
الثلاثة الأوائل بداخلهم رصد لظواهر سلبية شاهدتها ولمستها بنفسي في المجتمع وكانت بمثابة أزمات أريد التخلص منها على الورق، حكايات الدفا والبرد مشاعر شخصية وتصور ربما حالم ومختلف عن كثير من فصول الكتاب، سكرين شوت قصة قصيرة موضوعها قريب لأفكار الكتاب فأردت أن أمررها بين الموضوعات كاختبار، فأنا أميل للأدب كما ذكرت وأردت أن أشاهد ردود الفعل عليها
هل من خلال كتابك توقعت أشياء سياسية أو اقتصادية وحدثت كما كتبت؟
التوقعات مسألة صعبة، ليس من السهل قراءة المشهد، الأمر يحتاج إلى خبرات طويلة وقراءات عميقة وصبر، وهي أمور لا أدعيها الآن، كما أن العالم الآن لا أحد يملك أن يتوقع ماذا سيحدث فيه بعد دقيقة، الأمور تسير بشكل جنوني، والخيال أصبح محدودا.
كيف ترى الساحة الثقافية؟
يمكن أن أطرح عليكي فكرتي عن الساحة الثقافية وربما يحمل الطرح بداخله الإجابة
أنا أرى أن الثقافة هي خدمة توصيل النور إلى أكبر عدد ممكن من عقول الناس، بأسرع وأيسر الطرق، كما تقوم الحكومة بتوصيل الماء والكهرباء إلى القرى والنجوع، وربما أحب أن أرى مستقبلا وزارة النور المكلفة يوميًا بتزويد المدن والقرى والمحافظات بالنور الكافي لعقول الناس!
باستثناء ذلك كل الساحات في مصر البقاء فيها للأقوى ووللدوائر المغلقة المحصنة المدعمة بكل قوانين الغابة وأبرزها قانون البقاء.
ما هي العقبات التي واجهتك ككاتب؟ وبماذا تنصح الكتاب الشباب؟
العقبات كثيرة، أهمها الموضوع الجيد للكتابة، وعقبة النشر التي حاولت فيها لمدة خمس سنوات؛ لكنها أتت في النهاية بشكل محترم يناسب أفكاري وتوجهاتي الشخصية..
لا أعتقد إني أملك تجربة كبيرة تمكني من النصح، لكن ضميري يحتم علي نصيحة كل شخص يحب الكتابة أن يقرأ ويكتب دائمًا، وألا يتعجل النشر وتحقيق حلمه بدفع أموال لبعض المحتالين الذين يتاجرون بأحلام البسطاء من الشباب وابتزازهم ماديا ومعنويا، لا تدفع حتى تنشر، ولو وصل الأمر للنشر المجاني على الإنترنت فهو أفضل بكثير من تلك العملية المشبوهة.
كيف ترى ظاهرة الأعلى مبيعا؟
القراءة فعل حسي، وشخصي جدا، وحميمي، قصة حب لو خرجت بين اثنين فسدت، والأكثر مبيعًا تشبه توصيات الأم للبنت بالزواج من ابن خالتها القادم من الخليج
ما هو جديدك؟
لدى مجموعة قصصية أسعى لنشرها قريبًا وأقوم بتحضير لمشروع روايتي الأولى.