القاهرة 20 نوفمبر 2019 الساعة 03:04 م
كتب: مصطفى الهندي
* تعزيز ثقافة الاعتدال والتسامح ومواجهة التعصب أهم محاور بناء الإنسان التى تنفذها الحكومة المصرية
*عبد الدايم: العدالة الثقافية وسيلة محورية لبناء الإنسان والحكومة المصرية تسعى لتعزيز تكافؤ الفرص بين المواطنين*عبدالدايم تلتقى نظراءها من اليونان والإمارات وكازاخستان
وجيبوتى أثناء زيارتها إلى فرنسا وتناقش سبل تعزيز العلاقات الثقافية
ألقت الدكتورة إيناس عبد الدايم وزير الثقافة كلمة مصر فى منتدى وزراء الثقافة والذى يأتى فى إطار الدورة 40 للمؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ( اليونسكو) بحضور 120 وزير ثقافة من مختلف دول العالم، والسفير إيهاب بدوى سفير مصر بفرنسا ومندوبها الدائم باليونسكو، والدكتورة هبه يوسف رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية.
حيث بدأتها بنقل تقدير الحكومة المصرية لليونسكو لتنظيم المنتدى الذي شارك الوفد المصري لدى المنظمة في كافة المناقشات التحضيرية له، وتناولت بعض الخطوط العامة المرتبطة بالسياسات الثقافية المطبقة لتعزيز تكافؤ الفرص بين المواطنين، وبخاصة الشباب بما يحقق مبدأ العدالة الثقافية باعتباره وسيلة محورية لبناء الإنسان وتطوير المجتمع، وأضافت: إن الثقافة قادرة على المساهمة فى التنمية الاقتصادية والاجتماعية داخل المدن والقرى وتحقيق الأمن والازدهار.
وأشارت إلى أن وزارة الثقافة تعمل بجهد دؤوب في إطار رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة لضمان تحقيق العدالة الثقافية، حيث تهدف إلى الوصول بالمنتج الثقافي إلى جميع أرجاء الوطن خصوصا في المناطق الأكثر احتياجياً من خلال القوافل الثقافية التي تضمنت أنشطة فنية وثقافية متعددة إلى جانب ورش عمل تدريبية مشيرة إلى أن الدولة المصرية تولي اهتماما خاصا بالمناطق الحدودية والنائية في عدة محافظات لوصول المنتج الثقافي إليها، بهدف غرس قيم الانتماء في نفوس النشء بهذه المناطق من خلال تنفيذ برامج الدمج الثقافي بين أطفال المحافظات.
ولفتت إلى دور وزارة الثقافة المصرية فى الاهتمام بذوي القدرات الخاصة، حيث تم تنفيذ برنامج ثقافي متنوع لهم بما في ذلك إنشاء فرقة مسرحية خاصة بهم، وإصدار مجلة بطريقة "برايل" وتشغيل قاعات للمكفوفين للموسيقى والفنون بشكل أسهم بفاعلية في تعزيز مشاركتهم في الأنشطة الثقافية المختلفة، وأكدت أن الإستراتيجية التى تطبقها الوزارة تتمحور أيضاً حول تعزيز القدرات البشرية والمؤسسية من أجل بناء الثقافة والإبداع في شتى أرجاء البلاد وتحسين الفرص المتاحة للمرأة وضرورة تحقيق المساواة بين الجنسين في القطاع الثقافي بما يدعم التحول الحضرى، بجانب دعم ظهور أسواق محلية للإبداعات والخدمات الثقافية كمَصدر قوة للاقتصاد المصرى، وأشارت إلى تعزيز التنوع الثقافي في المدن وترسيخ دور الثقافة في دعم التعددية والمشاركةِ المجتمعية الإيجابية، والذى يسهم بدور مهم فى تطوير المهارات وتشجيع الإبداع والابتكار بما يحقق بناء الإنسان المصرى وترسيخ هويته، بالإضافة إلى دمج الثقافة فى إستراتيجيات التنمية البيئية والاجتماعية، وحماية التراث الثقافى وصونه من خلال برنامج خاص يهدف إلى بناء قاعدة إنتاجية في مجال الحرف تصبح أساساً لإطلاق العديد من المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر للشباب للحفاظ عليها من الاندثار.
وتابعت: إن تعزيز ثقافة الاعتدال والتسامح ومواجهة كل صور التطرف والتعصب، واكتشاف ورعاية الموهوبين والنابغين والمبدعين في شتى أنحاء الجمهورية وذلك من خلال تأسيس مراكز ثقافية تستهدف كافة الفئات العمرية والمجتمعية بداية من عمر ست سنوات، وتطبيق مبادرة مسرح التجوال التي تهدف إلى ترسيخ قيم المواطنة ومواجهة الفكر المتطرف، كما أشارت إلى افتتاح أفرع لأكاديمية الفنون في عدة محافظات، وتوظيف المساحات العامة واستخدامها كوسيلة لتعزيز الحوار والتعبير الإبداعى والتفاعل الاجتماعى.
كما التقت الدكتورة إيناس عبد الدايم وزير الثقافة أثناء مشاركتها فى فعاليات منتدى وزراء الثقافة بأربعة وزراء ثقافة من اليونان استليانى ميندوتى، الإماراتية نورة بنت محمد الكعبي، اكتوتى رايماكلوفا (كازخستان) ومؤمن حسن برى (جيبوتي)، وتناولت اللقاءات بحث سبل دعم التعاون في جميع المجالات الثقافية والفنية والفكرية بين مصر وبلادهم، بالإضافة إلى تعزيز الشراكة من خلال مشروعات تبادلية، وتكثيف أوجه التعاون في مجالات الفنون وترجمات الكتب ومعارض الفن التشكيلي والكتاب والمسرح والسينما وفنون الأوبرا والطفل؛ بهدف فتح آفاق إبداعية جديدة تعتمد على التعدد والتنوع الثقافي وتسعى إلى تطوير الحوار بين الحضارات المختلفة.
وقالت عبد الدايم: إن الثقافة والفنون تعد أحد أهم قنوات التواصل بين الأمم، مشيرة أن اللقاءات تناولت ضرورة تعزيز التبادل الثقافي والفني بما ينعكس إيجاباً على تعميق أواصر الصداقة بين مصر وشعوب هذه الدول، وأضافت أنه تمت مناقشة عدد من المشروعات التى تهدف إلى إجراء حوار بين المبدعين، إلى جانب اقتراحات لتنظيم فعاليات تبادلية تعمل على إبراز التوجهات الفكرية الإيجابية فى مختلف المجتمعات، تشمل أنشطة متنوعة للأطفال والشباب وعروض فلكلورية ومسرحية وأمسيات أدبية وشعرية وغيرها.