القاهرة 22 اغسطس 2019 الساعة 01:14 ص
كتبت : سمر أرز
ضمن فعاليات المهرجان القومي للمسرح المصري فى دورته الثانية عشر دورة الفنان كرم مطاوع استقبلت أمس الأربعاء 21 أغسطس فى تمام الساعة السادسة قاعة سيد درويش بأكاديمية الفنون للفنون العرض المسرحى "سندريلا المصرية"، ويشارك العرض فى المسابقة الثالثة للمهرجان وهى الخاصة بعروض مسرح الطفل، والعرض غنائى استعراضى ترفيهى من إنتاج الإدارة العامة لثقافة الطفل بالهيئة العامة لقصور الثقافة، ومن تأليف الكاتب أحمد زحام وإخراج محمد فؤاد.
والمشهور أن قصة سندريلا هى من الأدب الغربى وقد تم تناولها فى الكثير من الأعمال الفنية أبرزها الفيلم الكرتونى "سندريلا" من إنتاج والت ديزنى، ولكن حقيقة الأمر هى أنها قصة فرعونية قديمة مستوحاة من قصة "رادوبى" الموجودة على ورقة بردى من عصر الفراعنة، والتى اكتشفها (شتير بيتى) وموجودة حاليا فى متحف مانشيستر فى بريطانيا وكتب عنها سليم حسن فى موسوعته القديمة.
وجاء العرض لكي يوثق هذه الحقيقة فى إطار مصرى ويعرضها باسم "سندريلا المصرية " ولكن برؤية جديدة أضافها لنا المخرج محمد فؤاد، فقد قام بدمج ومشاركة مجموعة من أطفال أصحاب الأمل ذوى القدرات الخاصة مع أطفال أسوياء موجها للمجتمع رسالة بقدرة واستطاعة هؤلاء الأطفال على العمل والأداء المتميز كذويهم من الأسوياء.
وقد جاء ذلك فى إطار تمثيلى تتخلله الرقصات الاستعراضية التى تعد من كيان العمل الرئيسى، حيث بدأت القصة بتقديم رادوبى وأخواتها من الأب إحداهما تحب الأكل والأخرى تحب الاهتمام بنفسها والنظر إلى المرآة، وكانوا يستخدمون رادوبى كخادمة لديهم، ثم توقف المشهد فجأة بثورة أطفال ذوى القدرات فى شكل استعراضى غنائى حاملين لافتات مكتوب عليها ( أنا ليا عقل -احنا دورنا من حاجة من الديكور-أنا ليا روح - أنا جاى أشارك أنا زيى زيك - إحنا فين من الحكاية دى بقى ) ، فتم إعادة تمثيل المشهد ولكن بتشخيص ذوى القدرات الذين أثبتوا تفوقهم وعدم تفرقتهم عن الأسوياء، وبذلك تم الدمج وأصبحت كل شخصية أساسية فى العمل فى كل مشهد يقوم بها شخصين إحداهما من ذوى القدات والآخر من الأسوياء.
ومن الملاحظ فى القصة أن المخرج قام بإضافة شخوص جديدة لها، وهم النسر والقط والهارب لمساعدة رادوبى فى حل مأزقها، فقد قام النسر بخطف واحدة من حذائها وطار بها إلى قصر الأمير الذى وقع فى حيرة من أمره وظل يسأل عن صاحبة الحذاء فى الحفلة، ثم ذهب مع حاشيته للبحث عنها وقياسها على جميع البنات، وفى هذا الوقت قام بإرشاده عن بيت رادوبى بقية أصحابها، وجاء ذلك بديلا للخيال المعروف فى قصة سندريلا حيث كانت تخرجها من مأزقها وتساعدها ساحرة الأماني الطيبة.
وقد حدثنا المخرج "محمد فؤاد"عن فكرة العرض قائلا : إن هذه الفكرة فى مخيلتى منذ 2012 فقد قمت بتكوين أول فرقة للدمج المجتمعى وهى فرقة "إحنا واحد " التي قمت فيها بتجميع مجموعة من الأطفال منهم المكفوفين والصم وأصحاب الإعاقة الذهنية والأقزام، وأنا بشكل عام مهتم بتقديم مسرح المهمشين.
وعن رؤيته الإخراجية للعرض أشار إلى إيمانه بمقولة "أن المسرح هو فعل الحياة" فلا يجب استثناء فئة من البشر عن فعل الحياة وهو المسرح؛ ولذلك أضاف فكرة الدمج لهذا العمل لتوصيل رسالة وهى "أنا قادر".
كما أوضح ضرورة توصيل مثل هذه الرسائل إلى الأطفال خاصة فهم شباب المستقبل وهم قادة المجتمع ولا يجب الإستهانة بعقلياتهم واعدادهم لقيادة المجتمع منذ الصغر بالوعى والثقافة خاصة لتلك الفئة .
واختتم "فؤاد" حديثه موجها كلمة لأهالى أطفال ذوى القدرات قائلا : لا تخجلوا من أولادكم، قدموا أولادكم للمجتمع وشجعوهم على المشاركة فى جميع المجالات فأولادكم قادرون.
وتحدث الكاتب "أحمد زحام" كاتب أدب الأطفال وعضو لجنة ثقافة الطفل بالمجلس الأعلى للثقافة ورئيس تحرير كتاب "قطر الندى " للأطفال قائلا : أن العرض قدم بشكل واقعى عكس القصة المعروفة "سندريلا" بالشكل الخيالى، فالقصة عرضت بالشكل الفرعونى الأصلى لها فى مدينة منف بأسماء الشخصيات التى ذكرت على ورقة البردى ومنهم التاجر "سنفرو" وهو والد "رادوبى"، وقد أشاد "زحام" ببراعة المخرج فى تقديم فكرة دمج ذوى القدرات للمسرحية موضحا أن نجاح القصة يعتمد بشكل كبير على المخرج، مؤكدا على أنه هو البطل الأكبر لهذا العرض، وأن هذه ليست المشاركة الأولى معه فقد تعاون معه من قبل فى تقديم مسرحية "كمان زغلول".
وعن المشاركة بالمهرجان القومي للمسرح أشار إلى أن كثرة العروض رغم إتاحتها فرص أكبر للشباب لتقديم عروضهم إلى إنها أدت لقلة الاهتمام نوعا ما، كما أن هناك صعوبات فى الدعم والإنتاج من الجهات المشاركة مما يقلل فرص المنافسة متمنيا تحسن الأوضاع خلال المهرجانات القادمة.
"سندريلا المصرية" صياغة أشعار وأغانى "أحمد زيدان"، موسيقى وألحان "أحمد صلاح" ، ديكور وماسكات "مجدى يونس"، ومن تأليف "أحمد زحام" وإخراج "محمد فؤاد".
ومن المقرر استمرار فعاليات المهرجان القومي للمسرح في دورته الـ12، والتي تحمل اسم الفنان الكبير الراحل كرم مطاوع، ويتنافس فيها 72 عرضًا مسرحيًّا، حتى يوم 30 أغسطس الجاري في عدد كبير من دور العرض المسرحي، منها مسرح السلام وأكاديمية الفنون والمسرح القومي، والهناجر، وأوبرا ملك ومسرح الريحاني، والجمهورية، ومسرح المعهد العالي للفنون المسرحية، وقاعة سيد درويش، والمسرح العائم والبالون ومسرح ميامي.