القاهرة 19 يوليو 2019 الساعة 10:25 ص
كتبت : عبير عبد العظيم
* مثقفون : الثورة أعادت الروح لمثقفى المنطقة العربية بأسرها
* التعليم للجميع، وانتعاش السينما والمسرح، وإنشاء الهيئات الثقافية
تمر هذه الأيام الذكرى السابعة والستون لثورة يوليو، تلك الثورة التى أحدثت الكثير فى تاريخ الشعب المصري، وقال عنها عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين : أنها علامة مضيئة فى التاريخ الثقافي المصري.
وق أعلن الضباط الأحرار فى فجر الثالث والعشرين من يوليو عام 1952عن عدة مبادىء تعيد صياغة المنطقة بأثرها، ورفعوا راية العصيان أمام جبروت الملكية وتحكم فئة بعينها فى مصير ملايين المصريين، وكعادة الجيش المصرى الذى يقف دائما وأبدا خلف شعبه لتحقيق رغباته؛ رفع لمصريون شعار الجيش والثقافة والتنوير يد واحدة ..
ويحسب للثورة العظيمة أنها رسخت أحد أهم مبادئها وهو إتاحة التعليم بشكل مجاني في كافة المراحل التعليمية بما فيها التعليم الجامعي لكافة فئات الشعب المصرى بعدما كان مقصور على فئة الأغنياء فقط، واهتم قادة الثورة منذ اللحظات الأولى بالثقافة وإعلاء شأن المثقفين المصريين، ولما لا ؟! والضباط الأحرار أنفسهم كانت لهم علاقات وثيقة بالثقافة والمثقفين، والزعيم الراحل جمال عبد الناصر كانت له محاولات كتابية فى المسرح وله قصة شهيرة بعنوان "فى سبيل الحرية".
كان للمثقفين دور ريادى منذ اللحظات الأولى فى عمر الثورة رصدتها الكتب والمجلدات والقصص والسيناريوهات التى حكت أحداث الثورة، سواء فى السينما أو فى الكتب أو فى اليوميات والمذكرات الخاصة بمشاهير المثقفين .
فيحكى الدكتور شاكر عبد اللطيف عن السنوات الأولى من عمر الثورة قائلا: يكفى أننا كنا نشعر أن الضباط الأحرار مثل كل أفراد المجتمع المصرى، بعدما ظللنا لسنوات مهمشين، وكان المثقفين المقربين للقصر الملكى أشبه بشعراء العصر الجاهلي يكتبون خوفا أو طمعا فى منصب أو لقب، ورغم وجود صحف معارضة إلا أنها كانت تباع خلسة، وكذلك وقفات المثقفين قبل الثورة أشبه بالعمل الفدائى الذى يحمل السلاح ليعبر عن رأيه، وبعدما جاءت الثورة أحدثت الكثير من الحراك الثقافى وساعدت على تجلى الصورة الحقيقة للمثقف العربى بشكل عام.
وترى الشاعرة أمل زيادة أن ثورة يوليو أعادت من جديد الروح لكافة الميادين، سواء التعليم والصحة أوالملف السياسى، وأعادت رسم الخريطة الثقافية من جديد، ولعل مكتسبات الثورة فى إنشاء العديد من الهيئات الثقافية كانت ولا تزال شاهد عيان على ما أحدثته ثورة يوليو للمثقف المصرى، ولعل تشجيع القيادة المصرية فى هذا التوقيت على إنشاء الهيئات فتح شهية الكتاب والشعراء للإبداع، وبرزت أغانى الثورة كشاهد عيان على الحراك الثقافي والاجتماعي.
ويقول الدكتور محمد علم الدين أستاذ الأدب بكلية التربية جامعة القاهرة: أن ثورة يوليو مكتسابتها الثقافية لا تقل عن مكتسباتها السياسة، وأنا شاهد عيان على الحركة الطلابية التى كانت سجينة وحبيسة خلال العهد الملكي رغم محاولات مقاومة الظلم والاستبداد، ولكن بعد الثورة كان للجامعة والنشاط الطلابى شأن جديد؛ فكانت تعقد الندوات والأمسيات داخل الجامعة، وشهدت نظام تكوين الفرق والأسرات الجامعية فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر، حتى مجلات الحائط بالجامعة اختلفت وشهدت عصر جديد هو عصر الثورة،
ويضيف: لا أنسى المشهد داخل الجامعة ومشاهد تجمع الطلاب، وخرجت مجلات وجرائد من الكليات، وازدهار النشاط المسرحي بالجامعات، وظهور الفرق المسرحية لكل كلية على حدة، وزاد الدعم الطلابي عما بعد آخر لهذه الأنشطة.
وأخيرا يعلق الشاعر محمود قمحاوى أحد أعضاء المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب أيام الثورة قائلا: حمل الضباط الأحرار على عاتقهم أحلام الشباب المصري فى الصحة والتعليم والتنوير، وشهدنا عصر المشاريع الثقافية الهامة، وانطلق الشعراء والمسرحيين والفنانين يعبرون عن حقبة هامة فى تاريخ الشعب المصرى بل وفى تاريخ الأمة العربية بأكملها، ولم لا وكانت البلدان العربية تساند حركتنا التحررية التى ساهمت بدورها فى نيل العديد من الدول لحريتها أيضا، وكان المشروع الثقافى والتنويرى أحد أهم أعمدة عمل الضباط الأحرار الذين حطموا قيودا كثيرة كانت تكبل الشعب المصري.