القاهرة 17 مايو 2019 الساعة 01:37 م
أحمد مصطفى عمر
استكمل بيت الشعر بالأقصر بالتعاون مع إقليم جنوب الصعيد الثقافي فعاليات وأنشطة الخيمة الرمضانية في ساحة معبد الأقصر في خيمته الرمضانية التي يقيمها بالتعاون مع إقليم جنوب الصعيد الثقافي وفرع ثقافة الأقصر، حيث كان الجمهور اليوم على موعد مع الأمسية الشعرية للشعراء: أشرف البولاقي، أحمد العراقي، حسين صالح خلف الله، وقام بتقديم الأمسية الشاعر حسين القباحي مدير بيت الشعر بالأقصر والذي بدأ بالترحيب بالشعراء الضيوف وبجمهور الحاضرين من الشعراء والمثقفين وأهالي مدينة الأقصر مهنئًا إياهم بذكرى انتصارات العاشر من رمضان على العدو الصهيوني موضحا أهمية إحياء المناسبات الوطنية التي تذكر بأمجاد الأمة و انتصاراتها للحفاظ على وعي و ذاكرة الأجيال الجديدة و تعزيز روح الانتماء و الولاء للوطن و تقدير تضحيات أبنائه و خاصة الشهداء الذين جادوا بأرواحهم و دمائهم لتحقيق أمجاده...
بدأت الأمسية بالشاعر أشرف البولاقي الذي قرأ من شعره:
هذه سيّارةُ الموتَى
سَينهضُ ميّتٌ ويشيرُ ناحيتي
ويَضحكُ
هذه الأشجارُ وهْمٌ
والبِنايَاتُ التي تبدو مزخرَفةً سَرابٌ
والذين يصوّبون مسدّساتٍ
نحو أعدائي همُ الأعداءُ
لن يَخفَى تنكّرهم عليَّ
وثمّة امرأةٌ .. وشيءٌ غامِضٌ
يحتلُّ صورتَها
أنا أحتاج ذاكرةً
لتنفجِرَ التفاصيل الأخيرةُ
لستُ أدري هل تشيرُ
كما أشار إليَّ مِن سيارةِ الموتَى رفيقي؟
أم تحدّثُ كائناتٍ عن غيابي!؟
هل أنا وحدي أخيرًا؟
ومما قرأ أيضًا من شعره:
غادرتُ منزلنا القديمَ
وقلتُ يا أبتى اصطَبِرْ
سأموتُ بعد دقيقةٍ
والمستعَانُ على دَمى
شِعْرى وصاحبتى
هما مِنّى إذا اشتعلَ الحريقُ
أو انطَفَت عيناكَ
يا أبتى .. القميصَ ودمعتينِ،
ووردةً عندَ ابتداء الشوقِ
أو عند الغِناءْ
هل كان مشتعلاً أبى
حين اشتهى لغتى
وراود أحرفى عن نفسِها؟
أم كان محتفلاً
- يغادرُ حزنَه - بالماءِ؟
يَعرف أننى والبحرُ منذورانِ
لامرأةٍ تغلِّقُ بابَها
وتقُدُّ - من جَزَعٍ - حروفى
ثم تلاه الشاعر أحمد العراقي الذي قرأ من شعره:
(بَائِعُ الْلَبَن)
قَدْ حَلَّقَ الصبحُ الجَدِيدُ
عَلَى المَدِينةِ
يَرْتَدِي قُمْصَانَهُ البيضَاءَ
يَكْنُسُ مَا تَبَقَّى مِنْ رَمَادِ البَارِحَة?
هَذَا الفَتَى
مُسْتَصْرِخٌ خَلْفَ الجِدَارِ
يَدُقُّ كُوبًا فَوْقَ كُوبٍ
أَوْ يُنَادِي
" يَا صَبَاحَ القِشْطَةِ البَيْضَاءِ"
هَيَا أَسْرِعُوا
لَبَنٌ مُصَفَّىً
مِنْ ضُرُوعِ الشَّمسِ
حِيْنَ حَلَبْتُهُ
ضَحِكَ النَّهارُ فَيَا بَنَاتِ الحَيِّ
هَيَّا أَسْرِعُوا
ومما قرأ أيضًا :
بغير اعتذارٍ
فهذا مساءٌ
بدون احتراقٍ
ودون اشتياق لجرح توارى
تقولين للوقت مهلا تأنى
فإن المواعيد تبغي انتظارا
فهيا انتظرني
على شرفة الليل نحو اللقاء
وحضنٍ
مع الفجر يأوي السهارى
على نزف روحي يهيم الكمان
ومن دمع خدي تذوب العذارى
ثم اختتمت الأمسية بالشاعر حسين خلف الله الذي قرأ من شعره:
تقول الربابة
ما لم يقله المغني
وتفضح سر القلوب
العيون التي لا تخبي
أصلي بقدس الحبيبة ليلا
وفي الصبح قطب
أخاف التجلي
تقول العصافير
هذا حبيب
يواسي حبيبا
ويبكي
حكايات دمع تطول
إذا طال ليل المغني
كقهوة عازبة
لا تنام
تهدهد أطفالها الجائعين
وتطلق آهاتها كاليمام
على زقزقات التمني
تجادل مرآتها
كل ليل
وتبكي
تقول الربابة
ما لم يقله المغني!
ومما قرأ أيضًا :
نعم
أنا العجوز الذي كلما هاتفته صبية
ألقى بالعكاكيز
وحلق
أ تريدون مني أن أبحث لي عن قصيدة عجوز مثلي
تليق بي
وأليق بها
أتقاسم معها العكاكيز
وتقاسمني الشفقة؟!
تريدون مني
فماذا أفعل بقلبي
الذي مازال يطارد الفراشات
ويعبئ الرمل في جيوبه
ويعود إلي كل مساء
بثياب متسخة
وقصائد لا تليق بي؟!
وفي النصف الثاني من الأمسية احتفل بيت الشعر بالأقصر مع الجمهور بذكرى انتصارات العاشر من رمضان على المسرح المكشوف بساحة معبد الأقصر وباقة متنوعة من الأغاني الوطنية مع فرقة الأقصر للموسيقى العربية.