القاهرة 15 يناير 2019 الساعة 10:33 م
كتبت : نهاد المدني
ضمن فعاليات مهرجان المسرح العربي احتفلت الهيئة العربية للمسرح بالفائزين بمسابقة البحث العلمي المسرحي، بحضور الدكتور يوسف عيدابي عضو لجنة تحكيم مسابقة البحث العلمى المسرحي، حيث كان موضوع المسابقة يدور حول الاشتباك مع الموروث الثقافى بهدف إنتاج مفاهيم معرفية جديدة، حيث تقدم للجنة أكثر من 15 باحث وباحثة، لتستقر اللجنة فى النهاية على أربعة فائزين فى التصفيات النهائية .
وقد اختارت الهيئة لتحكيم الأبحاث لجنة عربية تكونت من الدكتور عقيل مهدى يوسف - العراق رئيسا، والدكتور حسن اليوسفى – المغرب ، الدكتور يوسف عيدابى – السودان .
وأضاف أن اللجنة نظرت فى أبحاث الفائزين فى المسابقة العربية للبحث العلمى المسرحى فى نسختها الثالثة لعام 2018 ، وتمثل عمل اللجنة بالآتى:
- دعوة المتنافسين لندوة مفتوحة يوم الاثنين 14 يناير 2019
-باشرت اللجنة عملها باختيار المرشحين للفوز من بين أربعة متنافسين وفق أهداف المسابقة ومعاييرها العلمية.
- كانت الأهداف المعلنة هى الارتقاء بالبحث العلمى فى المسرح، وفتح آفاق جديدة لأفكار الشباب ورؤيتهم المعرفية، واكتشاف أصوات جديدة فى البحث العلمى فى مجال الدراسات المسرحية لإثراء المسرح العربي، وتفعيلًا لدور المؤسسات العلمية والأكاديمية لدعم البحث العلمى المسرحى عند الشباب.
واستكمل الدكتور مهدى عقيل الحديث حول المعايير العلمية التى اعتمدت عليها اللجنة قائلا: إنها تمثلت فى جدية الموضوع وثقله وقدرة الباحث على الإبتكار، إلى جانب الالتزام بقواعد البحث العلمى فى اختيار العنوان المناسب وتحديد مشكلة البحث ومنهجه وترتيبه، وتبيين حدود البحث المكانية والزمانية والتعريف بالمصطلحات والدراسات السابقة والإطار النظرى ومباحثه ومؤشراته ونتائج البحث ومناقشتها والتوصيات والمقترحات وخلاصة البحث ومصادره .
وفيما يخص التقييم قدم كل محكم ملخصا لتقاريره عن كل بحث، و بعد المناقشات استقر رأى اللجنة على أن يفوز الباحثون الأربعة بالجائزة التزاما بالضوابط المعلنة والمرسلة إلى أعضاء اللجنة، حيث شرحت اللجنة اشتراطات المسابقة ، ولخص أعضاؤها ملاحظاتهم حول البحوث، ودارت حوارات مع المرشحين للفوز حسب عناوين بحوثهم، ثم رفعت الجلسة لتقرير المراتب للفائزين، لتعود اللجنة بعد المداولة لتعلن الفائزين بالمراتب الأولى كالآتي:
- المركز الأول : البحث المعنون فى الحاجة إلى مجاوزة الاحتفالية لإنتاج معارف جديدة مسرحية وإبداعية متجددة للباحث المغربى على علاوى.
- المركز الثاني: البحث المعنون "المسرح العربى من سؤال الكينونة إلى ما بعد التراث" دراسة فى الأنساق الثقافية للباحث السودانى محمود حسن محمد.
- المركز الثالث مكرر: البحث المعنون "جمالية الهجنة فى الممارسة المسرحية المغربية من تأكيد الخصوصية إلى استيعاب النماذج الكونية" للباحثة المغربية فاطمة أكنفر.
- المركز الثالث مكرر: البحث المعنون "تجليات أسطورة عشتار فى الخطاب المسرحى النسوى .. مسرحية أسرار عشتار لحياة الرايس نموذجا" للباحثة المصرية مروة وهدان.
وقال الدكتور حسن اليوسفى: إن المهرجان يتيح الفرصة لاكتشاف طاقات جديدة من الشباب، فالمبادرة تأتى أهميتها من خلال التفاعل ما بين الإبداع والمعرفة بهدف إنتاج وتتبع جماليات جديدة تعمل على ازدهار المسرح العربي.
وأضاف أن تفاعل الشباب مع هذه المسابقة أمر فى غاية الأهمية لأنهم الأمل الذى نحيا عليه، وتنبأ بوجود إشراقات رائعة حول الشباب الذى يبحث بشكل جاد وعلمى فى المسرح العربي.
ووجه الباحث على علاوى الفائز بالمركز الأول الشكر فى كلمته للهيئة العربية للمسرح وأعضاء لجنة التحكيم لسعة صدرهم وتفهمهم ورقى علمهم، وأشار إلى أن بحثه قام على فكرة تجاوز الاحتفالية التى أسس لها الدكتور عبد الكريم برشيد، والتى نالت جانب كبير من الممارسة المسرحية فى الوقت التى لم تلق نفس المستوى على الممارسة النقدية .
و أشار الباحث السودانى محمود حسن الفائز بالمركز الثانى حول بحثه العلمي أن أعادة قراءة التراث من جديد أشبه بالتجريب فى إعادة فك وتركيب قراءة التراث.
وأضاف أنه ارتكز فى بحثه على عينات مسرحية منها على سبيل المثال نص للدكتور يوسف عيدابى كتبه فى ستينيات القرن الماضى ليعيد قراءة وتحليل المسرحية وفق متطلبات العصر الحالى فى صورة الفهم للتراث الآن، بالإضافة إلى نص سأموت فى المنفى للكاتب غنام غنام واستخدم المناهج التاريخية والوصفية التحليلية فى بحثه العلمي.
بينما أشارت الباحثة المصرية مروة وهدان والفائزة بالمركز الثالث مكرر لكونها انطلقت من تيمة المسابقة حيث الاشتباك مع التراث والذى يعد أيضا ميدان تخصصها الأكاديمى، الذى يبحث فى المسرح النسوى فى تعاملها مع مسرحية أسرار عشتار للكاتبة حياة الرايس، اعتمادا على المنهج الأسطورى فى التناول والذى أسس له من قبل كارل يانج والتى تصوغ الأسطورة وفق العقل الجمعى للشعوب.
وأضافت أنها طرحت فى بحثها فكرة المشاركة والحوار ما بين الرجل والمرأة وليس التناول بمبدأ من سيغلب منهما الآخر؛ ولذلك اختارت نموذج أسطورة عشتار لتبرز التحولات الدرامية من العشق إلى الإنتقام فهى تشارك الرجل الفعل وتصنع معه الأسطورة.
وفى ختام الندوة تقدمت اللجنة بالشكر لأكاديمية الفنون للاستضافة الكريمة وشكرت الباحثين، وأوصت بضرورة استمرار المسابقة والعمل على إقامة ورش تقويمية لمناهج البحث والنظريات المسرحية للفائزين من الدورات السابقة واللاحقة سنويا، ويعمل ذلك على تأهيل باحثين شباب من جميع الدول العربية .