القاهرة 03 يناير 2019 الساعة 12:38 م
كتبت: رحمه منصور
أقام أمس المجلس الأعلى للثقافة ندوة عن المفكر الكبير سمير أمين تحت عنوان " سمير أمين .... وتحديات العولمة " قراءة فى أعماله بحضور الدكتور سعيد المصرى الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة ، والدكتور أنور مغيث رئيس المركز القومي للترجمة، والدكتور فاطمة البودي صاحبة دار العين للنشر، والمفكر الكبير حلمي شعراوي، والدكتور مصطفى كامل السيد، وخليل عبدالرازق ، وأدارت اللقاء الدكتورة أماني الطويل.
ووصف الدكتور سعيد المصري المفكر سمير أمين، بأنه علم كبير من أعلام مصر المعاصرة ، له مواقف سياسية ووطنية أيضا تتجاوز الحدود المحلية إلى آفاق عالمية مساندا دائما العدالة والحق فى كل مكان وساند كل الدول الضعيفة ولتوحش العولمة والرأسمالية على العالم
وأضاف أنه أحد المؤسسين الكبار الذين تعلمنا على أيديهم منذ مرحلة مبكرة مشيرا إلى طرحه لنظرية التبعية والتى تسمى الآن بشكل مهذب العولمة، وهى أن تسيطر مراكز النظام العالمى للدول الكبرى "الرأسمالية العالمية" على كل مقدرات الشعوب الأخرى وتفرض نموذجا للتطور الرأسمالى قادر على اللاتكافؤ واللاعدل واللامساواة.
وأكد أنه نموذجا يستحق التقدير لأنه أثرى الفكر الاقتصادى والاجتماعى العالمى بمفاهيم مهمة جدا مازالت حتى اليوم تفضح الرأسمالية المتوحشة، مضيفا أنه كتب عن النظام الرأسمالي على الصعيد العالمي، والتبادل غير المتكافئ، والتطور غير المتكافئ، والطبقة وآلامه فى التاريخ، والمرحلة الانتقالية، والاقتصاد العربي المعاصر، وأزمة الإمبريالية.
وأشار إلى الاهتمام بأعماله التى قدمت لنا فهم جيدا لعالمنا المعاصر ولأسباب تردى أحوالنا وأن نعيد النظر فى تلك الأفكار والمفاهيم التى قدمها ونناقشها .
وأشارت الدكتورة أمانى الطول إلى دور المفكر سمير أمين فى أفريقيا والمجهود الذى بذله لها لأنها من الكتلة التى عانت من التبعية مستشهدة ببعض الحضور من الأفارقة الموجودين بالندوة.
أيضا تحدثت عن دوره فى المعهد الأفريقي للتنمية والتخطيط ودوره الأهم فى إنشاء مجلس العلوم والبحوث الاجتماعية فى دكار بالسنغال، هذه المؤسسة العظيمة والممتدة فى عطاءها فى أفريقيا والعالم ومدى تأثيرها بالربط بين نخب القارة فيما يتعلق بدعم قدرات الطاقة التنموية أو السياسية أو دعم قدرات الفكر السياسى.
ومن جانبه قال الأستاذ حلمى شعراوى رئيس مجلس إدارة مركز الدراسات العربية والأفريقية إن سمير أمين لم يكن رجل غربى فهو ابن بورسعيد وعاش بها عشرين عاما، والداه كلاهما طبيبان تعلما الطب في جامعة " ستراسبورج " في أوائل العشرينات من القرن الماضي ، تعلم فى السوربون وأصدر أهم كتبه عن التراكم الرأسمالى العالمى، ثم انتقل من السربون إلى إفريقيا وعمل رئيس معهد الأمم المتحدة فى دكار بالسنغال، وخلال ذلك كتب أول كتاب له عن الدول الأفريقية أيضا عمل بالمغرب وكتب عنه، أيضا كتب ثلاثة كتب عن ثورة يناير وما بعدها.
وأضاف شعرواي بأن من يقرأ مذكرات سمير أمين في جزئها الأول سوف يري جوانبا من انغماسه في قلب الحياة المصرية جعلته شريكا قويا في تأسيس الحركة الثانية للماركسية في مصر، لم يكن من مدرسة التبعية ولكنه تكلم عنها بشكل آخر بمعنى أنه كان يتبع نظام الرأسماليه العالمية وفى رأيه أن العالم مركز، ومن هنا ظهرت فكرت المركز والأطراف وكأنه يقول أن الأطراف تتبع المركز وهذا غير صحيح فهو يرى أن السنتر الرأسمالى العالمى يحاول دمج الآخرين "المهمشين".
وعن مفهوم سمير أمين للماركسية قال إنه كان يتحاور حول الماركسية والشيوعية وكان وقتها لم يتجاوز العشرين عاما .
وتابع شعرواي بأن تحليله الدائم لخريطة النظم العالمية كان هو الشاغل الدائم له ، فكثيرا ما ألقي بأفكاره وتحليلاته ليفكر ويتدبر مثقفو بلدان الجنوب وحركاتها الوطنية والشعبية .
تحدث الدكتور أنور مغيث مدير المركز القومي للترجمة عن " جاذبية سمير أمين وأين تكمن جاذبيته "، مشيرا إلى أنها جاءت من فكرة لعبد الله العربى حول جاذبية الماركسية التي مال لها الكثير من الشباب العربى المثقف بعد الحرب العالمية الثانية بشكل كبير جدا.
وأشار إلى أن تفسير هذه الجاذبية مع مفكرى النهضه لطفى السيد وطه حسين وحسين هيكل أحدثت مأزق مع الفكر العربى، وهو إما أنا مع الحداثة وأتبع الفكر الغربى أو ضد الغرب لأنهم مستعمرين ولكن سأكون تراثى وسلفى متخلف، ولهذا جاءت الماركسية تمثل حل وسط بين هذين المأزقين فمن الممكن أن أكون معاديا للغرب ومضادا له باعتباره إمبريالي وفى نفس الوقت أتبنى قيم الحداثة وتحرر المرأة.
وأضاف أن سمير أمين من أكبر نقاد الأمبريالية والتي اعتبرها سبب للهدم الذي تم في بعض دول العالم ، ونجده قد طالب الإنسان العربي في معظم أعماله وفكره بضرورة مقاومة الهيمنة الغربية دون أن نغض النظر عن الأجزاء المستنيرة في الفكر الغربي.
وأشار ألى أن سمير أمين من أكثر المفكرين الذين ترجمت كتبهم إلى الصينى والروسى والهندى .
وبدأ الدكتور مصطفى كامل السيد كلمته بالإجابة على التساؤل الذى طرحه الدكتور أنور مغيث حول أسباب جاذبية الدكتور سمير أمين؟، من منطلق تجربته الشخصيه مع الدكتور سمير أمين فى أول لقاء بينهما فى معهد الدراسات الأفريقية بجامعة جينيف، مؤكدا أنه كان يعطى الأساس الاقتصادى لمدرسة التبعية وذكر أن السبب فيما يقال بتخلف دول الجنوب وتقدم دول الشمال هو استغلال دول الجنوب من خلال استملاك العمل مستندا على نظرية فائض القيمة لماركس.
واستكمل قائلا إن سمير أمين أكد أن استغلال دول الجنوب لدول الشمال هو أحد أسباب تخلفها وهو أيضا أحد أسباب تقدمها، مضيفا أن أسلوبه يتسم بالبساطة والأخوية ولهذا عشقه طلبة المعهد من جنسيات متعددة.
وعن أفكار سمير أمين يقول أنها جاءت بعد ثورة الشباب منذ عام 1968 والتى كانت دعوة لتجاوز الرأسمالية وفى نفس الوقت رفض للماركسية الثبوتية، أيضا كانت هذه فترة الثورة الثقافية فى الصين التى أعجب بها وكتب عنها وكانت رفضا للتجربه السفيوتية.
وتحدثت الأستاذة فاطمة البودى عن أعمال سمير أمين، التى تم نشرها فى الدار فى عام 2009 مؤكده على مدى تواضعه ورقيه وتعاونه معهم فى تحرير كتبه، مضيفة أنه كان يقبل النقد من الآخر، وأنه كان مهتما بالأمة العربية دائما.