القاهرة 25 ديسمبر 2018 الساعة 02:43 م
شعر : علي أزحاف - المغرب
حاولت أن أقتفي أثر الصمت وأتبعه أن أمسح أغلب ما أكتبه أن أودع البياض سواد العتمة.. حتى لا أزعج أحدا لكنني لم أستطع.
حاولت أن أشرب كأسا واحدة وأغادر الحانة أتجول في الشوارع مثل مواطن غير حزين كي لا أزعج أحدا لكنني لم استطع.
حاولت أن أكتب قصيدة تتوضأ في الصباح في المساء تحلم بالملائكة وتركع للأصنام والآلهة كي لا أزعج أحدا لكنني لم أستطع.
حاولت أن أغير وجهي وألبس الأقنعة كي أراني في المرآة متفائلا بهذه الحياة كي لا أزعج أحدا لكنني لم استطع.
حاولت أن أنام باكرا على غير العادة أحلم بالورود والفراشات مثل جميع شعراء السعادة.. كي لا أزعج أحدا لكنني لم أستطع.
حاولت أن أحب امرأة بالشكل الذي تريد أن أبعث لها قلبي رسالة حب أو بطاقة بريد كي لا أزعج أحدا لكنني لم أستطع.
حاولت أن أرى الله سلاما العالم واحة حب خضراء الناس فيها سواسية والكراهية صحراء خاوية كي لا أزعج أحدا لكنني لم استطع.
حاولت أن أكون أنا غيري أن أغير خط سيري أن التحق بالقطيع أن أعبر الرصيف نحو آخر الناصية كي لا أزعج أحدا لكنني لم أستطع.
حاولت أن لا أزعج أحدا.. فنسيت نفسي وتعبت أول خطوة ثم انسحبت من الطريق مكتفيا بهدوء اللحظة كي لا أزعج أحدا لكنني لم أستطع.
|