القاهرة 11 نوفمبر 2018 الساعة 02:42 م
د.صلاح فاروق العايدي
نددت مؤسسة «مؤمنون بلا حدود» الفكرية الثقافية بالاعتداء الوحشي الذي تعرض له يونس قنديل أمين عام المؤسسة، من قبل مجهولين اختطفوه لساعات وعذبوه بالأدوات الحادة والحرق، مشيرة إلى التحريض الذي تعرض له قنديل في الأيام الأخيرة. وفي حين لم توجه المنظمة أصابع الاتهام مباشرة إلى جهة ما، فإنها أشارت إلى «حملة التحريض التي تعرض لها الكاتب ، خاصة من قوى الإسلام السياسي، التي وصلت إلى حد تهديده بالقتل».
وعثرت الأجهزة الأمنية ، أمس السبت، على قنديل ، ووُجد في حالة سيئة جراء تعرضه للضرب والتعذيب من مجهولين تعمدوا تشويه ظهره.
وقالت المؤسسة في بيان، إن ثلاثة مسلحين خطفوا قنديل من مركبته في منطقة طبربور (شمال عمّان) وأنزلوه منها بالعنف تحت تهديد السلاح، وأخذوه إلى منطقة نائية وقاموا بضربه بصورة مبرحة ومارسوا عليه أشد أنواع التعذيب الجسدي والنفسي، وتم حرق لسانه وكسر إصبعه والكتابة على ظهره بالسكين، وطلبوا منه التوقف هو والمؤسسة عن النشاط.
وتابعت: قام المعتدون بوضع شيء على رأسه، تبين أنه مصحف وأخبروه بأنهم وضعوا قنبلة موقوتة على رأسه ستنفجر في حال تحرّك بما يمثل تهديداً بالقتل، وبعد عثور الأجهزة الأمنية عليه عقب سبع ساعات من الاختطاف والتعذيب تم نقله من مستشفى إلى آخر نتيجة وجود ارتجاج بالدماغ وما زالت حالته غير مستقرة. وأشارت المؤسسة إلى أنها تعمل في العلن، ودراساتها متاحة على موقعها الإلكتروني، مضيفا: «لا توجد فيها أي إساءة لأحد، إلا أن هناك من لا يعجبه وجود تفكير جديد في الدين. هناك ناس تمارس الوصايا وتحتكر الدين. وأي شخص يحاول التفكير والتعبير عن رأيه يجري رميه بتهم تصل إلى تكفيره». وشددت على أن الاعتداء «لن يثني المؤسسة على مواصلة عملها في المجال الأكاديمي».
وحصدت الواقعة استياء واسعاً على الصعيد الثقافي والفكري والسياسي والشعبي الأردني واتهم مقربون من قنديل أطرافاً في جماعة «الإخوان» وأسماء وُصفت بأنها متشددة وراء ما حصل.
وقد أدان آلاف المثقفين من العالم العربي هذا الاعتداء الوحشي، واعتبروه إنذارا خطيرا بممارسة العنف ضد المفكرين والمثقفين، مما يستوجب موقفا فكريا واضحا وحادا من مثل هذه الممارسات التي تمثل تهديدا ليس فقط لحرية الفكر والتعبير، إنما تمثل تهديدا لأرواح المثقفين والمفكرين.