القاهرة 27 مارس 2018 الساعة 10:21 ص
كتبت: إنجي عبد المنعم
يسعى الفنان أحمد عبد الكريم إلى البحث والتجريب فى مجال الفن التشكيلى ويظهر ذلك فى أعماله التى تختلف من معرض إلى آخر، وفى معرضه الأخير «نهر أزرق وأرض حمراء» في قاعة «الهناجر»، حيث تميزت أعماله التصويرية والمجسمة بأسلوب فني خاص، أوضحت ولعه بالحضارة المصرية القديمة، بأسلوب معاصر.
التقت به «مصر المحروسة» على هامش معرضه الأخير «نهر أزرق وأرض حمراء»، وكان هذا الحوار.
• لماذا أطلقت عنوان «نهر أزرق وأرض حمراء» على معرضك الحالي؟
النيل والصحراء أبجدية الحضور في مصر، فالنيل هو الذي يكتب به مداد دماء المصريين منذ الأزل حتى الآن، فلولا النيل ما كان الإنسان وما كانت جميع الحضارات التي مرت على أرض مصر بداية من الـ Prehistoric art""
ما قبل التاريخ والفن المصري القديم والقبطي والإسلامي وكل هذه الفنون متشابكة ومتلاحقة مع بعضها البعض.
• كيف تناولت فكرة ومضمون وفلسفة المعرض؟
أعتمدت في تقديم مضمون له رؤية تشكيلية مزدوجة بين عنصري"النيل والهرم"، ونفذ الهرم بارتفاع 4 متر بقاعدة 8 متر، على أساس فلسفي في علم الجمال "جذر 2"، وأمامه هرم شفاف مستنير بتكنولوجيا العصر الحديث لون أزرق لون ملكي من أيام الفن المصري القديم، و3 مراكب يمثلون مراكب الشمس في أحجام مختلفة باللون الذهبي ومسجل عليها رموز وعلامات المصرية القديمة، وأهم أربعة رموز بالنسبة لي "ماعت" رمز العدالة، و "السمكة" رمز الخصوبة، و "القلب" رمز الحب، و "الهدهد" رمز الحكمة.
• ماذا عن فكرة العمل المركب في المعرض؟
أضفت لأعمالي التصويرية، "فن تجهيزات في الفراغ" مجسمًا ثلاثيًا الأبعاد داخله الأربعة رموز، له أسس وقيم بنائية متمثلة في الزمان والمكان
والمضمون والموضوع والخامات والإضاءة والموسيقى.
• ماذا تمثل لك الموسيقى كفنان؟
العمل الفني بدون موسيقى هو موسيقى بصرية صامته، ففي معرضي قدمت موسيقى سمعية مصاحبة للمجسم الهرمي من الموسيقى العالمية التي تؤكد خصوصية الهرم وخصوصية الفن المصري القديم.
• كيف تناولت الضوء في هذا العرض؟
الضوء مسلط على الأعمال بشكل احترافي، يؤكد مضمون النيل، ثم هناك توب من القماش يمثل النيل ساقطًا من الضوء الأزرق وعليه بعض المراكب الذهبية الصغيرة.
• ماذا يمثل لك هذا المعرض؟ وماذا هدفت منه؟
هذا المعرض يمثل إضافة لحياتي التشكيلية، لأنه من الأعمال الكبيرة التي لا تهدف إلى ربح، بل هدف إلى تقديم نوع جديد من الفنون المعاصرة على مصر بشكل احترافي وموضوعي، وبدراسة أكاديمية في الشكل والمضمون والموضوع.
• أتت بالتة ألوانك في معرضك الحالي بألوان دافئة ... فهل هي طبيعة ألوانك أم الموضوع فرض هذه الألوان؟
ليس من الممكن تقديم الفن المصري القديم إلا بألوان دافئة، وأيضا حركة الشمس تؤثر فينا من الصباح حتى الغروب وضوء القمر يؤثر فينا منذ البزوغ حتى الاكتمال حتى النهاية.
نحن حضارة الشمس والقمر، قديما عبدوا الشمس والقمر فيما قبل مجئ الإسلام ولذلك لهم دور كبير جدا في الحضارة المصرية القديمة، لأنهم كانوا في رحلة البحث عن وجود الله ومن هم وراء هذه القوة الجميلة التي لن تنقطع وأبدية وسرمدية، وأول من نادى بالتوحيد على الأرض هو "إخناتون".
• إلى أي مدرسة تنتمي؟
لا أنتمي إلى أي اتجاه فني، وأقدم ما أشعر به من دون التقيد بأي أمر، ويقدمني بشكل أكون فخور بنفسي أمام نفسي وأمام الجمهور.
• كونك أكاديمي، هل تقيدت بقواعد وأسس أكاديمية أثرت في ما تقدمه؟
عملي الأكاديمي منذ بداية بحثي في الماجيستير والدكتوراة حول نظم الفن الإسلامي، وحصولي على الأستاذية في الفن المصري القديم، أدركت أن الفنان بدون ثقافة كطائر بدون جناح، وحين يصبح غير مثقف لا يستطيع الحصول على فكرة لتقديمها للمشاهد.. لذلك الثقافة ضرورية وعضوية مع الفنون ولا تعني القراءة والكتابة فقط تعني الارتباط بالمجالات الأخرى كعلوم الفلك والطب والسحر والفيزياء والكيمياء وغيرهم.
• ما دور الفنان في المجتمع من وجهة نظرك كفنان تشكيلي؟
للفنان دور فاعل في المجتمع كي يربط ويجمع بين المجالات المختلفة، ونحن كفنانين ننادي بعضوية العلوم والفنون، وأذكر أنه حاليا توجد دراسة في جامعة حلوان لإنشاء كلية للدراسات البينية أي بين العلوم والفنون في آنٍ واحد.