القاهرة 13 مارس 2018 الساعة 11:23 ص
محمد أبو رحمة
المصريون القداماء أول من اكتشفو أن "القلب منبع جميع الأوعية"
القدماء المصرين أستخدموا الحقنة الشرجية لأول مره فى التاريخ
يعد الطب من أقدم و أشهر علوم مصر القديمة . و قد نشأ هذا العلم لعلاج أمراض نتج بعضها على نحو مباشر عن عوامل الطبيعة و الطقس الخاصة بمصر و من أشهرها أمراض العيون والبلهارسيا مثلاً وغير ذلك من أمراض أخرى مثل : التهابات الحلق و السعال و أمراض الأسنان و الجهاز الهضمى و الصدر و الأورام و الحروق وقد عرف المصريون الأمراض التي تصيب الجهاز الهضمي والعيون والأسنان ، وشخصوها ووضعوا لها الأدوية المناسبة. كما عرفوا تخدير المواضع التي كانت يجري علاجها .
وقد أدركوا كذلك أن القلب هو : " منبع جميع الأوعية"، فحيثما يضع الطبيب يده على أي عضو، أو جزء من أجزاء البدن، يجد حركة القلب المتمثلة في ضربات النبض. ويعلق الدكتور (حسن كمال) على ذلك، فيقول : " فمن هذا يتضح أن المصريين هم أول من عرف مركز القلب، وعلاقته بالأوعية الدموية، وأنهم أول من اكتشف النبض، وعرف سير الأوعية، وأن حركات النبض دليل مرشد للأوعية"
و عن الوقاية من أمراض الجهاز الهضمى يروى المؤرخ الاغريقى هيرودوت ( 450 ق. م. ) أن المصريين القدماء كانوا يستخدمون الحقنة الشرجية لتطهير المعدة و الأمعاء من آثار الطعام إذ كانوا يعتقدون أن الغذاء و عملية الهضم هما منشأ كافة الأمراض . و بناء على هذا التتبع الدقيق نشأ العلاج المتخصص و و صفات الدواء المناسب وصلت لنا مخطوطة و هو ما حرص المصريون على تدوينها و حفظها و نسخها على مر العصور المختلفة .
و من أشهر هذه المخطوطات
: 1- بردية برلين : عثر على هذه البردية في إناء مع بردية أخرى في (سقارة) ، ويقال إنها كانت من نفس الكتب المحفوظة بمكتبة الطبيب (أمحتب) في مدينة (منف) . وقد ذكر (جالينوس) هذه البردية عند حديثه عن "إيزيس" . وذكر أيضا أنها منسوخة عن كتاب قديم يرجع تاريخه إلى الملك (أوديمو) (خليفة الملك مينا – 3200 قبل الميلاد ) . وتحوي هذه البردية وصفات لعلاج أمراض مختلفة ، مثل أورام الثدي والإرهاق أو الإجهاد والحمى وأمراض المعدة والحرق والالتهاب وأمراض العظام ومنع القيء عند الأطفال . ومعظم الأدوية المنصوص عليها في هذه البردية مستخلصة من النبات أو الحيوان
. 2- بردية لندن : بالرغم من صغر حجم هذه البردية ، إلا أنها مليئة بالتعاويذ حتى أن عددها يفوق عدد الوصفات الطبية ، وهي تعاويذ تتلا على العضو المصاب .
3- بردية أيبرس : تتكون هذه البردية من108 صفحات ، و تعد بردية ايبرس أطول بردية طبية عُثر عليها حتى الآن و يبلغ طولها18,63 وتتكون من 880 نصاً اصطفت فى 108 من الأعمدة . وهناك رأي يرجع تاريخها إلى الأسرة الثامنة عشرة ، بينما يرى آخرون أن البردية نهلت من عدة مصادر ، وهي تحتوي على كثير من الوصفات الطبية التي تعالج حوالي 800 حالة مرضية كما أنها تحتوي على الكثير من الوصفات والتعاويذ السحرية
. وتنسب هذه البردية للربة "إيزيس" ، وتتنوع وصفات بردية "أيبرس" بين أدوية لازمة لكل عضو من أعضاء الإنسان ، إلى تعاويذ تتلا عند تجهيز الدواء ، ومن علاج العمى ، إلى تقوية الشعر والعمل على عدم سقوطه ، إلى تهدئة الطفل ، وفي الحالة الأخيرة نرى أن المصريين القدامى عرفوا استخدام الأفيون في المهدئات ، فكان يتم إضافة مقدار منه إلى الدواء لتهدئة طفل يصرخ ، كما استخدموا النعناع في تسهيل عملية الولادة
. ولمنع الشعر من السقوط هناك وصفة طريفة تتكون من : " بذر زيت الكتان المصحون ، زيت مطبوخ ، يوضع في ماء جعة ويدهن ". وللحفاظ على ما تبقى من شعر في رأس صلعاء : " دهن بقرة وحشية ، دهن جاموسة ، دهن تمساح ، دهن قط ، دهن ثعبان ، دهن وعل " . وتدلنا البردية على أن المصريين عرفوا أيضاً وصفات التجميل : " لإزالة الكلف من الوجه: " حب الكندر ، شمع ، زيت طازج ، سعد ، يطحن ناعماً ويضاف إلى عجين ، وتوضع على الوجه كل يوم " . ولترطيب بشرة الوجه : " عصيدة مصنوعة بماء بئر ، يدهن بها كل يوم بعد غسل الوجه " .
كما جاء بها أيضاً الوصفة التالية لعلاج السعال و جفاف الحلق : " ثمرة تين مجففة ، ثمرة بلح ، قليل من الينسون ، ملعقة صغيرة من العسل ، تغطى هذا المكونات بقليل من الماء و تسوى على النار حتى تنضج الثمار الجافة و ينشأ عن ذلك عصير
" 4- بردية هيرست : تم العثور على هذه البردية في دير (البلاص) عام 1901 ، ويبدو أنها كتبت في عهد الملك (أمينوفيس الأول) ، وهي نفس الفترة التاريخية التي كتبت فيها بردية "أيبرس" . وتحتوى هذه البردية على 260 وصفة طبيعية تعالج شتى الأمراض ، من أمراض القلب والبطن وأورام الرأس ، حتى معالجة الكسور وكذلك المسهلات . 5 – بردية اللاهون المعروفة أيضاً ببردية " كاهون " : وقد عثر عليها عام 1889 بالقرب من مدينة اللاهون بالفيوم .
ويرجع تاريخ بردية الكاهون إلى نحو 1850 قبل الميلاد . و ما يميز هذا البردية هو احتواؤها على وصفات لعلاج أمراض النساء و كذلك وصفات لعلاج الحيوان و هو ما يؤكد سبق المصريين فى تأسيس علم الطب البيطرى .