القاهرة 02 يناير 2018 الساعة 09:23 ص
تصوير: محمد علي
كتبت: إنجي عبد المنعم
يسعى الفنان التشكيلي محسن عطيه إلى البحث والتجريب ليقدم أعمالا تشكيلية جديدة مختلفة تناسب العصر الحالي، يحاكي العصر دائمًا بكل ما هو جديد وما يميزه عن غيره من فناني جيله،ففي معرضه الأخير "مغامرات لونية" الذي أقيم بجاليري "العاصمة"، قدم ألوانًا ذات طبيعة خاصة نابعة من "حقل الجواهز" بالإضافة لما قدمه من مخيلته وذاكرته، وترك رموزًا ودلالات راسخة لجذب المُتلقي بإحساس ذي قوة نابعة من داخله.
التقت مجلة «مصر المحروسة»الفنان التشكيلي محسن عطيه، الذي تحدث عن أعماله، ومسيرته وثقافاته فى السطور التالية.
• من أين أتت لك فكرة معرضك الأخير "مغامرات لونية"؟
دوما منذ بداية مشواري وأنا أبحث عن لغة فنية معاصرة،وكل معرض أقدمه له طبيعة وفكرة مختلفة عن ما سبق.
• ما هو الفن المعاصر بالنسبة لك؟
هو فن له طبيعة خاصة، لغة أقرب إلى الطبيعة، أي ترك الشيء كما هو بدون افتعالية، وأقرب إلى التلقائية، وهي عدم افتعال أسلوب أو تقنية بعينها، وترك التقنية تبرز طبيعة الخامة، وإلى الإرتجال والتفاعلية، وتعني صلة قوية بيني وبين العمل الفني، أي أننا متساويين في الأدوار.
• هل هناك ثمة علاقة بين الفن المعاصر والفن الحديث؟
الفن المعاصر يختلف عن الفن الحديث، فالفن الحديث يقوم الفنان فيه بدور المصمم، فيظهر مهارته وأسلوبه وبصمته كـ (بيكاسو وماتيس).
• هل اللوحة تفرض نفسها عليك .. أم العكس؟
الطبيعة هي من تفرض سيطرتها على كلينا، ودوما أعمل على إخراج لوحاتي بطريقة مبسطة نابعة من الخامة والوسيط، وإحداث مفاجئات عفوية من مزج مادتين مختلفتين، كما نجد ذلك في الكهوف مثل كهف ألتاميرا التي أمتازت بألوانها الطبيعية وخصائصها الهيكلية.
• ما هي <<التيمة>> التي تشغلك دائما؟ وكيف تجسدها؟
يشغلني دائما ما يسمى بـ "حقل اللون" أي "حقل الجواهز"، وهو إخراج عمل فني ذي طبيعة خاصة، وبدأت أعمل في هذا الاتجاه حتى فرض الموضوع نفسه فوجدت نفسي أرسم خطوطا تحمل نوعا من الإيجاز والاختزال.
• سافرت وأقمت ما يقرب من خمس سنوات بروسيا.. كيف أستفدت من تلك التجربة؟
خلال سفري ودراستي في السبعينات، ثقلت خبرتي كرسام أكاديمي بسانت بطرسبرج،التي تعلم بها كبار الفنانين العالميين أمثال شاجال وكاندنسكي، فأتقنت التشريح والنسب والمنظور والرسم السريع والبطيء ورسم المجموعات،كما تعلمت أن العالم ليست وجهة نظر واحدة، فهناك العديد من الفلسفات والمدارس والاتجاهات للدراسة، وبعدها نختار ما يناسبنا من اتجاهات وأراء فنية،عكس ما تعلمناه في مصر فترة السبعينات من أفكار متجهة اتجاه محدد في الثقافة.
• من وجهة نظرك كفنان معاصر .. ما هي السمات التي يجب توافرها في الفنان الحقيقي؟
لابد أن يكون صادقًا مع نفسه، وعصري ولديه مرونة، ولديه حرية في الاختيار، وأن يتقبل الفكر الآخر.
• تبدو في أعمالك قوة الخط، فماذا يمثل الخط لك؟
أمارس الخطوطية منذ ثلاثين عاما، إلى أن وصلت منها للاختزال والإيجاز، بالإضافة أن لدي ذاكرة صورية عالية نتيجة رسم متواصل خلال سنين طويلة، فبالخط أستطيع أن أحدث أشكالا عدة متنوعة لإخراج عمل فني متكامل.
• دورك كناقد فني.. هل أثر ذلك بك وبأعمالك الفنية؟
أوضحت ذلك من قبل في كتابي "نقد الفنون"، فأثناء عملية النقد تقف عملية الإبداع، حيث أن الممارسة فيها الجانب الخيالي والجانب اللاشعوري، وجانب من الذاكرة الصورية وجانب الإرادة الإبداعية،أمادوري كناقد، فأناأسترجع المعايير النقدية والخبرات لفنانين عدة، وهناك العديد من الفنانين يعملون نقاد أمثال ليوناردو دافنشي وكاندنسكي وديلاكروا.
• متى تشعر بأنك حققت العمل الفني كما تريد؟
عندما أجد اللوحة وبالأخص "حقل اللون" ظهرت بتلقائية، أما إن ظهرت مفتعلة فأقوم بهدم العمل وبدئه من جديد.
• ماذا عن الخيال والاختزال التي أتسمت بها أعمالك الفنية؟
محاكاة الواقع كما هو لا يمثل فن بالنسبة لي، لذا اتخذت من الخيال والاختزال نمطا أساسيا في جميع أعمالي، حيث قمت بتحويل عناصري وخطوطي وألواني إلى تكوينات متآلفة وصيغ لونية، فدائما وأبدا أحاكي العاطفة من خلال رموز لعناصر نباتية وبشرية وحيوانية.
الفنان محسن عطيه من مواليد القاهرة 1947، حصل على الدكتوراه سنة 1979 في أكاديمية فنون روسيا "معهد ريبين للفنون والعمارة" ، له العديد من المؤلفات والكتب وشارك بالعديد من المعارض الدولية وقام بعمل معارض خاصة وله مقتنيات لدى أفراد ومؤسسات داخل مصر وخارجها.