القاهرة 26 ديسمبر 2017 الساعة 11:00 ص
.. الستائر الممزقة تتحرك، فتد خل كاملة في جوف الغرفة، والولد يراقب من ثغراتهاعمال النظافة الذين لايحضرون إلا في صباح العيد.
بركة الماءالراكد تتوسط الحارة، وأسراب الذباب نهارا والناموس ليلا.النساء يتكومن حول عربة الثوم قبل أن يُجنّ سعره" للخزين يا " ثوم"!".
تطاول الولد حتى رأى شباك "نُصْحِي" وزوجته المحشورة في حريرها وترهلاتها، تهتز مع أقل حركة، اختفيا عبس الولد للرؤية غير المقنعة !! وعاد ينظر لشيش عَصّي ..عنيد.
في الطريق .. الكون فسيح، و هو يستقل عجلة محمود. لا أحد يقف في طريقه. وكل شئ يمر سريعا كالحلم .. والهواء ينظف جوفه من رائحة الشوارع الضيقة التي ضجت بالفقراء .. الكون ملكه وهو يطير بعجلة محمود!.
لم يفطن إلى جوربه الممزق إلا تحت الضوء الغزير. وماذا يهم البنت كانت تُخْفي سيقانها تحت الدكة الرخامية، حتى لا يلمح الطلاء البمبي الذي غطت به قطوع شرابها وتظاهر بأنه لم يرها.هي الأخرى فعلت ذلك ! ولكنه انجذب لجلبابها الجديد المزين بكُلْفَة عريضة بدوران الصدر. لم تقف ناحية الناصية آخر مرة..رغم إنهما تجاوزا الشارع وعيون الجيران.
تناول قطعة الجبن التي رسمت أحبار الجريدة عليها كلمات معكوسة ..تدافعت أفكاره ..لمح الصغار يتراقصون أمام المدخل، يطبقون أيديهم على خميرة الحنة ..راح يمرر الموسى على شاربه النابت، وهو يراقب البنت من جانب آخر، والبنات ينقشن رجليها ويديها. ضجيج الصاحبات يقتحم صوت الراديو الذي رفعه على كتفه والمربوط من المنتصف بإيشارب قديم.