القاهرة 19 ديسمبر 2017 الساعة 09:19 ص
كتبت: إنجي عبد المنعم تصوير: محمد علي
عبر رحلة ما يقرب من نصف قرن ما بين الفن والغطس وتصوير تحت الماء، قدّم الفنان التشكيلي أيمن صلاح طاهر، نجل الفنان الكبير صلاح طاهر، معارض تشكيلية متنوعة، استعرض بها علاقة الإنسان بالآخر خاصة من جوانبه الوجدانية، دونما أن يستند إلى مدرسة بعينها بل ارتكز على يخطر بباله، كذلك اهتم بالتفاصيل والمنمنمات المكونة للموضوع، فجاء عطاؤه الفني زاخرًا، وملهمًا للأجيال اللاحقة.
التقته «مصر المحروسة» في هذا الحوار الذي تحدث فيه عن أعماله، ومسيرته وثقافاته.
• قدمت أول تجاربك في مجال النسيج، فماذا عن هذا المجال؟
حقا، أبتديت مشواري الفني بالنسيج وتعلقت به كثيرًا، فمارسته على مدار 12 عامًا، وكان أول معرض شخصي أعمالًا نسجية.
• تجسد أعمالك علاقة الآخر، فهل تتعمد ذلك أم جاء الموضوع من قبيل المصادفة؟
لم أقصد ذلك قط، ولكن بعد انتهائي من تجربتي وجدتها، فنالت مني القصد فيما بعد.
واذكر قول سارتر: "الجحيم هم الآخرون" والآخرون هم الحب، فالآخر عنصر أساسي في كينونتنا، فثمة علاقة بين الرجل بالأنثى، والعكس بكل المعاني الوجدانية والروحية.
• تربيت في منزل مفعم بالفن منذ نعومة أظافرك .. فهل أثر ذلك منذ الصغر؟
الفن مثله مثل الأكل والشرب والنوم، وسيلة للتعبير عن نفسي.
لن أعيش في جلباب أبي
• هل اتبعت مدرسة والدك الفنان الكبير صلاح طاهر؟
لا، انطلقت عن جلباب أبي، بأسلوب مختلف ولجأت للإختلاف، حيث تعلمت الغطس والملاكمة والتصوير تحت الماء، وأثر ذلك على أسلوبي، تناولت خامات مختلفة كالمعادن والحرير والسلك وغيرهم.
• تناولت الألوان الساخنة في أغلب أعمالك، هل هذا عن قصد؟ وكيف تتعامل معها؟
كوني تعلمت السباحة ومارست التصوير تحت الماء، فقد أثرت البيئة المائية بألوانها الطبيعية المائلة بالساخنة في اختياراتي وأسلوبي.
الفن والسباحة
• لم تقتصر أعمالك على اللوحات الفنية .. فماذا عن أفلامك التسجيلية؟
قدت أفلامًا تسجيلية عدة، منها أفلام تسجيلية عن البحر الأحمر "كنوز راس محمد"، وأفلام أخرى للتليفزيون الأمريكي والأنجليزي، وفيلم "جحيم تحت الماء".
لم يكن يستهويني مدرسة بعينها، فلكل مرحلة فنية أسلوبًا خاصًا
• قدمت في معرضك الأخير بعنوان "الآخر" ما يقرب من 51 عملًا فنيًا اتسمت بالسريالية والتجريدية والتكعيبية، كيف استطعت المزج بينهم؟
جمعت لوحاتي بين المنهج التجريدى والسريالى والتكعيبي، فعكست تأثري بما تركه لي والدي ما يقرب من أربعين ألفا كتابا ما بين الفن والنقد وعلم النفس والفلسفة وبالأخص فلسفة الفن، بجانب ثقافتي الموسيقية والأدبية العريضة والمتأصلة وعشقي للرياضة والملاكمة وتأثري بكمال الأجسام فمنذ طفولتي استمعت لأساطير الموسيقى الكلاسيكية وبيتهوفن وشوبان.
للفن قدسيته الخاصة
• كونك فنان مُمارس، اعتبرت من أعمالك الفنية مصدرًا للربح؟
رفضت ذلك منذ بدايتي للفن، فالفن بالنسبة لي له قدسية خاصة، أما مصدر دخلي فأنا أعمل بالسياحة منذ زمن طويل، كما أقمت العديد من مراكز الغطس.
• من وجهة نظرك ماذا عن الحركة التشكيلية في مصر؟
لدي وقفة لها، فهناك أعمال فنانين غاية في الروعة، وآخرون على النقيض تمامًا، ويرجع ذلك لغياب النقد، فالناقد لا يقل أهمية عن الفنان نفسه، بالإضافة إلى أن تجار الفن يقوموا بتسويق أعمالًا تبعد تماما عن نسبية الفن وتذوقه.
• معرضك الأخير "الآخر" ما يقرب العشرون في المعارض الشخصية، ماذا عن معارضك السابقة؟ وهل هذا المعرض يختلف عنهم في الأسلوب والتناول؟
معرضي الأخير لم يكن يختلف عن ما سبق، فهو سلسلة متواصلة من حيث الفكر والأسلوب، والموضوعات الإنسانية وارتباطها ببعض، فخطوطي تميل لراقصات الباليه ببساطة حركاتها وتمايلها.
• عشقك للسباحة وتصوير تحت الماء أتاح لك الفرصة أن تؤلف كتبا، ماذا كتبت؟
ألف العديد من الكتب، أغلبها عن سيناء تحت الماء وفوق الماء والصحراء " Sinai the people and site " وتم طباعته في ايطاليا 1997، وأخذ وقتها المركز الأول.
أيمن صلاح طاهر تخرج فى كلية الفنون الجميلة عام 1970 قسم الديكور، ونال العديد من الجوائز خلال مشواره الفني، شارك في العديد من المعارض الجماعية والفردية بمناطق عدة ببروكس وكاليفورنيا وامريكا ومصر ولندن، وأحب أيمن السفر والترحال، فسافر إلى أماكن غير مطروقة منها التبت في الهمالايا والقطب الجنوبي وتاهيتي، وساعده ذلك في تكوين شخصيته الفنية.