القاهرة 21 نوفمبر 2017 الساعة 10:34 ص
بقلم: ميرفت عياد
بنى قصر الشناوى محمد بك الشناوى (العضو البارز بمجلس النواب وعضو حزب الوفد) عام 1928 بواسطة نخبة متميزة من المهندسين والعمال الإيطاليين ونال مالك القصر محمد بك الشناوى شهادة من رئيس دولة إيطاليا (موسولينى) عام 1931م تؤكد على أن قصره من أفضل القصور التى شيدت على الطراز الإيطالى خارج إيطاليا ،ولأهمية هذا القصر الأثرية والتاريخية تفقد الدكتور محمد عبد اللطيف مساعد وزير الآثار ورئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية قصر الشناوي الأثري
و أوضح د. عبد الطيف أن أعمال مشروع ترميم القصر كانت قد توقفت منذ عام 2011 وجاءت تلك الزيارة لتذليل جميع العقبات التي تحول دون استكمال أعمال المشروع حيث تم حصر جميع العقبات و المعوقات التي تحول دون أعمال مشروع الترميم بالتنسيق مع قطاع المشروعات بالوزارة كما تم تكليف الشركة المنفذة للمشروع بإنهاء جميع الإجراءات المعطلة لاستئناف العمل مرة أخري خلال الفترة القليلة المقبلة.
يروى قصر الشناوى الكثير عن تاريخ مصر فقد استضاف القصر الملك فاروق ، كما عرف بقصر الأمة لأنه استضاف سعد باشا زغلول، ونزل به مصطفى النحاس باشا مرات عديدة وأحيت به الفنانة أم كلثوم حفلة فنية، وكذلك الفنان الموسيقار محمد عبد الوهاب.
ويتكون القصر من دور أرضى وأول بالإضافة للبدروم، يتوسط مبنى القصر حديقة تحتوى على أشجار نادرة ومتنوعة ونافورة تراثية تقع بالحديقة الخلفية للقصر. قديماً، كانت توجد ملاعب تنس ملحقة بالقصر، إلا أنه فى التسعينيات من القرن الماضى، قام ملاك القصر باقتطاع الملاعب من مساحة الحديقة وبيعها لأحد الشركات الاستثمارية التى قامت ببناء مشروع تجارى سكنى قطع الإطلالة المميزة المباشرة لحديقة القصر على نهر النيل، والتى كان يتمتع بها قبل بناء السد العالى وانحسار النيل فى الستينيات من القرن الماضى، وتنتمى واجهات القصر للعمارة الأوروبية فلها بعض ملامح عمارة البحر المتوسط يتضح ذلك من تكوين الكتلة والزخارف الجصية الرائعة التى تزين الواجهات الأربعة للقصر.
وبالرغم من قيام وزارة الثقافة والمجلس الأعلى للآثار بشراء قصر محمد بك الشناوى، الذى يقع فى أجمل موقع بشارع الجمهورية بمدينة المنصورة منذ نحو 10 سنوات بهدف تحويله إلى متحف قومى بمحافظة الدقهلية يضم القطع الأثرية المستخرجة من التلال الأثرية بالمحافظة والتى تنتمى إلى كل العصور التاريخية، إلا أن هذا القصر المشيد نادر الجمال طالته يد الإهمال، ومن هنا تسعى وزارة الآثار جاهده إلي إعادة القصر إلي رونقة وبهاؤه والحفاظ عليه كتحفة معمارية فريدة ليكون مزاراً سياحياً ، والعمل علي وضع مدينة المنصورة علي خريطة السياحة المصرية.
المنصورة .. جزيرة الورد
تقع المنصورة عاصمة محافظة الدقهلية على الضفة الشرقية لنهر النيل أنشأها الملك الكامل محمد بن الملك العادل من ملوك الدولة الأيوبية عام 616 هـ ـ 1219م وكان يطلق عليها اسم "جزيرة الورد" لأنها كانت محاطة بالمياه من ثلاث جهات وكانت بها أكبر حدائق ورد في مصر، و سميت بالمنصورة بعد النصر الذي حققه الشعب المصري على الحملة الصليبية السابعة بقيادة لويس التاسع الفرنسي.
ظهرت أول خريطة لمدينة المنصورة في نهاية القرن التاسع عشر (سنة 1887م) ويتضح منها أن العمران كان مقصوراً على الرقعة المحصورة ما بين نهر النيل شمالاً والمدافن القديمة (الساحة الشعبية حالياً).
المناطق السياحية
وتتميز محافظة الدقهلية بالعديد من المناطق السياحية منها مصيف جمصة وهو أحد المصايف المتميزة على مستوى الجمهورية ويعتبر مصيف جمصة من أروع مصايف الجمهورية حيث يمتاز بمياهه الصافية وانخفاض نسبة الرطوبة ورماله الناعمة وارتفاع نسبة اليود ويقع في شمال الدقهلية بامتداد 7.5 ك على ساحل البحر المتوسط وهو أقرب المصايف إلى مدينة القاهرة ، ويتميز المصيف بمبانيه ذات التراث المعماري الرفيع وهى مزوده بكافة ما يحتاجه المصطاف من أثاث وأدوات بحر.
بحيرة المنزلة: تتميز بحيرة المنزلة بانتشار مجموعة من الجزر أهمها جزيرة ابن سلام وتضم ضريح الصحابي الجليل عبد الله بن سلام حيث يفد إليها أعداد كبيرة من الزائرين كما تتميز البحيرة بغناها بالثروة السمكية والطيور المهاجرة إليها من مختلف الأنواع ويتم الآن دراسة استغلالها سياحياً.
جزيرة الورد: وهى عبارة عن جزيرة على نهر النيل في مواجهة مدينة المنصورة تبلغ مساحتها حوالي 30 فدان عبارة عن حدائق ومسطحات خضراء وأصبحت منطقة جذب سياحي هام بمدينة المنصورة على المستوى المحلى والعالمي.
حديقة الحيوان: وتقع بحي توريل بالمنصورة وتمتد على مساحة خضراء مقسمة 12257 م2 عبارة عن مسطحات بين أحواض للزهور وأقفاص وبيوت للحيوانات والطيور بمختلف أنواعها وقد تم تطويرها وتزويدها بمجموعات إضافية من الحيوانات بالتبادل مع حديقة حيوان الجيزة.
المناطق الأثرية
توجد بمحافظة الدقهلية مناطق أثرية عديدة تمثل حضارة طويلة من تاريخ مصر في مختلف العصور وقد جرت أعمال التنقيب والبحث عن الآثار بتلك المناطق ، حيث يأتي في البداية قصر الإسكندر الذي يقع بحي المختلط بالمنصورة والذي عرف بالقصر الأحمر نسبةً لجدرانه المطلية باللون الأحمر ويتميز بطرازه المعماري الفريد الذي ينتمي للطراز القوطي والذي عادة ما يرتبط ببناء الكنائس في أوربا ويعتبر قصر اسكندر واحد من القصور القليلة على مستوى مصر التي بنيت على هذا الطراز ويتميز القصر ببرجه الذي يغطيه قرميد قشري (على هيئة قشور السمك) ، إلا إن القصرأصبح مهملا واحاطته القمامة من كل اتجاه ،وقد شيد القصر الخواجة "الفريد جبور" عام 1920 ثم اشتراه "اسكندر افندي حنا " عام 1934 وكان تحيط به حديقة من أربع جهات وقام ملاك القصر في التسعينيات ببيع القصر لأحد سماسرة الأراضي الذي قام بتخريبه وفك نوافذه أسوار بلكوناته تمهيدا لهدمه إلا إن المحافظة لم توافق على الهدم نظرا لقيمته.
مرساة قصر الخديوي إسماعيل
تقع مرساة قصر الخديوي إسماعيل "مبنى الحزب الوطنى " في شارع الجمهورية على كورنيش النيل بمنطقة المختلط على بعد عشرات الأمتار من مبنى محافظة الدقهلية وكان قديما سرايا ملحقة لقصر الخديوى إسماعيل باشا وكانت هذه السرايا لغرض استقبال الشخصيات الحكومية التي تأتى لزيارة مدينة المنصورة وكانت هذه السرايا تقوم بوظيفتها حتى عام 1870 م ثم صدر الأمر بتحويلها إلى محكمة الإسماعلية نسبه إلى الخديوى إسماعيل ثم تحولت نصف مساحته إلى مقر للحزب الاشتراكي في عهد السادات ثم مقر للمجلس الشعبى المحلى لمركز ومدينة المنصورة ثم إلى مقر الحزب الوطنى حتى جاءت ثورة 25 يناير وتم احراق مقر الحزب ودمر تماما ودمرت بجانبه مكتبة المنصورة التاريخية التي كانت تضم أعظم وأعرق الكتب التاريخية والتي لا تقدر بثمن وظلت بعد فترة مطالب الثوار والنشطاء السياسيين بإرجاع هذا المبنى إلى تاريخيه وأصله الأثرى .
تلال مدينة السنبلاوين
كما توجد منطقة أثرية تبعد 8 كم شمال غرب مدينة السنبلاوين وتجمع بين منطقتين أثريتين متجاورتين هما: تل الربع وتل تمى الامديد
ويعرف تل الربع بأنه أطلال مدينة منديس (كانت تمسى في العصور الوسطى تل المندر) وتسمى في أيام الفراعنة (وت) ، وعثر في هذا النيل على أحجار معابد من أيام رمسيس الثاني وابنه كما عثر أيضا على أسماء ملوك من الأسرات 21 ، 22 ، 26، وأهم ما فيها الآن اثر ضخم من قطعة واحدة من حجر الجرانيت .
أما تل تمى الأمديد فقد سمى باليونانية (ثمويس) ويسمى أيضا تل ابن سلام وقد عثر فيه على آثار من عهود مختلفة لأن المدينة لعبت دوراً هاماً في جميع عصور التاريخ وبخاصة في العصر المتأخر هي وجارتها (منديس) التي كان منها ملوك الأسرة 21.
أهم المزارات الدينية
يعد مسجد الموافي من أشهر المساجد بمدينة المنصورة أسسه الملك الصالح (نجم الدين أيوب عام 583 هـ - 1998م ) وكان مسجداً صغيراً إلى أن نزل به الشيخ عبد الله الموافي فنسب إليه وأصبح معهداً دينياً تنعقد فيه المحاضرات الدينية والحلقات الدراسية بمعرفة كبار العلماء بالدلتا.
يرجع تاريخ مسجد ومئذنة الغمرى الأثرية بميت غمر إلى العصر المملوكي وهى ذات طراز فريد في نوعها حيث لا يوجد له مثيل في الدلتا وهى تشبه في طرازها مئذنة زاوية الهنود بالجامع الأزهر في القاهرة والتي ترجع إلى نفس العصر أما المسجد نفسه فقد زالت معالمه ويعاد الآن بناء المسجد من جديد.
أما مسجد محمد بن أبى بكر الصديق فيقع بميت دمسيس مركز أجا وتتعانق مئذنة المسجد مع برج كنيسة مارجرجس في تآخى وتحاب
وتقع كنيسة القديس مارجرجس بميت دمسيس مركز أجا وهى تتكون من مبنيين أحدهما يرجع إلى أكثر من 1600 عام والآخر الحديث إلى 120 عام .
أما دير القديسة دميانة فيقع في قرية دميانة مركز بلقاس ويعتبر مزارا هاماً للمسيحيين ويضم الدير خمس كنائس منها كنيسة أثرية على الطراز القوطى اكتشفت في أواخر عام 1947 ودير للراهبات ، كما يضم مقبرة للأساقفة ، ويحتفل بمولد القديسة دميانة في الفترة من 8 إلى 22 مايو من كل عام .