القاهرة 11 اكتوبر 2017 الساعة 01:38 م
لم يثبت على مدار التاريخ أن للشخصية نمط ثابت أو أن الشخصية ثابتة فى جميع أحوالها لا تتغير . بل بالعكس أن أى شخصية تتغير بتغير المواقع والأزمان بل وبتغير المراحل العمرية التى تمربها الأمم , فكل المؤرخين لا ينفكون يتمسكون بما يسمى دورة حياة الشعوب والأمم ,,,,
وفى كل مرحلة من مراحل تاريخ أى أمه نرى بزوغ صفة أو سمة جديدة طرأت على المكون السيكوسسيولوجى لهذه الأمة أو تلك الجماعة ,فالسمات النفسية للأمة الألمانية فى الرايخ الألمانى الأول تختلف عنها فى الرايخ الألمانى الثانى,, تختلف عنها فى العصر الحديث بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ,,بل تختلف كذلك بعد تحطم سور برلين وتوحد المانيا الشرقية مع المانيا الغربية بعد أن وضع بينهم الحاجز النفسى لسور برلين ,,,
تختلف مجموعة التطلعات والطموحات فى كل مرحلة عن الأخرى كما تختلف السمات التعليمية التى على إثرها يتم قياس مجموعة السمات النفسية التى ترتبط بالطموحات لدى الأفراد والأنظمة والمؤسسات ,فكلما ارتفعت نسبة الأمية قلت مجموعة التطلعات وكلما ارتفعت مستويات التعليم ارتفع سقف الطموحات لدى الأفراد والأمة والهيئات والمؤسسات ومجتمعات المجتمع المدنى
والأمة اليابانية التى كانت تسمع وتطيع للملك كما لوكان إلها يعبد بعد أن ضربت بالقنبلة الذرية وتحطمت بها جزيرتى هيروشيما ونجازاكى لم يعد الملك هو كما كان ,,بل تحررت الأمة اليابانبة من كل القيود الملكية والقيود النفسية والاجتماعية وتحولت التطلعات إلى وجهة قومية تنازع العالم كله على القمة كما تحولت كثير من الأمم التى تحتل الشعوب الفقيرة إلى أمم تسيطرعلى الشعوب الفقيرة سيطرة اقتصادية وتحولها إلى أسواق لمنتجاتها .مثل هذه التحولات ناتجة عن تحولات فى الرؤية نتيجة نضج الشخصية وتطور أدواتها الذهنية والإستراتيجية
وبتطور وارتفاع مستوى التعليم حيث انخفضت نسبة الأمية من70 %إلى 45% وارتفع مستوى التعليم والمتعلمين دخلت إلى مكونات الشخصية المصرية عناصر ثقافية جديدة أضف إلى ذلك , خروج مصر من الحالة الملكية إلى الحالة الجمهورية ,,واختفاء عناصر ثقافية ,,, وألفاظ ,,, ومصطلحات ثقافية كالباشا والبيك والملك وهى عناصر لها أغلب الأثر فى مكون الشخصية ودخول عناصر ثقافية جديدة كالرئيس والشعب والجماهير وهى عناصر لها تأثير خاص فى الشخصية المصرية
لم يعد السمع والطاعة جزء من مركب الشخصية المصرية برغم كل المحاولات الأمنية المتلاحقة لإرغام الكل على السير فى فلك النظام ,,وحين ظن البعض استتباب المواقف وتوقعوا إليه رد الفعل ,,,كانت ثورة 25 يناير التى قلبت موازين معرفتنا بالشخصية ,,فكان أول من استجاب لللاضراب فى أحداث هذه الثورة سائقو الميكروباص الذين أثاروا السلامة وجلسوا فى بيوتهم فسقط النظام الفاسد واضحوا جزء لا يتجزأ من أحداث عظيمة غيرت الواقع حتى اليوم الكثير لا يعرف عنها شىء ولا يعرف مثل هذه الأحداث إلا من عاشها وعاينها عيانا
وتبقى الشخصية المصرية فى محاولاتها للتخلص من السمع والطاعة ومحاولات الخروج من مأزق التبعية ,,,,,,,