القاهرة 03 اكتوبر 2017 الساعة 12:33 م
المحرر الثقافي ـ المغرب
عن منشورات المؤسسة العربية للدراسات والنشر، صدرت الطبعة الأولى، عام 2017، من كتاب "التصوف الإسلامي: نحو رؤية وسطية" للناقد والمفكر المغربي الدكتور خالد التوزاني، يركز فيه على منهج العِرفان الصوفي في إصلاح الباطن ليفيض على الظاهر بالخير والنقاء، خاصة في ظل تزايد الانفلات الأخلاقي والهدر القيمي وانتهاك الحرمات، وعلى رأسها قداسة الإنسان الذي أصبح دمه مستباحا، ومن ثمَّ، لا يوجد متّسع من الوقت في نظر مؤلف هذا الكتاب لتأخير العمل التزكوي للنفوس وبناء برامج للتنمية البشرية تقوم على إعطاء الأولوية للعقل والقلب والروح، باعتبارها أجهزة حساسة ترتبط بها كل الحواس والجوارح الأخرى.
وفيه يرى الكاتب أن الوسطية والاعتدال تعتبر من أهم خصوصيات الإسلام، في حين يعتبر التطرف والتشدد من أبرز ما اتُهم به الصوفية، فمن المعروف تاريخيا أنه لم تتعرض فئة لإصدار أحكام قيمة سلبية في حقها أكثر من الصوفية. ولذلك، فإن الوسطية والصوفية لا يجتمعان عند كثير من الناس، وهو ما قد يشكل حيفا وتعسفا في حق القوم، وخاصة بعض الأولياء والعلماء الذين اشتهروا بالفقه وضبط العلوم، وإدراك مراتب الاجتهاد في الأدب والفضائل والأخلاق، ولم تشذ حياتهم اليومية عن قاعدة الوسطية والاعتدال التي جاء بها الإسلام، من هنا، تنبع الحاجة للبحث في إشكال الوسطية والاعتدال عند المتصوفة، وذلك وفق رؤية وسطية منصفة للتراث الصوفي وفي الآن ذاته تقدّم قراءة نقدية لهذا الموروث الروحي، من أجل اقتراح اندماج ممكن للتصوف في عالم اليوم.
الجدير بالذكر أن الدكتور خالد التوزاني، صدر له عددا من المؤلفات المشهورة، ومنها كتاب الرحلة وفتنة العجيب: بين الكتابة والتلقي، الذي نال جائزة ابن بطوطة للأدب الجغرافي للعام 2016، وأيضا كتاب: الرواية العجائبية في الأدب المغربي المعاصر: دراسة نفسية اجتماعية، وكتاب: أدب العجيب في الثقافتين العربية والغربية، وله عدة مقالات منشورة في مجلات علمية محكمة، كما حصل على جوائز في النقد الأدبي منها: جائزة أحمد مفدي للدراسات النقدية بالمغرب، وجائزة الاستحقاق العلمي من مؤسسة ناجي نعمان العالمية للأدب بلبنان.