القاهرة 03 اكتوبر 2017 الساعة 11:11 ص
قالت السمكة العجوز:
ابقوا انتم
أما أنا فلم اعد احتمل الخوف
لقد أتممت واجبى نحوكم
ولم يعد لى غير حلم صغير..
حلم بناء كوخ من العشب الطرى..
أعلى جزيرة القرصان
تأتى إليه الفراشات البيضاء كل يوم
محملة بأغانى أصدقائى الصيادين القدامى
تخرج الثعابين والضفادع والسحالى وربما الدرافيل
نرقص جميعا فيذهب الخوف بعيدا بعيدا
صدقونى كما تصدقوا العصافير
تلك التى علمتنى الفرار كلما أشتد الخوف
هل تذكرون يوم هربت من الحوت الكبير؟
يومها نزلت إلى أسفل أسفل أسفل..
حتى غصت فى قاع البحر
خبئتنى الطحالب والمحار والأصداف
ظللت لساعات فى رعب شديد
أراقب فمه الضخم
حين يفتحه.. أرى
بقايا كائنات تتطاير نحو نفق مخيف
أخيرا نجوت..
مغامرة كبرى أن تنجو من ذى الأسنان الفولاذية
تلك التى تلمع كالنجوم وتجذبنا إليها
حاولت خداعى كثيرا ببريقها
.. قاومتها
لكنى كل مرة كنت أرى أسراب من الأسماك
تهوى نحو هذا النفق
أزداد رعبا..
يومها قررت أن اترك هذا العالم المفترس
اخبرتكم بذلك
لكنكم أردتم الحياة هناك
رتبت لكم كل شيء كل شيء ..
فقط هو الخوف
الذى لم أستطع ترتيبه
الخوف الذى يلاحقنا جميعا.