القاهرة 22 اغسطس 2017 الساعة 09:32 ص
ماذا تفعل الأم في ظل سطوة الصورة لكي تربط طفلها بالكتاب المقروء ماذا لديها في مواجهة قنواتهم التليفزيونية المتعددة و أجهزة التليفون المختلفة ؟ صمت يهجم على عقلنا و نحن نحاول أن نجيب على هذا السؤال بل ارتباك وحيرة أيضا. ماذا لدينا حقا كي نقاوم كل ذلك أو على الأقل نقاوم جزءا منه؟ الحق أن لدينا الكثير رغم قتامة الصورة سنتكلف بعض المال لكنا سنربح الصورة الذهنية الإيجابية للكتاب ضمن صور علاقات الطفل المحببة .
سنربح نظرة إيجابية له لأنه سيكون مرتبطا بذكرياته الدافئة في حضن أمه كل ليلة قبل النوم وشعوره بالأمان و الرضا ومعاملته كأمير بمملكة طفولته. سنربح ذكرياته مع صوت الأم الذي طالما حمله على أجنحة الخيال إلى سماء بعيدة يرعى فيها فراشات و يتقافز بين خيوط الشمس. لقد أكدت الأبحاث أن الطفل يكون علاقته مع البيئة و الأشخاص من حوله بعد ولادته عن طريق الصوت و الرائحة قبل الرؤية حتى أمه و أبيه .
و أن الرضيع يستطيع أن يتفاعل جيدا مع الحكي جيدا ، فهو يتأمل تلون صوت الأم بمشاعر الشخصيات في الفرح أو الحيرة أو الخوف أو الانتصار.و أن القصة التي تناسبه في هذه المرحلة لا يجب أن تزيد مدة حكيها عن دقيقتين. تزيد إلى خمس دقائق عند بلوغه الثالثة من العمر. أما حين يصل إلى الخامسة فتكون قدرته على الاستيعاب قد تحسنت كثيرا و تستطيع الأم أن تزيد مدة الحكي إلى عشر دقائق .
و في سن السادسة يمكن أن تصل المدة إلى ربع الساعة دونما خوف من انصراف الطفل. فهو يكون شغوفا في هذه السن بالقصص الخيالية و الهزلية و يتفاعل معها بشكل كبير. إن احتضان الأم لطفلها أثناء القراءة له يجعله متحفزا لقبول كل ما تقوله و مشاركتها فيه بإيماءة أو ابتسامة حتى يتعلم الكلام فيزيد تفاعله بكلمة أو اثنتين بحسب حصيلته اللغوية التى يستطيع أن يتكلم فيتعلم كيف يعبر عن مشاعره و كيف يكون رأيا فيما يسمع. بل كيف يكون محاورا ماهرا فيما بعد. كل ما علينا لكي نحقق ذلك هو أن نشتري له الكتاب الذي يتعامل معه في يومه بشكل عادي كواحدة من ألعابه المسلية . الكتاب الذي يلمسه بأمان .أو يضعه في فمه أو يسكب عليه الماء وهو يلعب .
الكتاب الذي يلمس فيه صور الحيوانات بأصابعه فتصدر الأصوات الخاصة بها. أو تبرز أمامه واقفة وهو يقلب صفحاته فيما يعرف بكتب البوب آب أو الكتب المصنوعة من القماش القابل للغسيل. هناك العديد من الكتب التفاعلية الرائعة أيضا، مثل الكتب التي تترك لقارئها الصغير أماكن ليجيب فيها عن أسئلة مرتبطة بالألوان و الأصوت الموجودة بالحكايات هكذا يرتبط الطفل بالكتاب.ثم تتدرج علاقته به و تتنامى وفقا لفئته العمرية ووفقا لاهتماماته إلى أن يصبح هذا الارتباط جزءا من شخصيته .
هناك الكثير من الجهد يجب أن نبذله في انتقاء الكتب و الكثير من الوقت يجب أن نقضيه في الحكي و الحوار ، و الكثير الكثير من الدولة لتحسين صناعة الكتب خاصة للسن الصغيرة حتى ترقى إلى المستوى العالمي لمثيلاتها في الدول المتقدمة.