القاهرة 08 اغسطس 2017 الساعة 11:01 ص
حقاً إنني أعيش في زمن أسود!
الكلمة التي لا ضرر منها تعد كلمة حمقاء
الجبهة المصقولة تدل علي التبلد
والذي ما زال يضحك
لم يسمع بعد بالنبأ المخيف.
أي زمن هذا؟
قالها بريخت قبل زمن بعيد ..... فهل تغير مفهوم كلمته الان ؟؟؟
تعريفيه ليست بالجديد
بريشت من أهم كتاب المسرح في ألمانيا قبل عام 1933. ولكن بعد استيلاء هتلر على الحكم، واضطهاده اليهود, وإحراقه كتب الأدباء الذين لا ينتهجون نهجا نازيا, هرب من ألمانيا إلى الدانمارك, وعاش فيها في الفترة بين عامي 1933 و 1939. ثم هرب إلى أمريكا حيث اجتاحت القوات النازية الدانمارك. وكتب في أمريكا أهم أعماله, منها نظريته عن المسرح الملحمي, التي نشرها عام 1948, بعنوان الأرجانون الصغير للمسرح.
. ومذهبه في المسرح الذي يقوم على فكرة أن المشاهد هو العنصر الأهم في تكوين العمل المسرحي, فمن اجله تكتب المسرحية, حتى تثير لديه التأمل والتفكير في الواقع, واتخاذ موقف ورأي من القضية المتناولة في العمل المسرحي. ومن أهم أساليبه في كتابة المسرحية:
هدم الجدار الرابع : ويقصد به جعل المشاهد مشاركا في العمل المسرحي, واعتباره العنصر الأهم في كتابة المسرحية. والجدار الرابع معناه أن خشبة المسرح التي يقف عليها الممثلون, ويقومون بأدوارهم، هي تشبه غرفة من ثلاثة جدران, والجدار الرابع هو جدار وهمي وهو الذي يقابل الجمهور.
التغريب : ويقصد به تغريب الأحداث اليومية العادية, أي جعلها غريبة ومثيرة للدهشة, وباعثة على التأمل والتفكير.
المزج بين الوعظ والتسلية, أو بين التحريض السياسي وبين السخرية الكوميدية.
استخدام مشاهد متفرقة : فبعض مسرحياته تتكون من مشاهد متفرقة, تقع أحداثها في أزمنة مختلفة, ولا يربط بينها غير الخيط العام للمسرحية. كما في مسرحية "الخوف والبؤس في الرايخ الثالث" 1938. فقد كتبها في مشاهد متفرقة تصب كلها في وصف الوضع العام لألمانيا في عهد هتلر, وما فيه من القمع والطغيان والسوداوية التي ينبأ بحدوث كارثة ما.
استخدام أغنيات بين المشاهد وذلك كنوع من المزج بين التحريض والتسلية.
صحيح أنني ما زلت أحصل علي راتبي
لكن صدقوني, ليس هذا إلا بمحض الصدفة
إذ لا شيء مما أعمله
يسوغ لي أن اكل حتي أشبع
صدفة أنني ما زلت علي قيد الحياة
ان ساء حظي فسوف أضيع
يقولون لي: كل واشرب
وافرح بما لديك
لكن كيف يمكنني أن اكل واشرب
وأنا أنتزع لقمتي من أفواه الجائعين
والكاس التي اشربها
ممن يعانون الظمأ؟
هذا التعريف التقديمي يعطينا ملمحا اساسيا في كيفيه الولوج لشخصية عبقرية فنية أثرت المسرح وغيرت من اتجاهاته الكثير ....
إن حياة بريخت فى الحقيقة مليئة بالأحداث الغنية التي تدفعنا لأن ندقق عن قرب فى التغييرات الهامة التى أضافها هذا الفنان للمسرح، والتي مع الوقت أحدثت ثورة حقيقية في مفهوم الجماير عن العلاقة بين الفن والسياسة وعن وظيفة المسرح السياسي وما يقدمه من مضامين تدفع إلى الحركة والتغيير. إن بريخت في سعية لتسييس المسرح قد أحدث ثورة به، وهذا يعتبر من التحديات التى واجهت حينذاك وما زالت، المفهوم التقليدى لما يجب أن يقدمه المسرح والفن والسياسة مرتبطان بشكل وثيق، وأن الحمهور يمكن أن يتأمل واقعه السياسي ويتفاعل معه ويشعر بالدافع لتغييره من خلال الإبداع الفنى بشتى صوره.
تلك في نظرهم هي الحكمة.
غير أنني لا اقدر علي هذا:
حقاً, إنني أعيش في زمن أسود
جئت إلي هذه المدن في زمن الفوضي
وكان الجوع في كل مكان
عشت مع الناس في زمن الثورة
وثرت معهم.
وهكذا انقضي عمري
الذي قدر لي علي هذه الأرض.
التحول السياسي في حياه بريخت
مع نهايات العشرينات، زاد إنتقاد بريخت لمساوئ المجتمع الرأسمالي. ففى مسرحيته صعود وسقوط مدينة ماهوجني (1929)، يتعرض البطل بول إيكرمان للإعدام لأنه لم يستطع تسديد ديونه. ولكن بريخت لم يكن يريد أن يشفق الجمهور على البطل ، بل أراد شيئًا اَخر، ولذلك فقد كتب بخط عريض على لوحة علقها خلف خشبة المسرح: "إن الكثيرين منكم ربما يشهدون إعدام بول إيكرامان باشمئزاز. ولكنكم أيضًا فى رأينا غير مستعدون لأن تدفعوا له ديونه، حيث أن المال أصبح شيئًا غاليًا جدًا فى عصرنا هذا." لقد أراد بريخت بذلك أن يصدم الجمهور ويواجهه بحقيقة الواقع المخيف ليدفعه للتفكير في كل هذه الأمور وليس فقط ليثير لديه مشاعر الأشمئزاز والتعاطف والشفقة. إن الكتاب قد عبرفي هذه المسرحية وأيضًا فى مسرحية أوبرا الثلاث قروش(1928) عن أمراض المجتمع الرأسمالي حيث صوره على أنه مدينة كبيرة للدعارة بها كل شئ معروضًا للبيع، مما جعل الجريمة الأساسية فى هذه المدينة هى قلة المال!
ومع ذلك فما زلت اكل واشرب!
نفسي تشتاق أن أكون حكيما
الكتب القديمة تصف لنا من هو الحكيم:
هو الذي يعيش بعيدا عن صراعات هذا العالم
ويقضي عمره القصير بلا خوف أو قلق.
العنف يتجنبه
والشر يقابله بالخير.
إن المسرحيات الأولى لبريخت مثل بال" بعل " (1918)، وطبول الليل (1918)، وفى غابة المدن (1923)، والإنسان هو الإنسان (1925)، وغيرهم تعكس الإتجاه العبثي عند بريخت فى ذلك الوقت المبكر من حياته، فهو قد عاصر الحرب العالمية الأولى بكل أهوالها وشهد التغيرات الإجتماعية والإقتصادية التي تحدث في بلده وفي العالم، كما شهد بداية صعود النازية. كل هذا جعله يؤمن بأن الحياة هي نوع من العبث وأنه لا يوجد أي نوع من النظام في هذا العالم المفكك. ولذلك، فهو قد عُرف بنقده اللاذع لكل مظاهر الحياة البرجوازية السطحية وصعود طبقة "الأغنياء الجدد" فى بلاده، والنفاق والانحطاط الذي يعيشون فيه. كما هاجم بريخت بقسوة إنعكاسات عصر الاَلة على الإنسان مثله فى ذلك الكتاب الحداثيين في ذلك الوقت. وفي مسرحيته "الإنسان هو الإنسان" يكشف بريخت عن العوامل والضغوط التي تجعل الإنسان يتصرف كالاَلة بطريقة خارجة عن سيطرته، ولكن على الرغم من ذلك، فربما تكون هناك فرصة للتغيير.
كانت ألمانيا في أعقاب الحرب العالمية الأولى تبدو قبيحة للغاية، بالنسبه لبريخت وذلك مع تغلغل أمراض المجتمع التجاري البراجوازي بها. فصورة الرجل الضخم الرأس والرقبة صاحب المال الذي يلبس بذلة صارخة الألوان وقبعة مثل الطاسة وينفث دخان االسيجار من فمه وهو جالس في الملاهي الليلية الرديئة مستمعًا إلى المسيقى الفجة ومحلقًا فى العرض البذئ أمامه، كانت صورة واقعية تمامًا وموجودة في المجتمع. وهذه الصورة البشعة – حسب تعبير بريخت – قد تركت فزعًا شديدًا في نفسه وعقله مما جعله يتنازل في الكثير من قصائده ومسرحياته موضوع التجارة والبيزنس فى المجتمع الرأسمالي كأساس لكل أعمال النصب والخداع والعنف ولقد تطورت هذه القكرة مع بريخت لتأخذ أشكالًا أعمق من خلال مسرحياته اللاحقة: الأم شجاعة (1939)، حياة جليليو (1939)، روح الفتاه الطيبة سيتزوان (1940)، ودائرة الطباشير القوقازية (1945).
ومع التحول شيئًا فشيئًا لبريخت المعتقد فى عدمية كل شئ وعم وجود نظام يمكن أن يحكم هذا العالم الردئ إلى الإيمان بالماركسية اللينينية كنظام يضع تفسيرًا لكل هذه الأزمات والتناقضات ويحول الإتجاهات السلبية تجاة المجتمع إلى منظومة إيجابية للتغيير الجذرى والتحرر، أهتم بريخت بشكل خاص بالإتجاه العلمي لدى الماركسية. ولقد وجد في ذلك ملاذه وأصبح يرى بوضوح قيمة التنظيم والإلتزام في العمل لتحقيق الإنجازات. وتحول كابوس العبثية والعدمية لديه إلى إيمان فعلي بالعمل الجماعي المنظم. ففى نظره، لم تعد معاناة البشر هي نتاج لعوامل غير إرادية وخارجة عن سيطرتهم أو أنها شئ مصيرى لا يمكنهم تغييره، بل أصبح التاريخ فى فكره يعنى النضال الجماعى المستمر والنقد وحرية التفكير هي أساس هذا المنهج العلمي الماركسي. ذكر أحد تلاميذ بريخت فيما بعد بأنه خلال بروفات مسرحية جاليليو كان الكاتب يتوقف عند جملة معينة يقولها جاليليو بإستمرار وهي: إن مهمتى ليست إثبات أنني كنت مصحًا حتى الاَن، ولكن إكتشاف ما إذا كنت مصحًا أم لا. "لقد كانت هذه الجملة بالنسبة لبريخت هي أهم جملة فى المسرحية كلها.
وهاهو يكتب عن الشيوعية فيقول :
الشيوعية ...ليست هي الجنون ....ولكنها نهاية الجنون .
..انها ليست الفوضي بل النظام –انها الشيءالبسيط الصعب التحقيق
في عام 1930، إنضم بريخت إلى الحزب الشيوعي الألماني في الفترة التي بدأ يقتنع فيها تمامًا بالماركسية اللينينية كوسيلة لتغيير المجتمع والعالم كله. تبع ذلك بداية تأسيس بريخت لما أطلق عليه "المسرح الملحمي" وهو إتجاه يحطم تمامًا المفاهيم الرجعية والقديمة عن المسرح. ففى المسرح الملحمي يتعامل الكاتب بحرية في رسمه للشخصيات وربطها بالواقع المادي الملموس، وأيضًا جعل الجمهور ينقد ما يشاهده بشكل إيجابي. فالمتفرج لا يصبح فقط متلقي سلبي لما يُعرض له على خشبة المسرح، لكنه يشارك بفكره وبنقده في الأحداث التي تمثلها الشخصيات.. ومن هنا كان لهذا الفنان الفضل الكبير في الإنتقال نقله نوعية نحو تسبيس المسرح وربط الفن بالواقع اليومي المعاش للجماهير.
لقد تبلور هذا الإتجاه أكثر عند بريخت مع اقترابه من الماركسية وتمسكه بالمنهج الماركسي العلمي الذي ينظر إلى التغيير من زاوية الصراع الطبقي قى ظل النظام الرأسمالي القائم. إن بريخت كان يعمل جاهدًا من أجل بناء مسرح يعبر عن الصراع داخل العلاقات الاجتماعية / الاقتصادية بين البشر، مناهضًا بذلك فكرة تقديم "الطبيعة الإنسانية المجردة" من خلال المسرح أو الفن عمومًا لقد أراد بريخت أن يدفع المتفرج ليتسائل في داخله: "إننى لم أفكر بهذه الطريقة من قبل أبدًا .... إن هذه الطريقة السائدة ليست هي الشىء الأمثل للعمل .... إن هذا الحدث مدهش جدًا ولا يمكن السكوت عليه .... يجب أن يتوقف .... إن معاناة هذا الإنسان الذي أمامي تحرك مشاعري لأنه يجب أن تكون هناك طريقة ما لخلاصه
ومن هنا جاء هذا الاتجاه نحو تأسيس المسرح النقدي الملحمي، و صاغ بريخت مفهومًا اَخر وهو "الأغتراب" لقد أراد بريخت أن يجعل المتفرج يتأمل الممثلين – الذين في الحقيقة يؤدون أدوارا أكثر من تمثيلهم لها أو معايشتها – في ظل إنعكاسات للضوء تجعل هذا المتفرج / المتأمل يشعر أنه جزء من الحدث الذي أمامه. وبالتالي، هذا يجعله يشعر بأنه يريد أن يفعل شيئًا إزاء ما يراه ويكون وجهة نظر خاصة عن الواقع الذي يعيشه..
وهكذا، انضم بريخت للحزب الشيوعي الألماني من أجل أن يوظف فنه وطاقته لخدمة الطبقة العاملة ولكي يفضح تناقضات المجتمع الرأسمالي المستغل. ولكن كانت معاناته شديدة داخل هذا الحزب الذي كان لصيق الصلة بستالين ومن ثم كانت سياساته موجهة لخدمة النظام القمعي في روسيا. حارب بريخت داخل الحزب النفاق والبيروقراطية والقمع مما أدى إلى إنقلاب الحزب ضده في فترات مختلفة، ومنعه من عرض مسرحيته المعيار (1930) والتي كانت تتعرض بالتساؤل لجرائم ستالين ضد أعضاء الحزب. وهذه الجرائم لم تكن معلنة بعد، ولكن أستشف بريخت الكثير منها من خلال عمله بالحزب. وبعد موت ستالين والإعلان عن جرائمه ظهرت أهمية هذه المسرحية كونها المسرحية الوحيدة التي تناولت أزمة الأخلاق والانتهازية السياسة داخل النظام الستاليني.
ظل بريخت يتحدى ممارسات الحزب الشيوعي الألماني بتظيمه مجموعات مسرحية من العمال الذين يمثلون كهواة ويلفون أنحاء مختلفة في المدينة. وكانت هذه المجموعات تتعرض للقمع من البوليس.
لذا فقد قرر بريخت أن يترك ألمانيا في 1933 لينتقل ويعيش في مدن متعددة مثل فيينا، سويسرا، فرنسا، الدانمارك والتي مكث بها لمدة ست سنوات، ثم أنتقل إلى السويد ثم فنلندا. وأخيرًا أختار الولايات المتحدة كمنفى له حيث عاش فيها لمدة سبع سنوات، ليعود إلى المانيا الشرقية عام 1948. وهكذا يكون بريخت قد أمضى فى المنفى خمسة عشر سنة. كتب خلالها أكثر مسرحياته عمقًا وتطورًا " حياة جاليليو على الرغم من أن الكثير منها رفض تقديمها في مسارح بعض تلك الدول، وخاصة فى الولايات المتحدة حيث عُرض عليه هناك التنازل عن كتاباته الثورية والعمل في أى شئ اَخر.
إن مسرحيته حياة جاليليو التي كتبها عام 1939 تعكس بوضوح الأزمة التي كان يعيشها بريخت. فالعالم الكبير جاليليو كان عليه أن يختار بين حياة العمل الشاق والعيش على حج الكفاف كمعلم في مدينة فينيسيا، وبالتالي عدم قدرته على مواصلة أبحاثه العلمية التي تتطلب الكثير من الوقت والجهد والمال، أو أن يعيش حياة الرفاهية المادية مقابل خدمة حاكم مدينة فلورنسا. لقد كان النظام الديني في فلورنسا. والمتمثل في البابا مسيطرًا على مقاليد الأمور، وبالتالي فإن أعماله وأبحاثه التي أحدثت ثورة حقيقية في نظم الفيزياء والفلك ستكون معرضة لخطر المنع والمصادرة. ويختار جاليليو في النهاية أن يذهب إلى فلورنسا، و يؤلف سرًا كتابه الذي يحتوي على أبحاثه الهامة ويحفظه إلى أن يستطيع أحد تلاميذ ه تهريب الكتاب ونشره.
واضطر بريخت أن يعيش فى الدانمارك لفترة وأن يعمل كثيرًا لمجرد العيش ولم تكن لديه أية فرص لنشر مسرحيات، بدلًا من أن تعيش في ظل النظام الستاليني في روسيا كما فعل الكثير من أقرانه ثم ندموا على ذلك ندمًا شديدًا. ثم تعرض بريخت لهذا المأزق مرة أخرى عندما عرض عليه الحزب في المانيا الرجوع (وذلك بالطبع حتي يستفيدوا منه ومن شهرته) مقابل أن تكون لديه شركته الخاصة به في برلين الشرقية. وفكر بريخت مليا في أمر الرجوع والعمل في ظل النظام الشمولي القمعي في المانيا الشرقية، ويبدو أنه كان قد تعب كثيرًا من العيش في المنفي، فقرر الرجوع ليدير شركته الجديدة.
وفي تلك السنوات الثماني الأخيرة من حياته (1948 – 1956) اضطر بريخت في كثير من الأحيان أن يقدم بعض التنازلات للحزب حتى يستطيع تقديم أعماله. ولكن الحزب ظل يطارده: فعندما عرض مسرحيته عن كوميونة باريس عام 1949، منعتها الحكومة وهاجمتها هجومًا عنيفًا. وبعد مظاهرات العمال الحاشدة في 17 يونيو 1953 والتي قمعت من قبل البوليس ومات فيها عمال كثيرون، قرر بريخت أن يفصل نفسه عن الحزب تمامًا واكتفى بإعادة عرض مسرحياته القديمة، وكتابة الشعر: وفي قصيدة من قصائده الأخيرة، كتب مرثية إلى ستالين عنوانها "قاتل الشعب المُكرم"، حيث أدان فيها جرائم ستالين وبأنه قد تحول عن مسار وقيم البيان الشيوعي تمامًا مثلما أدار ظهره للينين ومبادئه
هنا في هذا الصندوق الزنك
يرقد شخص ميت
أو حتي أقل من ذلك منه أو لاشيء لأنه كان ....مثيرا للشغب
كمثير للشغب كان يحرضكم
وكل من يتكلم الان عن نيل مايكفي من الطعام
وكل من يريد منكم موضعا جافا للسكن
وكل من يصر منكم علي اجره المضبوط
وكل من يريد منكم اطعام اطفاله
وكل من يفكر ويعلن تضامنه مع كل االمتهضديين
من الان والي الان
سيوضع في صندوق زنك كهذا
ويدفن .....كمثير للشغب
والمسرح لم يعد كما كان منذ وفاة بريخت (1956). فلقد ألهمت أفكاره الكثير من الفنانين الماركسيين الراديكاليين في جميع أنحاء العالم مثلما عرضت مسرحياته بجميع اللغات. فالتحدي الذي شيده بريخت (المثير للشغب دائمًا) من الصعب تجاهله لأنه يواجه بشكل حقيقي أولئك الذين يدّعون أن الفن والسياسة لا يمكن جمعهما ببعضهما البعض
وضحت في أعمال بريخت حيرته إزاء العالم وقضاياه, من خلال نهاية مسرحيته "الإنسان الطيب في ستشوان" حيث يقول بريخت
"نقف هنا مصدومين, نشاهد بتأثر الستارة وهي تغلق وما زالت كل الأسئلة مطروحة للإجابات".
أن كرهنا للانحطاط
يشوه ملامح الوجه
وأن سخطنا علي الظلم
يبح الصوت
اه: نحن الذين أردنا ان نمهد الأرض للمودة والمحبة
لم نستطع أن نكون ودودين ولا محبوبين
اما انتم
فعندما ياتي اليوم
الذي يصبح فيه الإنسان عونا للإنسان
فاذكرونا
و سامحونا
المراجع :
1-للدكتورعبد الغفار مكاوي من كتابه " قصائد من برتولت بريخت "
2- كتاب حياتي في الشعر لصلاح عبد الصبور
3-مائه عام علي ميلاد بريخت
كتابه سمر علواني
الناشر جماعه تحرير العمل –اغسطس1998
4-قصائد برتولد بريخت:
:حسان، احمد; دار الفاربى