القاهرة 11 يوليو 2017 الساعة 10:45 ص
كان فنانا يمتلك مشروعا مختلفا ودأبا واضحا .رأيته فى المول التجارى للمرة الاخيرة منذ بضعة اشهريجلس فى الركن بإحدى المقاهى محتسيا فنجان القهوة اتجهت إليهلإلقاء التحية ، استقبلنى بابتسامة هادئة وذهن صافى .
تبادلنا الحديث حول الفن والثقافة والثورة وطرحنا عدة أفكار لمشاريعربما تجمعنا فى المستقبل وانصرفت مبتسما .
وبعد ان تركته سألنى ابنى يحيى
" مين دا يا بابا .... دا صاحبك "
" دا عمو مأمون يا حبيبى مطرب معروف "
" مطرب ازاى ومش بيطلع فى التليفزيون "
تحدثت مع صغيرى طويلا عن الفن الهادف ،الإبداع المستقل ، رسالة الفنان . وحاولت ان يكون حديثى مبسطا قدر الامكان وبرغم يقينى بعدم استيعابه الكامل لأغلب ما قلته كنت اطمع فى ان تجد بذور حديثى معه اليوم صدى فى المستقبل .
كان السؤال منطقيا جدا فهل اجاباتى كانت كذلك ؟!
الحقيقة اننى لا ادرى وأصبحت اليوم أقل يقينا
وصرت أسأل نفسى مرارا وتكرارا عن جدوى ما نفعله
وعن جدوى استمرارنا فى القيام به وعن حقيقة تأثيرنا فى المجتمع
وإضافتنا للفن وللحياة .
أصبحت حقا لا ادرى و قد أصبح امرا معتادا ان نستيقظ صباحا على خبر مفجع ، وأصبح من المعتاد ان ينتهى تأثير الخبر علينا مع اخر رشفة من فنجان القهوة وان نودع اصدقائنا ونودع معهم مشاريع لن تتحقق للأبد .