القاهرة 08 يوليو 2017 الساعة 06:16 م
"قصص لا ترويها هوليوود مطلقاً" كتاب للمؤرخ اليساري "هوارد زين " الذى يعتبر من أبرز النقاد الأمريكيين المناهضين للحروب التي تخوضها الولايات المتحدة الأمريكية ضد الدول الأخرى في العالم ، رفض حرب فيتنام وكان من أشد الرافضين للحرب الأمريكية على العراق عام 2003ومن أقواله حولها: "كيف يمكن أن تشن حرباً على الإرهاب عندما تكون الحرب نفسها نوعاً من الإرهاب" .
يعتبر "هوارد زين " من المفكرين الغربيين الذين قفزوا فوق كل الخطوط الحمراء بالنسبة لأمريكا المقدسة،ومن أعماله الشهيرة كتاب "تاريخ شعبي
للولايات المتحدة" أصدره عام 1980 ويروي فيه تاريخ أميركا من وجهة نظر مختلفة وفيه يصور كفاح سكان أميركا الأصليين ضد الغزاة الاوروبيين
ولهوارد زين أكثر من 40 كتاب
في هذا الكتاب ترجمة الدكتور " حمد العيسى " الذى أختار له عنوان " قصص لا ترويها هوليود مطلقا" الذى يعتبر مختلف بعض الشئ عن الترجمة الحرفية للعنوان الأصلى الذى يبدو أن ترجمته " المبدعوون أوقات الحرب ومقالات أخرى "الأعلام المفتوح" يجمع بعض ما لم ينشر من خطب ومقالات وحوارات هوارد زين في سنواته الأخيرةالذى توفى عام 2010 ، الذى يوضح فيها كيفيه أن بقعة الضوء لا تسلط دائما نحو الجرائم والأبرياء الذي تقتلهم حروب الرئاسة الولايات المتحدة ، نجد مقالات "المبدعون في أوقات الحروب" عن إيما غلودمان والنشرات في أميركا ، وهو حوار بين هوارد زين وتوم يورك، ثم نجد أيضاً مقالة بعنوان "تغيير عقلية أوباما"، وفي الفصل الأخير من الكتاب هناك أيضًا حوار مع زين أجراه الصحافي الأميركي توم ديسباتش ، ويتناول ما يسميه زين "تقهقر الإمبراطورية الأميركية".
ويبدأ الكاتب مؤلفه بنقد الولايات المتحدة وسياستها الذى تعمل بها السياسة في العالم والحروب التى خاضتها في عدد من الدول مخلفة ، وأن الجانب المعلن من سياستها لا يعبر عن حقيقة الولايات المتحدة بقدر ما يعبر عما ترغب الولايات المتحدة لك في أن تعرفه عنها ، ويبقى هناك جانب مظلم في السياسة الأمريكية لا يعرفه الكثيرون ، من إغراق متعمد للبلاد في الديون ، ونهب للثروات وتدبير للانقلابات وفرق اغتيالات حول العالم ، و تركها كم من الخسائر الضخمة لكلا الطرفين مع المسؤولية الجسيمة الملقاة على عاتق بلاده التي تخوض الحروب لا من أجل الأمريكيين كما تدعي الحكومة وإنما من أجل مصالح شخصية وبالتالي ، يجب أولًا تحديد سياسة أميركا قبل الحديث عن فشلها أو أرتباكها ، لأن فهم هذه السياسة هو المحدد الأول لمعرفة إشكالاتها مع دول العالم وخاصا الشرق الأوسط .
ويؤكد هوارد على ضرورة الدور الحاسم للتغيير الجذري للأحتجاج والعصيان المدني في تنشيط وتوجيه التغيير الاجتماعي ، والتمرد الذي يتحدى الحكومة والسلطة
و الفكرة أساسية الأخرى يؤكد بها المؤلف على أرتباط الفن بالسياسة ، والتأكيد على نقطة أن الفنان يجب أن يفكر خارج الحدود وأن يجرأ على قول الأشياء التى لا يستطيع أحد أن يقولها ، ويمكن أن يشير إلى الأشياء التي تنقلك خارج التفكير التقليدي لأنه يمكن أن يفلت من العقاب في الخيال ، فينظر زين إلى الإمكانيات لإنشاء مثل هذه الأنفتحات من خلال الفن والسينما والنشاط والنشر ومن خلال حياتنا اليومية فألقى الضوء على مسؤولية المبدع والمثقف و دور الفنانين بأسلوبهم البسيط وقربهم وتأثيرهم على الشعب في العمل من أجل التغير ، وخاصة في القضايا الكبرى مثل الحروب ، لإيمانه الشديد أن الفنان لا يقتصر دوره فى التسلية فقط ، ويستنكر هوارد هوليود بأنها لاتنتج افلام إلا أذا كانت لصالح أمريكا، ولا تكشف الأنتهاكات التى قام بها الأمريكان وتاريخهم الدموى والعنصرى.
نجد أنفسنا فى النهاية أمام مؤرخ مستقل يصدح برأيه فى عرض الحائط باعلى صوت ضد الإمبرالية الامريكية وضد الحرب وضد مصدارة الحريات ، ليستمر هوارد زين فى عرض الفكرة الذى يتبناها في الكثير من أطروحاته، وهي فكرة مناهضة الحرب، كاشفاً أن الحجج التي تستخدم دائماً لشن تلك الحروب هي حجج مزعومة لغزو البلاد ، وأن الرأسمالية المتوحشة هي المحرك الرئيس لتلك الحروب ومن أقواله في هذا الشأن: "لا يوجد قماش كبير بما يكفي لتغطية عار وخزي قتل الأبرياء في الحروب "
ويشار أن هوارد زين ولد عام 1922 وتوفى عام 2010 ، ولد لأبوين كانا يعتنقان الديانة اليهودية، تدمج فلسفة زين ما بين الفكر الماركسي والاشتراكية والديمقراطية الاجتماعية. وكان حتى وفاته من أبرز المدافعين عن الحقوق المدنية والحركات المناهضة للحرب منذ الستينيات.
ألف ما يزيد عن40 كتاباً من أكثرها انتشارًا كتاب تاريخ الولايات المتحدة ، وهو كتاب ما زال يطبع منذ عقود وقد بيع منه أكثر من مليون نسخة