القاهرة 13 يونيو 2017 الساعة 09:52 ص
ليه سيادتك هاتوقف ميكرفونات التراويح؟
** إنت ناسي يابني إن أنا وزير "أوقاف"؟!
* طب ممكن سعادتك تيجي توقف لي.... تاكسي!!!!
بهذه البساطة تنطلق مدافعه الساخرة ، غير منشغل بمن تصيب ، لكنه يكتب بريئا ، معبرا عما يشعر به ، ناجى العتريس ، كاتب جاد جدا ، هازل جدا ، ولد ناجى عام 1970 بقرية ميت حبيش القبلية بطنطا ومتزوج ولديه ياسين ويارا ،وشارك في إصدار كثير من الجرائد الإقليمية وحاليا مدير تحرير جريدتي" جيل الدلتا" و"حوادث الدلتا". وله كتاب بعنوان "شخصيات عاشت معي" كتب عقده منذ سنوات مع الهيئة العامة لقصور الثقافة ولم يصدر حتى الآن ووكذلك كتاب " سيكو سيكو" يجهزه للنشر .
فى هذا الحوار يبدو أديبنا الشاعر والباحث ناجى العتريس على سجيته منطلقا كعادته ، وربما هذا هو الساخر الحقيقى ,,
هل ارتبطت تعليقاتك الساخرة، وكتاباتك الباسمة بوجودك على فيس بوك وتويتر؟
لا، أنا أكتب منذ زمن بعيد بهذه الطريقة، ولم أفكر يوما في تصنيف كتاباتي، وطبعا يسعدني أن أكون في نظر القراء كاتبا ساخرا فهي ليست "شتيمة"، ولعلك تلاحظ أن كثيرين يتضايقون من وصفهم بالكاتب الساخر؛ فالكاتب الساخر عملة نادرة في جميع أنحاء العالم، قرأت أن الكاتب الساخر في بلاد "بره" يأخذ أموالا أكثر من كاتب "النكد" بمراحل، لأنك من الصعب أن ترسم بسمة على وجه إنسان خصوصا "المصري" ولكنك من السهل أن تبكيه وتجعله يلطم الخدين خصوصا "المصري" برضه، وقد بدأت في النشر في الصحف الورقية والمجلات، وارتبطت مدة من الزمن بمجلة كاريكاتير بعدما احتضنني أستاذي وصديقي المتعدد المواهب بشير عيّاد رحمه الله واكتشف قدرتي على الكتابة الساخرة، وكذلك الساخر حسام حازم والأستاذ عبد الله أحمد عبد الله "ميكي ماوس" رحمهما الله ونشرا لي بعضا من كتاباتي الساخرة، وبعدها انطلقت ونشرت في عدة صحف ومجلات، وكان لي عمود ساخر بعنوان "فين يوجعك" بجريدة الوفد العدد الأسبوعي في صفحة "فرفشة" لصاحبها الفنان الرائع عمرو عكاشة، وكان لي صفحة بعنوان "على كل لون" بجريدة "جيل الدلتا" وصفحة "بزرميط" بجريدة "الراية العربية" وما زلت حتى الآن أكتب صفحة ساخرة بجريدة "مجد الثورة" وكما ترى فإن الحكاية قديمة معي ولا ترتبط بالفيس بوك وخلافه؛ وإن كان الفيس أسرع في الوصول إلى الناس ويجلب لك جمهورا غير معتاد على مطالعة الصحف الورقية والمجلات.
لاحظت قدرتك على الحوار الساخر، هل فكرت فى كتابة دراما ساخرة؟
- فكرت كثيرا ولكني عند لحظة معينة أحجم عن الفكرة ربما بسبب الصعوبات التي تواجه المؤلفين وضرورة وجودك ضمن شلة معينة أو واسطة تمهد لك "السكة" وتسهل عليك الخطوات الأولى وبالطبع وجودك في القاهرة يسهل عليك الطريق وذات مرة قال لي الكاتب الكبير صلاح عيسى أثناء وجودي في مكتبه بجريدة القاهرة"عيبك إنك قاعد في طنطا" وأعترف أني مقصر في هذه الناحية.. تقدر تقول نفسي قصير ولا أجيد الطرق على الأبواب وطبعا لا أعفي نفسي من التقصير والكسل.
- هل تجد نفسك – ككاتب – في كتاباتك الجادة في المجلات، أم في تغريداتك الساخرة فى الإنترنت؟
- صدقني إذا قلت لك أنني أجد راحة كبيرة بعدما أفرغ ما أفكر فيه على الورق أو إن شئت الدقة على الكمبيوتر وإن كنت حتى الآن أعشق الورقة والقلم، ولا أجد فرقا بين الكتابة الجادة والدراسات الأدبية والتغريدات الساخرة؛ فالكاتب حصيلة ما يكتب وما يفكر ويؤمن به، والحياة نفسها تتأرجح بين الجد والهزل.
- ما سر ارتباطك بالأدباء الساخرين، كشفيق المصري؟
- أعشق اللون الساخر من الكتابة منذ أن وعيت على القراءة ربما بسبب طبيعتي التي لا تحب النكد والكآبة، وبالتالي بحثت عن أساتذة الأدب الساخر وبالطبع كان على رأسهم حسين شفيق المصري ومنذ اللحظة الأولي جذبني هذا الرجل الفريد، وقد شاءت لي الظروف أن أّطّلع على كثيرٍ من آثاره في بطون المجلات القديمة في فترة العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي. وكان متميزًا في كل ما طرق من صنوف الكتابة, فقد كتب الشعر الجاد والرصين, وبرع في الشعر الفكاهي براعة غير مسبوقة, وهو الذي اخترع اسم "الحلمنتيشي " على ذلك النوع من الشعر الذي يجمع بين الفصحى والعامية ويُطعم أحيانًا ببعض الألفاظ الأجنبية, وهو بحق "أبو الشعر الحلمنتيشي" كما أطلقت عليه في مقال لي. وقد سار على دربه العديد من الشعراء من معاصريه ومن اللاحقين. وكان متمكنًا من كتابة المقال الصحفي والافتتاحيات وكان في كثير من الأحيان يحرر المجلة من "الجلدة للجلدة" تحت أسماء مستعارة. وهو حجة في اللغة ومرجع في الأدب وعهد إليه أمير الشعراء أحمد شوقي أن يجمع له أوزان الشعر غير المطروقة وأن ينظم له أمثلة من وزنها يحييها شوقي في شعره. وأنا أعشق "مشعلقاته" الفكاهية التي هي على وزن "المعلقات" وأيضا "المشهورات" التي يعارض فيها بعض قصائد فطاحل الشعراء, وأحب "مذكرات فضولي" التي كان ينشرها في مجلة "كل شيء", و"دائرة المعارف الوفدية" في مجلة "الكشكول" وباب الردود "ما قولكم" في مجلة "الفكاهة" والتي كان يجيب فيه على أسئلة القراء إجابات غاية في الفكاهة والحكمة والفلسفة وهذه الصفات اكتسبها من الحياة التي عاشها بالطول والعرض فهو لم يعمر كثيرا في المدارس.
- لماذا هذا العنف الفكري ضد الزوجات؟ هل الزوجة مثال فنى مجرد؟ أم المعتاد شعبيا اللجوء للزوجة كوسيلة للمزاح ؟
- بذمتك مش يستاهلوا في كثير من الأحيان؟ .. شوف أنا طول عمري أكتب بسخرية ضد المرأة حتى قبل أن أتزوج رغم أنني أحب والدتي حبا شديدا وربما اكتسبت السخرية من النساء والزوجات من والدتي نفسها فهي ساخرة من الطراز الأول عندما يكون مزاجها "رايق" ربنا يخليها ويبارك في عمرها، ولا أظن أن كثيرين يلجأون للزوجة كوسيلة للمزاح وإلا كان نهاره"مهبب" ووشه" مكبب"، ما أكتبه عنهن يجد صدى لدى قطاع كبير من الرجال دون أن يخبطوا "لايك" وهذا ما أسمعه من الأصدقاء فهم يحفظون ما أكتبه دون التورط في الإعجاب به ......
- ابن من أنت من كتاب الإبداع الساخر: يوسف عوف، جلال عامر، محمد عفيفى إلخ ؟
- أنا ابن عاق ههههههههه، فقد قرأت لهؤلاء العظماء الذين ذكرتهم بالإضافة إلى الأساتذة أحمد رجب ومحمود السعدني وحسام حازم وعبد الله أحمد عبد الله وبشير عياد ثم كونت أسلوبي الخاص من وجهة نظري وإذا وجدت تشابها بين ما أكتب وبين أحد من هؤلاء فهو تشابه غير مقصود على الإطلاق
- هل تظن أن الإنترنت أنتج أدبا ساخرا له ملامحه المختلفة؟
- طبعا، ويتأرجح هذا الأدب بين الإبداع الحقيقي وبين السماجة والاستظراف.
- هل انتهت علاقتك بالشعر الغنائى بعد الزواج ؟هههه
- تصدق.. كنت أفكر في هذا الأمر منذ أيام ووجدت أن هذا صحيحا إلى حد كبير وأنني لم أكتب شعرا غنائيا منذ تزوجت إلا قليلا ويبدو أن الزواج "بالنسبة لي" مقبرة الإبداع كما قلت هذا التعبير لأحدهم وسرقه مني.
- فى بعض كتاباتك الساخرة عمق وحرفية، وبعضها تلاعب لفظي عابر..لماذا هذا التنافر الحاد فى قيمة المكتوب؟
- أنا أكتب ما يعن لي "حلوة يعن دي" دون حساب إن كانت عميقة أو غير ذلك وكثير من الكتاب الكبار تجدهم كما وصفت في سؤالك ولا أذكر مَن مِن الكتاب قال أنه يكتب أعمالا خفيفة ليريح أعصابه ولا يجهد ذهنه كثيرا لينشط ذهنه للأعمال "الثقيلة"، وإن كان التلاعب اللفظي العابر يعجب قطاعا لا بأس به من المتابعين، وكان هذا الأسلوب منتشرا في صحف الزمن الماضي وله أساتذته ومن ضمنهم حسين شفيق المصري ذات نفسه وعبد الله أحمد عبد الله وطه حراز وغيرهم.
- هل خدمتك معرفتك العميقة بالتراث فى كتاباتك الساخرة أكثر أم عمق معايشتك للواقع؟
- بالطبع، فالمعرفة بالتراث تكسبك عمقا وثقافة تفيدك في الكتابة بتمكُّن عن الواقع الذي نعيشه، وتعطي تميزا للكاتب ونفاذا إلى الأعماق، عكس الكاتب الذي يكتب عن الواقع دون الإلمام بالتراث؛ فتجد كتابته ساخرة ولكنها لا تنفذ إلى "العضم".
- من خلال معايشتك لمحمد حجازى وعلاقته بأم كلثوم .. ألا تستحق أم كلثوم مقالا عن طبيعتها الساخرة؟
- رحم الله صديقي محمد حسين حجازي أكبر عاشق لأم كلثوم والذي ارتبط معها بذكريات كثيرة وقابلها أكثر من مرة وحكى لي الكثير عنها، وبالفعل كتبت مقالين عن مواقفها الساخرة ونكاتها أحدهما نشرته في مجلة "نصف الدنيا" والآخر نشرته في مجلة "المرأة اليوم" الإماراتية ولكني أرى أنها تستحق دراسة مطولة تتناول هذه الجزئية المحببة في شخصيتها الآثرة ولعل الله يمنحني القدرة على كتابتها إن عشنا وكان لنا عمر.
نماذج من كتابات المبدع ناجى العتريس :
(هناك حكومات في دول العالم ( تستقيل) وعندنا الحكومة ( تستطيل ) !!
* لا تتعجب إذا سألت مصريا : إنت طالع السعودية علي كام ؟فأجابك : علي 1500 جلدة !!
* قناة فضائية جديدة سوف تبث من مصر بلدنا تبدأ فقراتها ببرنامج ( هيا بنا نتحرش ) وتنهيها بفيلم ( رجعت جامد يا حامد) !!
* علي غرار الإعلانات التي تنشر يوميا في الصحف والقائلة : وداعا للضعف الجنسي والإرهاق أتمني أن أقرأ يوما إعلانا يقول : وداعا للفقر المدقع والإملاق !!
* بيقولك عمك شكوكو قانون الطوارىء شغال علي زمارة وطبلة ورق !!
* لابد أن نطلق عليه لقب ( رئيس التحريم ) لأنه يحرم الموضوعات التي تمس مصالحه من النشر !!
قال أحدهم إنه لن يترشح لأنه تخطى السبعين من عمره ويقول معظم المرشحين إنهم سيرشحون أنفسهم لأنهم تخطوا السبعين ومش لاقيين حاجة يعملوها !!
*****
* ليه سيادتك هاتوقف ميكرفونات التراويح؟
** إنت ناسي يابني إن أنا وزير "أوقاف"؟!
* طب ممكن سعادتك تيجي توقف لي.... تاكسي!!!!
اللهم ارزقنا في هذه الأيام المفترجة باتنين كيلو جمبري جامبو وأربع أزواج حمام واتنين كيلو لحمة وخمس أزواج فراخ بلدي وأرنب حلو لزوم الملوخية وستة كيلو سمك وباتنين جنيه طعمية!!