القاهرة 13 يونيو 2017 الساعة 10:21 ص
ماذا لو أن رئيس الجمهورية أصدر قرارا جمهوريا بعلاج الكتاب والمثقفين في مستشفيات القوات المسلحة؟ الجيش المصري وجميع أفراده من العسكريين والمدنيين يعالجون في مستشفيات خاصة بهم، يتوفر لها الإمكانيات اللازمة ، ولا يختلف اثنان في أحقيتهم في نيل هذه الخدمة المميزة والمنضبطة، فهم قوى مصر الصلبة التي تحمي ظهر الوطن وحدوده وأمنه الداخلي والخارجي، وكذلك لا يختلف اثنان على أن الكتاب والمبدعين هم قوى مصر الناعمة التي تحمي هويتها الثقافية وأمنها القومي أيضا من الاندياح والتغييب والتغريب، فلماذا لا يأمر رئيس الجمهورية أو وزير الدفاع بعلاج من يقع منهم فريسة للمرض في مستشفيات القوات المسلحة؟
ماذا لو أن لجنة الثقافة والإعلام في مجلس الشعب والتي من بين أعضائها كاتب هو الروائي يوسف القعيد، ماذا لو أنها تبنت حملة لتوفير الأمان الاجتماعي للكتاب؟
منذ أسبوعين لقى شاعر حتفه نتيجة سقوطه من شرفة شقته، وهو الشاعر علي حنيش، ولا نعرف هل هو انتحار متعمد أم سقوط نتيجة لإصابته بمرض ما، لكن بتتبع حال الشاعر اتضح أنه كان يعاني من تهميشا اجتماعيا ربما دفعه لهذا المصير المظلم!!
إلى متى نظل نحن جماعة الكتاب والمبدعين حين يقع واحد منا فريسة للمرض نتوجه بالاستغاثات لوزيري الثقافة والصحة؟ في أسبوع واحد أطلقنا نداءات استغاثة لإنقاذ الشاعر والناقد خالد محمد الصاوي الذي يرقد في القصر العيني في انتظار عملية زرع الكبد، والناقد شريف رزق الذي يرقد في غيبوبة في مستشفى منوف والكاتب حسن غريب في مستشفى بالعريش، وهكذا لا يمر وقت إلا وننادي بإنقاذ كاتب أو شاعر والشاعر والمترجم صلاح صبري يرقد طريح الفراش في بيته،.
والسؤال الذي يجب أولا أن نطرحه ما دور اتحاد كتاب مصر في حياة الكتاب المصريين؟ لماذا لا يتذكر الاتحاد ومجلس إدارته الكتاب إلا في حالة التجديد النصفي أو الانتخابات الكلية؟ حين أهدى الشيخ زايد اتحاد كتاب مصر مليون جنيه لعلاج أعضاء الاتحاد قامت الدنيا ولم تقعد من بعض المثقفين المصريين، واعتبروها إهانة لاتحاد كتاب مصر، فلماذا لا تقوم الدولة بدورها في دعم الاتحاد حتى يقوم بتوفير العلاج والدعم الاجتماعي لأعضائه؟ أم أن الدولة لا تعترف أصلا بدور الاتحاد وبدور المثقفين وبقيمتهم الأدبية والمعنوية في هذا البلد؟
لماذا لا يتساوى اتحاد الكتاب بنقابة الصحفيين التي لا توفر لأعضائها فقط العلاج، بل توفر لهم مرتبات شهرية تعينهم على المسؤوليات الاجتماعية، كذلك توفر لهم المساكن والخدمات المختلفة؟
على الدولة أن تنتبه لهذه القوى الناعمة التي تتآكل نتيجة للظروف الاجتماعية الصعبة بتوفير العلاج الآمن لمن يحتاج له!!