القاهرة 13 يونيو 2017 الساعة 10:24 ص
دوماً يراود الفوتوغرافيون : لماذا لم يكن هناك بيع لمعرضي؟
وهو سؤال عام يراود السواد الاعظم من العارضين وبالذات في وطننا العربي، واجابته ليس بالامر الهين الا لمتابع الحدث الفوتوغرافي وما يدور في ساحته على الوجهين الخاص والعام.
وان حللنا هذه المعارض من مختلف النواحي سنخرج بالنتيجة النهائية التالية:
موضوع المعرض:
يقع الفوتوغرافي بدوامة افكاره انه يريد ان يعرض افضل ما لديه فيقوم باختيار صور دون موضوع محدد او رسالة يحملها، لا بل يصب جل اهتمامه على التكنيك والقدرة الفوتوغرافية بالدرجة الاولى متجاهلا الهدف الفكري والرؤية، فيقوم باختيار صور غير مترابطة متناثرة الافكار والمنهج الفني حسب المثل السائد من كل بستان زهرة، هذا الامر الذي يضيع المتلقي ويتشتت في موضوعات الصور الاحادية غير المترابطة بالمضمون والراحة البصرية.
جودة الصور:
جل اهتمام اي مقتنٍ ان تكون الصور ذات جودة عالية من حيث الطباعة والديمومة، فهو يبحث عن عمل يدوم مثله مثل اي لوحة زيتية او مائية، لا يتغير لون الحبر او الورق فيها على مر الزمان ولا يتأكسد او يبهت مع العوامل الجوية، فهو يريد عملا يحافظ على رونقة كلحظة الشراء الاولى، ومع تطور التكنولوجيا ابتدعت شركة كانون طابعات نافثة للحبر بجودة ودرجات نقاء عالية الجودة، لتعطي لونا متدرجا من الصفر الى المائة، على خيارات ورق متعددة تلبي فكرة الصورة بالنسبة للفوتوغرافي وذوق المقتني حسب مواصفات وشروط اهم المتاحف العالمية للطباعة، التي تحقق ديمومة وثبات لما يزيد عن مائة عام.
كما يغفل الكثير في اختيار القياس الامثل للعرض، وهنا نقول ليس العمل الكبير هو الافضل ، بل ان لقياس العمل اثرا في سحر المشاهد فالكبير يجعله يغيب في غياهبه اما الصغير فيأخذه لتفحص اجزائه وتفاصيله، واي خلل ما بينهم سوف يسقط العمل ويجعلة محط انتقاد.
وكما يقول المثل الكحل هو ما يرسم العين، فالاطار هو الكحل الذي يزيد جمال الصورة جمالا سواء بالبساطة او الفخامة وليس هناك تعميم بينهم او اجماع.
مكان وزمان المعرض:
يتطلب ان يتم اختيار المكان المناسب لعدد الاعمال المجهز بنظم انارة لا تعكس الضوء من على الاطارات، فكل عمل يحتاج من المساحة ما يكفي ليشاهد منفرداً او ضمن مجموعة حسب المعيار القصصي او الموضوعي، ولا ننسى اهم اختيار المكان المطروق سواء اكان من القطاع العام التابع لوزارة الثقافة او الخاص من دور العرض والجالري.
ولتوقيت المعرض الاثر الكبير خصوصاً ساعة الافتتاح وهي اعلى ساعات الارتياد في اليوم الاول بان تكون بعد انتهاء الاعمال الرسمية والوظيفية العامة كما يفضل ان تكون في منتصف الاسبوع وليست في يوم اجازة.
الترويج:
الترويج اصبح اسهل مما كان عليه قبل خمس سنوات ، فوسائل التواصل الاجتماعي والموبايل وغيرها من رسائل نصية وبريد الكتروني سهلت الامر كثيرا وبالذات ان كنت تمتلك قاعدة بيانات مستهدفة للفئة المدعوة، وكذلك عمل بوستر جذاب يعلق في الاماكن المرتادة شاملا مكان وتاريخ وزمان المعرض دون اسهاب في المعلومات، فكلما كان ابسط كان اكثر جذب وتشويق وتحفيز للحضور.
ولا نغفل عن اهمية بطاقة الدعوة وبالذات للرسميين واصحاب القدر فببطاقة الدعوة تعطي نوعا من احترام لحضور المدعو، كما ان الحضور الاعلامي تحقيق لانتشار المعرض والعارض وهو الذي يصل للجميع والمحفز على الاهمية.
السعر وحق الملكية:
كأي سلعة تحتاج منك الصورة ان تقيم قدر عملك وفكرك فيها بالنقد دون انتقاص من قدرك في العمل او مبالغة، فالسعر المنطقي هو اساس البيع وكذلك توقيعك على العمل لاثبات مرجعيتك.
لضعف الاسباب اعلاه ما زالت ثقة اقتناء الاعمال الفوتوغرافية ضعيفة وتحتاج من العراض لتحقيقها استشارة اصحاب الخبرة وعدم الاتكال على المؤسسات الفوتوغرافية والتي اثبتت في معظمها الضعف الاداري والتنظيمي الابداعي وخير مؤشر على ذلك ضعف المردود الفني على اعضائها او مشاريعها الفوتوغرافية، حتى ان حضور هذه المعارض ما زال مقتصرا على نفر من اعضائها لتسجيل حدث حتى لو لساعات تحت مسمى معرض فوتوغرافي، الامر الذي جعل الثقة بصورة الفوتوغرافية هزيلة.