القاهرة 06 يونيو 2017 الساعة 09:58 ص
مازلتُ طيباً ياصديقتي فلا تبتعدي
كلُ الحكايةِ أنني أصبحتُ أُدخنُ أكثر من ذي قبل
وأنني في الأعيادِ أَلِفُّ سيجارةً محشوةً لأجل نَحْتِ ضحكتكِ على واجهة
المحلات ..
وأنني من ساعةِ أن سكنتُ في الدور السابع
أصبحتُ أسهرُ في الشرفةِ حتى لو كانت تمطر
وأرسمُ كلَ خيالٍ يتحرك خلف النوافذِ
امرأةً جميلةً تستحم
امرأةً عارمةً تشبهكِ ..
أنا كذلكَ يا أختاهُ لا أقولُ الحقيقةَ هذهِ الأيام
وكثيراً ما أقسمُ بحبكِ كاذباً
وألتصق بنساء الميكروباص لأتذكر جحيمكِ السريع
وأُصَلِّي ارضاءً لكِ
وطبعاً بغير وضوءٍ ..
يكفيني ماؤكِ ..
هل يكفي ماذكرتهُ لأن يجعلكِ تراقبينَ الهالات السوداء تحت عيني
وتقولينَ إنها تزيدُ بشكلٍ مرعب
كلما خَبَّأتُ عنكِ أمراً ...؟!
وتسحبينَ كفَّكِ من كَفِّي
لأن يدايَ صارتا لا تكُفَّانِ عن الارتعاش
أمام صورتكِ ؟
هل نسياني اسمكِ دائماً وقَوْلِي إن الشامةَ التي في الفخذِ الأيسر ضالةٌ
ومكانها الصحيح بجوار عضوكِ يعني أنني أصبحتُ قاتلاً مأجوراً أو مغتصباً هارباً أو جاسوساً ؟
هل يَدُلُّ الشَوْكُ الذي يزدادُ في صحراء صدري على أن الرائحة المختبئة في أعطافي هي عطر أرملة الدور الأخير؟
ياست الهوانم ، ياحبيبتي الغالية .. شَعْري الذي يزدادُ بياضاً من بعد كل قبلةٍ
دليلٌ على طيبة القلبِ القديمةِ .. حبيبتكِ
ونظراتي الزائغة
اعترافٌ صاخبٌ
بأني لازلتُ أُقاومُ جنوني
لأظلَّ مقيماً
في حضنكِ
للأبد ....