القاهرة 06 يونيو 2017 الساعة 09:37 ص
مختار سعد
في الحفل الذي نظمه صندوق التنمية الثقافية برئاسة الدكتور أحمد عواض تألق المنشد الصوفي محمود التهامي وفرقته مساء الجمعة 2 يونيو 2017، في قصر "الأمير طاز" في التاسعة مساء ضمن احتفالات شهر رمضان المبارك، وقد جاء الحفل تحت عنوان رئيسي هو" الإبداع في مواجهة الارهاب" ، حيث أنشد التهامي مجموعة من القصائد الصوفية الشهيرة، التى استلهم منها روح الإنشاد المصرى، منها "قمر، "قاضى الغرام"، "الدمع العصى"، " يا سيد السادات"،" بكى العوازل"، وشهدت ساحة القصر حلقات ذكر، وتفاعل معها الجمهور الذى حضر بشكل حاشد.
والشيخ محمود التهامى هو ابن المنشد الصوفي الذائع الصيت، الذي خرج بالإنشاد الديني من جنوب مصر إلى العالمية، يس التهامي، وقد سار محمود التهامي على خطى والده فى الإنشاد الصوفى الأقرب إلى الحس الشعبى والذى يستقبله ويطرب له جمهور واسع. حيث يرى أن الفن هو رسالة واضح وقوية ضد الارهاب والتشدد الديني، ولم يقف الأمر في اعتاقه لفكر منفتح على الحياة، رافض للأفكار المتشددة دينيا، بل تعدى الأمر إلى رؤيته لهذا الفن النوعي والمختلف وعلاقته بالآلات الموسيقية الحديثة والمتطورة، فهو يفضل استخدام الآلات الموسيقية أثناء الإنشاد الدينى، وهذا كان ممنوعا لدى المنشدين الدينيين قديما، حيث كان المنشد يستعيض عن الآلات الموسيقية بالصوت الإنساني، فبعض من يحرمون الآلات تجدهم يحاكون آلة مثل الكمنجة بالصوت الإنسانى، فإذا كانت الكمنجة حراما فلِمَ يحاكونها؟!
ويعتمد التهامي في إنشاده وألحانه على قصائد كبار المتصوفة مثل ابن الفارض وابن عربي وغيرهم من المتصوفة الذين كتبوا شعرا روحانيا صوفيا. ، ولكن على عكس والد الشيخ ياسين التهامى الذى يعتمد على الارتجال فى ألحانه، يحاول محمود أن يدون ألحانه فى نوتات موسيقية. ومن ضمن الأشياء التى يحاول أن يتميز بها محمود التهامى هى رغبته فى مواكبة الأحداث، من حيث اختيار أناشيد دينية تكون مناسبة للأحداث الجارية
محمود الذى ولد عام 1979 بدأ بالإنشاد على نهج والده، حتى بدأ فى إصدار ألبوماته الخاصة مع نهاية التسعينيات، تلك التى بلغت 11 ألبوما حاليا، لتقيم له اسما وشهرة خاصين به. لا يلتزم الشيخ محمود التهامى بالإنشاد الصوفى، ولكنه يفضله عن أنواع الإنشاد الأخرى.
الجدير بالذكر أن الاحتفالية تحولت إلى حلقة تذكر حيث تفاعل الجمهور مع المنشد وشاركوه تلك الأجواء الروحانية الصوفية.